اليوم فقط  يا شاعر الحزن والأظافر
يا حفيد سلمية الأثري
اليوم اضطرُ مطأطئةً الرأس
كرجلٍ ارتكبَ الطفولة في بلدٍ عربيّ
كخائن يعتذرُ من ثرى ابنته
اضطرُ لمغالطةِ واقعِكَ
لأقول علناً، كبوقٍ يتألم
 أنهم.، هم ، كلهُم، كلُ من عليها
"أخذوا الثُوارَ وأعطُونا الثورة"..
تلكَ التي تنبحُ في الأزقة كالكلاب الضالة
وتعوي كقطيع من الذئاب على السفوح الفاجرة...

ما يحملُ الأفقُ هنا مَهزَلَة
وصمتًا يعيد صدى الزّلزلة
اثنان للمهد ... والمهدُ عُهود...
إلامَ يزدحمُ الزّاعمون...
وفي الرّكنِ أنا...
أبحثُ عن خبزٍ وماء
ويسخَرُ مني صدى الأسئلة.
هنا لا يعرضون سوى المقصلة
كلُّ الصّبّار مهدّدٌ بالتّلاشي،
حين يصيرُ المهدُ بحرا،
وكلّ ما يتركُ لي الراكبون موجةٌ

قلت لها
كنت أحب أن تزوري نفسك،
وتسألني أين هي نفسي؟
امسكي رنين الوقت
لئلا يقع أرضا
ويتبعثر الصدى
امسكي الحنين
لئلا يصهل الخيل في هذا
المدى
أنا ما عدت أقدر
على شنق أعصابي

عِندَما أُسَافِرُ
وأحْزِمُ أمْتِعَة َالغيَابِ
وأعْزِمُ أنْ أُغَادِرَ
وَهْدَةَ الضّبابِ
يَشُدُّني إلىَ الحَيْرةِ .. ظِلِّي
لِنبقَى بِلاَ سَفَرٍ
في أرْصِفَةِ الارْتِيابِ
من سَفرٍ إلى ضَجَرٍ
ومن مُزدَجِر إلى مُزدَجَر
يأخُذُنِي إلى كُلِّ الجِهاتِ
إلاّ وِجْهَةَ السّفَرِ

سأكتبك بنسيم البحر
أنقط حروفك بحبات الرمل
وأشكلها بحركات النورس..
لتصدح...تترنم....بأمواجها...
أغنية باسطة أشرعتها....
تترسل من أشعتها.. سمفونية نورسية
شمالية النفس... شرقية النسق..
ترتسم بسمة على محيط محياك الأحمر...
الهائج الدفاق وهجا... يخطط للمهج...
يُحرر شهادة ميلادها...
يزهر النَّور على نحرها...

أشياؤك اللئيمة
 أحبُها...

كتُبك المنهكةُ
سريركَ الـ يحتضر كل ليلة
أحلامٌك الثكلى كأمٍ خذلها الله
و حقيبتُكَ الـ ملّت الترحال..
كأنت..

أحبُها..
أحذيتُك الملقاةُ على الأرضِ بلا اكتراث

نخب أحلامنا أيها الوقت
نفتح شباكنا للحنين ونصغي لخطو نهاياتنا
كم كبرنا وفي دمنا يكبر الخوف من أجل سوف يأتي بلا أجل
كم عددنا الحصى خطأ لنكذّب أنفسنا ونظل صغارا فنحيا على أمل
كيف نغرس أيامنا في صقيع ونشرب ملحا ونكتب شعرا
ونهدي وردا لأحبابنا
حين ننصت للريح وهي تدب على قدم من هباء
حين يطمس أشباحنا الليل تذكر أرواحنا أيامنا
وهي تعدو غزالا يلاعب أنثاه

نخب أحلامنا أيها الوقت.
لا شعر يكتبني كي أموت بلا خجل
من عدوي ومن قارئ حذق
من رفاقي الذين أحبهم ويحبونني
انا لست عدوا لمن يغمد الرمح في كبدي
انا لست عدوا لمن قتل الحبّ فيّ
ولست عدوا لذي حسد.
الشجيرات تمنحني ظلها
والشجيرات تمنحني حبها
فاكتبوا في سجلاتكم أنني لست منكم
انا ابن الشجيرات حتى وإن متّ لا انحني.

