رغم النجاح التجاري الذي حققه 'آي باد' بين المستخدمين الهواة، إلا أنه جهاز مغلق لا يرتقي لمواصفات الكمبيوتر المحمول.
أخفق الكمبيوتر اللوحي الجديد "آي باد" الذي أطلقته شركة آبل في الاسواق الاوروبية والاسيوية في تحقيق طموح المستخدمين المحترفين بنقل المكتب الشخصي إلى الهواء الطلق، فيما وفر للهواة والباحثين عن التسلية فرصة متنقلة للتسلية التكنولوجية.وأبدى المستخدمون العمليون خيبتهم بالجهاز الذي طال انتظاره، كونه لايحقق مواصفات الكمبيوتر وفق مفاهيم العمل التقليدي للجهاز المحمول باستثناء ميزة الاتصال بالانترنت.
وركزت وسائل الاعلام في بريطانيا ودول اوروبا الاخرى على حماس اقتناء الجهاز من دون ان تقدم عرضا تكنولوجيا للتطبيقات التي يتعامل معها "آي باد" وهل يمكن استباله بالكمبيوتر المحمول.
ويكاد ان يكون "آي باد" نسخة طبق الاصل وبحجم أكبر من "آي فون" من دون أي تطبيقات جديدة تحقق طموح من يود اختصار الكمبيوتر المحمول في هذا الجهاز.
ويفتقر "آي باد" إلى مفهوم سطح المكتب لحفظ الملفات والصور عليه ومن ثم نقلها أو إرفاقها في رسالة او تحميلها على الانترنت، مما يفقده أهم مواصفات الكمبيوتر.
ولا يقدم الجهاز بديلا لبرنامج "مايكروسوفت وورد" الخاص بالتعامل مع النصوص، ويقتصر على برنامج يتعامل مع "النص البسيط" لا يلبي طموح المستخدم المحترف في اعداد وتحرير النصوص، ولا يتيح هذا البرنامج حفظ الملف بشكل منفصل واستعادته فيما بعد.
كما لا يقدم جهاز آبل الجديد الذي سحر الاسواق وفاقت مبيعاته توقعات المحللين الاقتصاديين تطبيقات التعامل مع الصور بشكل محترف، ولا يمكن لحد الان انزال برنامج "فوتوشوب" أو أي بديل مشابه.
وباعت آبل مليون جهاز "آي باد" في الولايات المتحدة منذ بدء طرحه في الثالث من نيسان - ابريل بما يتجاوز اكثر التقديرات تفاؤلا قبل طرحه. وكان الطلب كبيرا لدرجة ان الشركة اجلت طرحه دولياً لمدة شهر في دول العالم الاخرى.
ويعاب على مصممي "آي باد" عدم استفادتهم بأقصى ما يمكن من خدمة الارتباط بالانترنت في الفضاء الطلق واعتماد بروتوكول نقل الملفات (ftp) لتسهيل إرسالها أو تحميلها مما يعني الارتباط بالشبكات وأماكن العمل بغض النظر عن مكان المستخدم، عبر فلسفة نقل مبنى المكتب إلى المقهى والشارع والحافلة والعمل في أي مكان عبر الجهاز المحمول المرتبط بالانترنت.
ورغم النجاح التجاري الذي حققه هذا الجهاز بين المستخدمين الهواة والطامحين إلى تحميل الكتب والمجلات والموسيقى وشرائط الفيديو إلا أن وصفه بالجهاز "المغلق" يكاد يكون أدق تعبير، كونه لايرتقي لمواصفات الكمبيوتر المحمول.
وانقادت وسائل الاعلام لتداعيات اطلاق الجهاز ناقلة صورة مشوقة عن طوابير الانتظار أمام متاجر آبل لاقتناء الجهاز الجديد.
وصنعت الصحف البريطانية قصة من انتظار "جاك لي" البالغ من العمر 17 عاما أمام متجر شركة آبل في لندن أكثر من 10 ساعات لكي يكون اول من يحصل على الجهاز.
ورفض جاك لي الذي يدرس في جامعة "اسكس" مبلغ 500 جنيه استرليني للتخلي عن مكانه في الطابور الطويل الذي اصطف فيه مئات الاشخاص منذ فجر يوم الجمعة.
وعمل "جاك لي" أكثر من 35 ساعة في الاسبوع من أجل توفير مبلغ شراء الجهاز وأكمل الثمن باقتراض مبلغ آخر من والده.
وقال تيكشي ياماناكا (19 عاما) والذي عسكر أمام متجر آبل الرئيسي في طوكيو من مساء الاربعاء ليكون الاول في الصف "كنت أرغب في ان المس الجهاز في اقرب وقت ممكن. وشعرت بسعادة حقيقية عندما اصبح اخيرا في يدي".
وقالت انا كيستنر عندما خرجت من متجر آبل في مونيخ بالمانيا وهي تحمل جهازي آي باد " انه نوع من القرارات التي تتخذ بشق الانفس وهو قرار انفعالي لأنه حقا غير مبرر منطقيا فهذه اموال كثيرة".
وتقدر شركة الخدمات والاستشارات المالية "آر بي سي كابيتال ماركتس" ان اجمالي الشحنات من أجهزة "آي باد" ستصل إلى 8.13 مليون وحدة إلى كل انحاء العالم قبل حلول نهاية العام 2010.