… بعد أن أجرى الفحوصات الضرورية على المريض، اقتعد الطبيب كرسيه المتأرجح، حملق في وجه معيده، حرك رأسه أفقيا، كزّ أسنانه ورسم على محياه سمات الجد وقال :
قبل أن أسلمك وصفة الدواء، أنصحك أن تتجنب الاهتياج والانفعال والتوتر … روض نفسك على الاسترخاء والدعة والسكون.
جرجر السيد سين قهقهة صفراء وأجاب.
ولكن، كيف يمكنني ذلك يا دكتور وكل ما يحيط بي مزعج وموتر : مناكدات الزوجة، صخب الأطفال : أطفالي وأطفال الحي، صرير الأبواب، زعيق السيارات، دسائس الزملاء في العمل، نشرات الأخبار المزيفة، و… و …
أنت تعقد الأمور كثيرا، وتطلب المستحيل. تلك أمور بسيطة يمكنك التعود عليها.
آه يا دكتور، يمكنني التعود عليها ؟ لا، لا، لا أستطيع، أعصابي لا تحتمل ذلك.
طيب، بقي أمامك حل واحد.
ما هو يا دكتور ؟
اشتر لك ثلاجة وألف بأعصابك هناك.
وأفكاري يا دكتور ؟ … أفكاري هي مصدر تعاستي، لا أعصابي.
أفكارك لها حل.
ما هو يا دكتور ؟
اسحب سيفون المرحاض ليلا، والق أفكارك هناك، ودعها تنكسح وستتعافى حتما.
شكرا حضرة الدكتور المحترم، نسيت … أيت وصفة الدواء ؟
هذه وصفتك الوحيدة.
هذا أمر عجب، وأنت طبيب عجيب، وكلنا يصبح ويمسي على العجب العجاب … وداعا دكتور … وداعا.
أفكارك لها حل.
ما هو يا دكتور ؟
اسحب سيفون المرحاض ليلا، والق أفكارك هناك، ودعها تنكسح وستتعافى حتما.
شكرا حضرة الدكتور المحترم، نسيت … أيت وصفة الدواء ؟
هذه وصفتك الوحيدة.
هذا أمر عجب، وأنت طبيب عجيب، وكلنا يصبح ويمسي على العجب العجاب … وداعا دكتور … وداعا.