أَيُّها البَعيدُ في جُغْرافية الوطن
القريبُ من القلْبِ
أيُّها الجَنُوب الحزِين
أعْلنْها شَهْقَةَ لِلْحَيَاةِ.
..
لِنَبْعِ الجَنُوبِ رِسالة
لِلْمَرايَا هُنَاك
وَقْفة وإِطْلاَلـة
تَحْكِي أُنْثى بِكُلِّ جَذَارة:
لاَ تَخِيطُوا لَهُ كَفْناً
لاَ تُعْلنُوا الحِداد

دَعُونِي أَرْسُمُ بِالبَيَاض
تَفَاصِيلَ احْتِرَاقِي
عَابِرٌ أَنَا...
أَحْتَسِي وَجَعَ اللَّيْل
أًهْدِي المَرَايَا بَعْضاً مِنْ رَمَادِي
دُخَّانٌ يُوغِلُ فِي الزَّحْف
يَتَسَرَّبُ عَبْرَ شُقُوقِ الصَّبَاح
عَابِرٌ أَنَا...
وَالحُلْمُ شَارِدٌ عَنْ تَفَاصِيلِي
الرِّيحُ تَغْفُو بِصَمْتٍ عَلَى كَفِّي
الشِّتَاءُ سَيَأْتِي حَافِيًّا هَذَا المَسَاء

هذه القصيدة للبيع،
فهي للأصدقاء بعد أن يرحلوا،
وللمدينة التي لا تعرف صعاليكها،
وتقتل بؤسائها بالوحدة على الأرصفة
لتحتفل بأموات يمشون بين الأسوار الكثيرة بدون إتجاه
هذه القصيدة للبيع..
فهي للحبيبة بعد أن هجرت حبيبها،
وللعاشق على طريقة الفقراء،
الذي لم يجد من تشاركه حياة يائسة
هذه القصيدة للبيع..
بعد أن يباع الشاعر،

رأيت لؤلؤة الأعماق
بين أحشاء ليل الوحشة
رأيت لؤلؤة الأعماق
هل داهمتكم الدهشة
لما اصطفتني الآفاق
للتملي بمبسمها المنير
للتغني بموسمها المطير
رأيت لؤلؤة الأعماق
ولَكَم عذبني سؤالها العسير
و لَكَم تجرعت المرير
ولَكَم تهيَّبت المصير

بعد دهور من لامبالاتنا البلهاء
بعد طَمْرنا ما اجترحوا
من معجزات العطاء!
ملء دهشتهم الطازجة العذراء
من أقصى تخوم الإحباط
سينهض عشاق الوطن الشهداء!
ليشهدوا ما فعلناه بأطفالهم
لما غضضنا الطرف عنوة
عن دمعهم المر الغزير
ونحن نعبر الشارع الكبير
موغلين في انشغالاتنا الصغيرة

يا دمشقُ أخبريني
كيفَ يغفو النخيلُ بينَ يديك
ويستمطرُ هواك قاسيونَ
بالعشق وشيا

وكيفَ كانَ الغرباءُ
يتوسدونَ وجهك
كفاً طريا

إني أحبك يا شامُ
منذُ كنتُ صغيراً

يهديني البحرُ أطرافهُ
والنوارسُ تنثرُ ملحَ الهذيانِ
في أدغالِ الفوضى
والعشبُ المحمومُ ريشٌ
خلفَ الوشاحِ
والأرضُ أفواهٌ بأنيابٍ وعرةٍ
الماءُ مازالَ يتنفسُ
النوافذُ سنواتٌ ثَكلى
والمعنى حنينٌ يتساقطُ فراغاً
الموجُ قصيدةٌ تتسكعُ فوقَ الأضرحةِ
في خواءِ الليلِ

أعلمُ أنكِ خلف الستارة
تقتفين أثري
وأنا أرحل
عن عيون الشمس
بلا وداع
بعمق عطرك أذوب
ويتوارى القلب
خلف شفق وجنتيك
وأعلمُ أن البرق في عينيك يلوح
وعن يقين تعلمين
أني :

أناَ ذَاكَ المُمَزَّق في الهامش
تَنْكَتِبُ أشْعــاري مَأْساة..
لَفَظَتْني الرِياح كَلقيط في الفضاء
كَسيح دونَمَا أَجْنِحــة
الشَّقاءُ يَلُفُّنِــي
أَشْرَعْتُ نوافذي للْكُرَمَـــاء
فَغَابوا أوْ غُيِّبُوا..
لَنْ أُعْلِنَ الحِداد
لأَنَّنِي مُنْذُ زَمَن قد أَعْلَنْتُه...
قَدْ أَعْلَنْتُهُ..
تَعَرَّتْ الأَقْنِعة..

