ذكر جوزيف مين أحد المراسلين في مجال الأمن السيبراني في كتاب نشر له في يونيو/حزيران الماضي باسم "عقيدة البقرة" أن الهاكر (قرصان إنترنت) الأشهر والمطلوب الأول لدول عدة "فيناس فيتشر" قد يكون عميلا للحكومة الروسية، وهو ما أثار حفيظة القرصان وجعله يخرج عن صمته بعد غياب لمدة عامين.
اختراق شركات التجسس:
ظهر اسم فيناس فيتشر وهو اسم حركي لمخترق مجهول الهوية لأول مرة في 5 يوليو/تموز عام 2015 بعد اختراقه شركة هاكنغ تيم الإيطالية التي تطور برامج مراقبة وتجسس وتبيعها لدول وأجهزة استخبارات عالمية، منها السعودية والإمارات ومصر، وقد استطاع فيتشر تحميل 400 غيغا بايت من رسائل البريد الإلكتروني الداخلية والمستندات السرية وحتى الكود الخاص ببرامج التجسس.
وتكمن خطورة هذه العملية في جرأة المخترق على تحدي شركات تعمل في مجال التجسس والقيام بعملية نوعية كهذه وقدرته في الوقت نفسه على إخفاء أي أثر له.
حيث لم تستطع التحقيقات الكشف عن هوية من قام بهذا الاختراق ولم تحدد كون الاختراق عمل دولة أو شخص، ولكنها استنتجت أن الدافع سياسي بسبب علاقات الشركة المشبوهة بالأنظمة الدكتاتورية.
ونتيجة للمعلومات التي سربها فيتشر قررت الحكومة الإيطالية منع الشركة بيع أي نظام للتجسس دون الاستئذان من الحكومة، ومع محاولات أجهزة الاستخبارات الدولية معرفة الهوية الحقيقية لفيتشر فإنه استطاع الحفاظ على هويته طوال هذه المدة.
دمية ضفدع تجسد القرصان الأشهر:
يضحك فيتشر من سؤال محاوره الصحفي الذي تابع قصته طوال سنوات لورينزو فرانسيسشي عند لقائه لشخصية تجسده لأول مرة عندما سأله عن شعوره وهو المطلوب الأول لدول وأجهزة مخابرات.
ويرد عليه فيتشر أنه من السخرية أن يكون شخص مثله يفضح شركات التجسس ويظهر عملها غير الأخلاقي مطلوبا للعدالة ومتخفيا، بينما هذه الشركات وغيرها من منصات التواصل تعيش حياتها بشكل طبيعي وهو ما يجعله لا يثق بالحكومات في هذا العالم.
جاء هذا في مقابلة غريبة قدمها الصحفي لورينزو فرانسيسشي مع دمية جسدت الهاكر، حيث طلب أن تكون المقابلة عن طريق دمية (تشبه الضفدع كامل في مسلسل الأطفال افتح ياسمسم) بينما سوف يجيب عن الأسئلة عبر نظام صوتي مشفر مع محرك الدمية في الإستوديو.
ويعرف عن هذا الهاكر أنه يعمل لوحده ويتخذ إجراءات احتياطية كبيرة حتى لا تكتشف هويته.
عندما يعتقلونني سيعرفون أنني لست روسيا:
أثار اتهام الكاتب جوزيف مين للهاكر فيناس فيتشر بأنه عميل روسي حنق الأخير ليخرج عن صمته ويقول في تسجيل صوتي معدل ولغة إنجليزية ركيكة تشبه الروسية -للسخرية من الاتهامات- إنه لا يعمل مع أحد وليس عميلا لأحد وإن الجميع سيعرف إذا جرى اعتقاله أنه ليس روسيا ولا علاقة له بالاستخبارات الروسية، وأن دوافعه هي فقط لمحاربة الشركات التي تتجسس على الشعوب.
ويدلل على ذلك أنه يستمتع بتدمير من يتجسس على الشعوب فكيف له أن يكون عميلا لدول تتجسس على الشعوب، كما أنه يرى أن أعماله لغايات نبيلة، ولا يقصد من ورائها المال أو الشهرة وإلا استطاع بكل سهولة الانضمام لأحد هذه الكيانات التي تتجسس على الجماهير وفق قوله.
يذكر أن عمليات فيناس فيتشر لم تقتصر على شركة هاكنغ تيم بل شملت شركة فينفيشر للتجسس وشركة صينية غير مشهورة.