شَوارع وَأَرْصِفَةُ و أشجار
الريح تسكن بوابات الابنية
وثقوب الاشجار
لا أحد هنا أثار اقدام مرت
من هنا و رحلت
أعمدة الانارة شح نورها
وما تبقى من سراجها
يتسلى مع صقيع الوحدة
و البرد،
مقاهي المدينة في عزاء طويل
والعاشقين يُطْفِئُونَ وَهَجَ سجائرهم
فِي مَنَافِضِ الذكرى
العصافير تولد منزوعة الاظافر
و الريش
وقطارات ترحل بلا مستقبلين
أو مودعين
كان صعبا جداً إنتشال الذات
من المشهد
شاهدت الوقت ينتحر بوجع
مؤلم وأنا برفقته .
عيناك
عيناك ينشرون
افراحهم كل صباح
على وسادتي ووجهي...
احلام صغيرة
تدخل جوف رئتي
تبنى غدً
مشرق
من غير انتهاء.
عيناك..
اعياد المدينة وزينتها
وزغاريد نساء
ليلة الزفاف
يداك لمسة ملائكة على
طفل وديع
لا يعرف الخطيئة.
من أنت
انت حضوري
و إدمانُ اشتياقي
لرائحةِ العطر المعشعش
على وسادتك
إدمانُ اغتيالي في حقول الورد
حيث نبضُي يجري نحوَ ظلِّك الطري
شعوري أريكة للراحة و النوم
لصورتك البهية
أخاف عليها من خدش السنين
وبرود الاحلام
فأسكبَ القُبُلاتِ على ثغرك
ليبقي جدولاً يجري
في
اخدود عمري
حباً فاتناً ورائحة
إشتياق.
لقد نسيت
كل شيء كان طبيعيا
غير أني نسيت الطريق
ولم اعد أعرف بيتي
الذي أسكن فيه
والذي قد رسمت
على خشب بابه
نهرا صغيرا و عصافير
و اشجار حور
و دالية عنب
وحبات ومن توت
أحمر
رسمت طريقا يقودني
الى الحقل
و ها أنا في الحقل ولا
أعرف طريق الرجوع
الى بيتي لا أعرف الرجوع