من غير قصد
اقترفت المضي إلى الخطيئة
لعل زيتها
دغدغ جموحا نائما تحت جلدي
لعل صوتها
حمل السماء إلى غرفة نومي
ونثر في الأرجاء اللون
من غير قصد
ساعدتني التفاصيل على التذكر
وربت الضوء حولي
في نبض يراكم احتمال قبلة

-0- الغياب
عاد الغريب  الى،
التاريخ،
والانسان..
وأعاد قراءة المكتوب..
فوجد الغيابـ ،
غيابنا!!
غياب ... أولنا وأخرنا ،

 -1- الموت
وجد ، وجع الشمس الرحيمة..

هاجرت الدروب
صحراء بلا خطى
والكاهن قبض على التراب
وختم الملامح
عصف الوباء بالقبيلة
كانوا يتآكلون ويتساقطون
كأوراق الخريف
في فصل مهجور
بلا لون

امتلأت الخيمة

خلف وهم يشتت انتباه الضوء لعتمتي
خلف سر يبوح بالذي أخفيه عن صمتي
وخلف الجدار الأحمق
يرمي سراب مشوه
تراجع الوضوح امامي
يقبل السكون عله يمتص صحوة أقدامي
للرؤى الأخيرة على المرآة
شكل من يستعجل الرحيل
صورة من يردد الهروب نشيدا
لأول العتمة شكل انكسار الضوء
ولي قامة شجرة جاثمة خلف بيتنا

إذا وصلت قبلك
سأكتب صوتك
على خوف الورق من النسيان
على تردد نيسان
سأكتب على الريح
حروف القافية الناقصة
وأتمم ما بدأته
قبل أن أكون
إذا وصلت قبلك
سأرتب ظلك
على خطوط شكلك

قالت كأنك لا تريد وصالي   
قلت الحنين مقطع اوصالي
اسرفت في طلب الوصال ودركه
والصد منك نظيره اقبالي
لا تجزعن قالت فتلك سجيتي
والممكنات لديك هن محالي
أنى التفت وجدت طيفك قبلتي
فألوذ منك بعزتي ودلالي
ما جاوز الظن اليقين بحالتي
وتشابك الاسهاب بالاجمال
وتجندل المعنى صريع تنازع

للفراشات رأي بالضوء
وللنساء نبيذ المكان
عتبة للدخول في القادم
وصدفة بين اثنين
افترقا ..
اختلفا ..
والتقيا ..
بين رشفتين
بين احتمالين
أولهما للموت
وثانيهما للحياة

لا يهم
فأنا مثلك يا سيدي
سأختار وسامي وحرفي
وأشق طريقي حيث أشاء ، وأتربع
فوق نجمي العالي ، وعلى سعفي
أو أغفو داخل شرنقة زمان ضعفي
لا آبه لنفسي ولا لأحد
فأنا لا أشبهك
لا عرش لي ولا ألقاب
ولا سقفا من سعف ولا أنخاب
إلا غرقا في وحل السحاب

قرار

تمطّى الظلام على الصباح
وتبختر النهار على الحكايا العتيقة
فتناثرت ضحكات الصغار
فوق أجنحة الفرح
يعلِّمون الليل معنى الإبتسام

كان المطر يغسل عيون المساء
والصبايا يتراقصن كدمى الخيوط
وحين انسدل الليل على خد العتمة

خذني بمعناي
لا تجتهد في تأويل
قد يكون فيه عريي
وهو بعض نفيك
إلى حدود
تتزاحم فيها الأضداد
تتباعد الرؤى
وتحصد الابتسامات
على مقصلة العيون المتربصة
الشوارع الفاغرة نواصيها
لالتهام الأحلام النيئة