أتلوك امرأةً ..
فتسكر البلابل ،
وتخضرّ الريح ،
وتجيء السماء ( بالمنّ ، والسلوى )
فيركض العالم طفلاً
نحو زرقته الأخيرة !!
**
أتلوك امرأةً ، موجة ً
وامرأة ً ، مجرّة !!
بلغة الشجر المسافر في الضباب ... أتلوك ِ
بالهديل الصوفيّ ..
بصيحة البحر ..
وصهيل الجنون !!
أتلوك خارج المطر ، وداخله
وبما ارتعش الزيزفون ... أتلوك
وبما خطّط الله من الميلاد
إلى الموت لي !!
**
أتلوك امرأةً ..
للتيه ، والجنون ، والتمرّد !!
أتلوك لكي
تشتبك النبوءات بالنبوءات
والثورات بالثورات ..
وتلتقي الأزمنة ، والأمكنة ..
وتجتمع الجهات !!
أتلوك ، فيلتفت المجهول لي !
ويلتفت الغيب لي !
وأغرق في الكائنات !!
الطائر الآتي من حرائق عينيك ... أنا هوَ !!
**
أتلوك امرأةً
فيصبح الكلّ واحداً
والواحد كلّاً ،
فيسمعني مَن في العالم الآخر
وأسمعه ،
وتحتشد البحار في قطرةٍ واحدة !
واللغات في لغةٍ واحدة !
ملايين الأزمان ... زمانك أنت ِ !!
**
أتلوك امرأةً
بصوتٍ دائريٍّ ..
فيتآخى الضدّان !!
ويتحاوران ... الجمر ، والمطر
البحر ، والريح
العصافير ، والمذبحة !!
أتلوك صباحاً دائريّاً
ومسافة ً زرقاء دائريّه !!
أتلوك حتى
ينام النوم ،
ويموت الموت ،
فيخرج الزمان من هيستيرياه
ويمشي إلى الأعلى !!
أتلوك كما تفّاحة الله للجميع
وسيحمل كلّ صغار الأبديّات
تلاواتي !!
***
العراق – الشاعر أبويوسف المنشد