نخب أحلامنا أيها الوقت
نقرأ ما كتب الأولون لنا
ولنا كتبوا ما قرأنا فماذا تركنا لأحفادنا
غير فصل من الجوع والسكر والجنس والنكسات
هزمنا عزائمنا باللغات
فضاعت هويتنا في هوية أحفاد لوط وتهنا بأبواب جنتنا
الغزالي يكنز أوراقه من جيوش التتار الجديدة
لم يبق منه سوى صور في غلاف الجريدة
لم يبق منه سوى صدف للصفير
تركنا الغريب يسوق قوافلنا
وأضعنا الطريق إلى ابن الخطيب وروضته فبكينا ولم نعتذرْ
ورقصنا ونحن نقدم قرباننا للجحيم ولم نعتذرْ
واشتعلنا على بابه وانطفأنا فضاعت هويتنا في سجلات أمواتنا.
 نخب أحلامنا أيها الوقت فاشربْ دمي... نخبك.

في زحام الأغاني،
وكثرةِ الحاجات التّائهة تحت جنح اللّيل..
حيثُ تستبدُّ ذكرى الباحثينَ عن عَرشٍ في عالم النّائِمين.
والرّصيفُ يسترق السّمعَ لأنين المنبعثين من كهف القهر؛
برطوبتهم العَطِنَةِ،
يتوسَّلونَ الوميضَ الأسودَ في ليل المتحلّقينَ حولَ مائدة الرّيح،
يميلونَ حيثُ تَميلُ.
يزولونَ حينَ تَزولُ.
لا تَنبَعِثُ تراتيلُهم إلا في قَلبِ الدّخان...
وحيثُ يَموتُ الصّوت، وينطَلِقُ الفَحيح،
يُنكِرُ الغاضِبُ لُغَتَهُ في التّيه...

قارورة الحبر
يُطوقُني التحديقُ
وما بجَنبي غيرُ
ذاتٍ أجرُفُها
أحقنُها
بجُرعةٍ هَوى الطير
أرمِّمُ بها وجعا مائلا كيَمام البُرج
أنفثُ زفراتٍ حمراءَ
خضراءَ
      زرقاءَ
بلون الحمائم

حالماً جئتُ وآمالي الفراتْ        
باحثاً عنكِ
أيا أعظمَ ما في القلبِ
يا عطرَ الحياةْ
جئتُ كالمشدوهِ لا أعرفُ من أين الطريقْ
فسئلتُ العُشبَ عنكِ
وسئلتُ اللهَ عنكِ
لمْ يُجبني أحدٌ غيرُ فؤادي
قالَ: يا أبلهُ أظللتَ الطريقْ
عدْ لماضيكَ
لألبومِ الصورْ

السنين التي تفنينا والأيام التي تتداولنا تلقي بنا في غفلة منا
في سلة المهملات بين أحضان كان دون أخواتها.
تأخذ كتابا وتتجه نحو الشاطئ حيث تكتري مظلة وكرسيا بلاستيكيا
كي ترتكب القراءة وأنت تشم رائحة البحر وجثث الذين حاولوا الهروب
إلى الضفة الأخرى حلما بحياة يافعة فخذلهم البحر .
الشاطئ مليء بمن يلعب كرة المضرب ومن يأخذ حمامات الشمس
ومن يحيط مؤخرات بعض الأجساد بحنان وعطف نظراته المفضوحة،
تكون أنت بصدد ارتكاب جنحة القراءة ، غارقا في عالمك،
لا تخرجك منه إلا ضربة كرة طائشة على رأسك،
عندها ترفع عينيك ثم تنظر يمينا ويسارا

