عند النخلة الخامسة
تعرّى الحزن كشرنقة
تحت ثوب الموت
وصارت المآذن فراشات
حملت زفرات الجثامين وحلّقت
تبحث عن وطن

تسع هزال أقرب من الغيم المسمول
تمتشق جمر الإنكسار
مولودة من الرؤيا
وثلاث عاريات كشواهد القبور

الصقيع والخنــــــوع
دون أنني لن أشارك في المهزلة..
أنني بَصَمْتُ أمس على القــــرار
وقلت لهــم :
كفاكم خذلانا
صقيع يغلف الأفئدة
يغشى الألباب التي كانت بالأمس
نيــــرة.
اقرأ عليهم أن صفحات الصقيع
تلونت بعملتهم النافقــــة
أن الزيف مر من هنـــا

صغيرٌ،
حملتك يا وطني،
تحت جلبابي المرقع،
صبية بظفيرتين،
تطرد معي الكوابيس،
و الأرواح الشريرة،
واصطفيت من أفراح الفقراء،
ما يكفيك،
صففتها في القلب،
و انتظرتك طويلا.
و حين لم تأت،

حين يستأنس الضوء ... محتضرا ً
في كوة المساء
أغادر ..
لأحثو على رمق التراب
شيئا ً من صورتي
وأسكنها
حيث تعرى الفصول
أتركها فوق تل من الريح
ترفع شاهدة الأرتحال
وسط التحام عيون إغترابي
أصلب صهوة الوقت

تطفو الأماني …
 فوق الموج الأزرق
تائهة، حائرة، تعانق الأرق،
دموعي لم تعد تكفي…
 بعد رحيلك،
خلتها أنا ستنهي وجودك،
لكن وجودك يرفض الرحيل،
هو مصر على البقاء،
فما الحل ؟
ها أنا أساهر الشقاء،
لم يكن الموت كافيا لرحيلك،

"حياتنا فيك موت
وموتنا؛ لك الحياة"

زجاجية العيون: "هي"،
ثَلِجَةُ الأنفاس.
بَارَ جمر الوقت؛
بَعْدُ ما نَضَجَ العناق.
وَدِّعْ وداعك،
وانصرف كافرا،
بكل صلبانك.
عُدْ أدراجك!

أقسمتُ أن أعيش ذاكرتي حاضراً ، فمستقبلاً....
صوراً  في عشقك متجددة ما حييت
أقسمتُ أن أعيشَ عشقك كسوريالية بروتون وأسطورة عشقه نادجا ما حييت ...
قد لا أميز أيامي يوما بيوم ...
لكني أتقن عيش أحاسيسي  وتمييزها كل يوم ...
أعود ، واقرأ ، أحلم فابكي
ثم أعيش يوما مضى ، بعد عام، وكأنه وليد اللحظة...
منذ عام ...عدتَ إلى حلم عمره أشهر معدودة
 حينها أيها العاشق  عدتَ إلى الحلم....
 استعدتَ تفوُّقك على الفكر بالحلم. وتساءَلتَ!؟  :
" هل أستطيع أن أستعمل مقولة العشق المطلق!؟ وهل أن هذه المقولة، بمضمونها المجنون، موجودةٌ فعلاً.

ما الذي أعشقه
في هذا الغموض؟
كل الزوايا
يحبسها الذعر...
كل النوافذ
تستعد بشغف
لمعانقة الصباح...
فقط وحدي سأبقى  
   أجوس في هذا الغموض..
أملأ صدري بعواصف الحزن
كل الحزن..؟

لَا تَلُمْنِي إِنْ مِتّ
فَإِنِّي سَأَمُوت
لَا تَسْأَلنِي لِمَ هَذَا الْجَبَرُوت ؟ !
لِمَ هَذَا النُّكْرَان ؟
لِمَ هَذَا الْاِنْكِسَارُ وَالسُّكُوت ؟ !
إِنْ مِتُّ فَلَا تَسْأَلْنِي أَيْنَ أُدْفَنُ ؟ !
يَقُولُونَ لَكَ دَعْكَ
احْذَرْ أَنْ تَسْتَسْلِمْ لَهُم
أَنَا أَعْرِفُ؛ أَنَا أَعْلَم
هُمْ لُصُوص
فَلَا دَاعٍ لِلْفَهْم

على خاصرةِ القدرِ
تربعتِ الروحُ
لترتبَ ما تبقى من فصولِ العمرِ
وشظايا الأيامِ التي تسمرتْ
على بوابةِ الغربةِ
تحتَ قدميها ارضٌ توقفت عن
الدورانِ
وقمرُ رحيلٍ سقطَ في ريبِ
الزمانِ.

