استرعى انتباهه عنوان الغلاف، دنا من الرف ثم تناول الكتاب ،ورقه اللامع و المقصوص بعناية ظاهرة . ففنية اختيار الأيقونة السوريالية .. تفاصيل لم تترك له المجال للتردد ، يمم صوب عاملة المبيعات ودفع الثمن ثم خرج متأكدا أنه غنم نفيسا يليق بجولته في معرض الكتب ،ما إن استقر به المقام في المقهى المقابل حتى شرع في تصفح كنزه بلهفة طفل غنم أمنية طاردها لأيام .
الأسطر مرصوصة بعناية و كل شيء على الأوراق يوحي بالجهد المبذول في إخراج المنتوج إلى الوجود لكنه توقف لاهثا في الصفحة الخامسة أو السادسة إلا فقرتان ... أمام فراغ الجمل من أي روح أو رائحة . ترك الكتاب على الطاولة إكرامية للنادل و غادر إلى مطاردة أخرى ..