أحيانًا تجرِفني الدُّنيا ...
أتداعَى بينَ أصابعها كحقولِ الغيمِ و أُمطِرُ في كلّ الغاباتْ
وأَطيرُ إلى أَرضٍ لا يعرِفُها بشرٌ ..
أحيا فيها مثلَ مجانينِ الحُكماءِ ..
بعيدًا عن صخبِ الأمواتْ ،
أحيانًا أنظُرُ خلفِي ،
كمْ ضيَّعتُ على طُرقاتِ الوهمِ من الطُّرُقاتْ
أتَحسّسُ كفَّ صديقٍ كانَ هنا ،
و فتيلاً أعمى في ركنٍ تَرِبٍ ...
و حجارةَ بيتٍ مَنْسِيٍّ ،، و حكاياتْ ..
أحيانا أشعرُ أنّ أمامي ما يكفي كيْ أحلُمَ أو أشتاقَ ،

هذا أنا اموت كأوراق الخريف
أبحث عن قلبي القديمْ
أيتها الإلهةُ "ساراسواتي"
أحببتك يا ذات النسب الشريفْ
قلبي يتحرق لمرمركْ العظيمْ
تركتني "أوفيدُ " في سهادي
و كم زهوتِ و أنا أسامر مسوداتكْ
و التافهون يزعمون أنك ملكهم الأبدي
و يضع "المَهَابَرَتا" من حولك الأوثان كي يرحل عنك ابن بلادكْ
يكبحون رغبتي الجامحهْ
و وجهك الشمس ، نبيذٌ ،عسلٌ ،إشراقة ضوءْ

1-
كنت تحلق في سماء الخريف
تمتطي صهوة الريح
متلفعا براءة الصبيان
تقتلع من صدر الشمس
وردتان تهديهما
لعرس النجوم
تنتشي مع زخات الصباح
تعبث في مفاتن الحياة بلا خرائط ,
بلا أسيجه
كطفل تهدهده أكف الرياح

في حضرة الغياب
لا طعم للمكان
لا طعم للكلام
وتراحيل الروح
عشق صوفي
يهيم في ملكوت سماك
وأنت الراحل الأبدي
كم أحتاج لكفيك
أفترشهما في المساء
كم أحتاج لعطرك
ينعش الروح

في حضرة الغياب
لا طعم للمكان
لاطعم للكلام
وتراحيل الروح
عشق صوفي
يهيم في ملكوت سماك
وأنت الراحل الأبدي
كم أحتاج لكفيك
أفترشهما في المساء
كم أحتاج لعطرك
ينعش الروح

اتركوني
اتركوني   امارس جنوني
اتركوني اقلع عيوني
كي  لا اراكم
ولا
تروني
جراؤكم تعوي خلفي
قرودكم  تلاحقني
 عوراتكم
 تقبح وجه الدرب
تشوه  وجه

وحدَك على طرفِ الليالي تجلسينْ
كأنّ الوقتَ دودةُ قزٍّ، لا تموت
فيكِ خيوطُ الحكايا
تنسجينَ برمشكِ
ضعفَ اليمامْ
بصوتِك تسدّين شِباكَ الكلامْ
أجاري صوتَكِ
بصمتي
بتأتأةٍ تفرُّ منها طيورُ البراري
لا الصوتُ أصغر فيكِ من فجرِ انتظاري
ولا الديكُ يصمتُ عندما فحّتْ بذاري

أشجار زيتون مُلغمة وتفاح يبيع الحزن للشجر...
رمان بطعم الرصاص وياسمين له رائحة الدم...
أزقة تنوح.. مآذن مصلوبة الى السماء وكنائس مُعدمة...
جنود مكدسين في الأحذية، تاريخ مشردٌ و بقايا أبنية...
أهذا الوطن...؟

وتسأل سوسنه: ما الوطن... ما شكله ما طعمه؟
أله رائحة أمي والكستنا.. رائحة الأسى؟
أم له شكل أبي...
شكلُ الرجولة حين تُنتسى...

ما الوطن...