حينَ يبدأ القلبُ يخنقُ أنفاسَه

سأضع لي قبرا
عند هذا المتكأ
وَقْفًا شامخا بين الصخور
ابحر بين دفتيه والجذور
الى ابعد مكان بين الربوع ..

سأضع لي قبرا
بين الأوراق والجسور
عند مطلع اول شمس
عند انكسار اخر قلم ..

يحل الشتاء الأسود مهرولا
فتحتل سحبه كل أركان السماء
وينتظم البرق و الرعد في لا انتظام
ليبدأ قصف الأنفاس البريئة.
تنسحب كل الزهور المتبقية  باستحياء
تتكون وديان وبرك هنا و هناك
وتجرف معها أوراق الشجر وهي تحتضر
على أديم الأرض جراء لامبالاة الخريف.
انتظرنا إطلالة الربيع
كي ينبعث صفاء أرواحنا بزحفه
و تشتعل الأرض زهورا

سَأحكيها وأجْزي حقّها
 إنْ كَانَ ما تعْنِيهِ  ضدَّ الذي أعْني
تلْكَ  السَّنوات..
جَعلُوا الشَّجاعَةَ في حوْضٍ منَ الكَراهَةِ
ثُمَّ بلّلُوها
 بالأشْواك
والحبُّ
وضَعُوا لهُ
 قُفّازاً
 لكيْ لا يجْرحَ
تلْكَ السّنوات ..

لفْحُ الصبابةِ فيَّ لفْحُ هجيرِ
فالنارُ في قلبي وفوق حصيري
 
يا مَن يمرِّرُ ماءَهُ بحرائقي
أطفيءْ مياهكَ بعد كلِّ مرورِ !
 
فمُها الفطورُ يلذُّ حتى أنه
رغِبَ الصباحُ معي ببعض فطورِ
 
وتلفَّتتْ عينايَ : لا كأسٌ هنا ,
قالتْ : بلا كأسٍ تُعَبُّ خموري

لقبته قمري
وأقفلت السماء لكي يحل الليل أثناء الصباح
كم غيمة في الدرب تركت وحدها
و كم شعاعا باهتا اجتاز أعين آخرين
كم غروبا فاتني ... و كم سلاما من نخيل
فأنا فتاة تعشق الأزهار حين يأتي الخريف
و في الربيع تهوى الطيور
و في الشتاء ... تهدي الرحيل
تهدي السلالم نحو أفق لا يرى
تبني بلادا فوق هضبات القرى
تجني الكثير من القليل

الشمس تهب انفضاحها
سهوا على مدارج الانصهار
لحظتها انهارت أحلامي الطفولية
أوراقا خريفية تعلن الانكسار
عل هسيس الريح يمحي خطواتي
يقدمها نعشا لحكايا مؤجلة
تخطها شهرزادات الخديعة
******
تاه حزني معانقا القادمات
الوجلى من انفضاح الأسرار الفراشية
هاهنا كان الحلم مخضب باليرناء الأزلية

أرسل لي على صفيح ساخن،
واترك لي التقدير و تمجيد الكفن،
كم من الطيور تسبح بين السحاب،
لتسقط في فخ الدجى والاغتراب.
كم هو جميل نور القرين،
حين يعد الصفع بدون افتتان.
 
ابحث لي عن مكان،
بين الصحون والأوان..
على اسم ونسب،
فهذا لبن سائغ للشارب،

في دهاليزِ المنفى
نفضتُ غبارَ السنينِ عني
وبدأتُ الملمُ أحلامي
المتعثرةَ بأحجارِ حطامِ الذكرياتِ
مشيتُ على ظلِ جسدي
الذي أتعبتهُ أزقةُ الرحيلِ
ابحثُ عن وجهِ امرأةٍ
يطلعُ من السديمِ
حينَ تاهتْ خطاي عن الطريقِ
وجدتُ نفسي على ضفافِ الدانوبِ
أسيرُ وحيداً ...

مرايا نحنُ يكسرنا
غرورُ النخلِ في الصحراء
يأخذ أمسَنا مُهرا
مرايا نحن تسْبينا
معلّقةٌ
فنلعقُ شهدَها مُرّا
***
نثرنا الوردَ ما ضاءت بغربتنا
ليالينا
مللنا الوعدَ من كأس شربناها
فقالت أمّي الثكلى