يدُ مَنْ لا أعرفُ فوق الخدّيْن
وعـيـْنٌ ترصدُ منها السبّابةَ والإبهامَ
ووضوحٌ شفّافٌ حـّـتـى حدودِ الإبهامْ
تستهْوي العيْنَ تقاسيمٌ و بلادُ.
عيْنٌ تتقرّى في سمرةِ وجْهِ السمراء
فلسفة الحزْنِ، سرّ اللّوعةِ، مكنونَ الصمتِ
نحيبا يعلقُ في نظرات حُبْلى
بما لا يأتي به ميلادُ
تكادُ تزيح السبّابة عن خدِّ السمراءِ
خُصلةَ ليْل يتدلّىَ فوق خدُودِ خلود،
تُعيدُ الكرّة
في عبثِ التّكرار، تَضيعُ وراء الوهْمِ
فـــيَحْـتجُّ توتّرُها:
كان على الخصلة ألاّ تتأرجحَ
فوقَ العيْن فتـــُـخفي حَوَرا يُخْفي حُلُما،
كان عليها ألاّ تجرحَ بنعومتِها الخدَّ الأنعمْ
حريرٌ يجرحُ مُخملْ ،
كان عليها أنْ تنزاحَ قليلا نحو يمينِ الوجْنةِ
لِيَمُرّ بريقُ البؤبؤ محزونا للمنظور إليهْ ،
تتوتّرُ تلك السبّابة وهي تحومُ
على الثّغْرِ/ النهرِ المحتفلِ بالتئام ضفّتيْه
تتزلّقُ فوقَ رخام أسمرْ،
للسبّابةِ ســـــرّ ثـــــاو في الحركاتِ الرّعناءِ
كأنَّ قوّة دفْق من لهب وجوى تُديرُ الحركاتِ خفيّا.
هل يُــتغافلُ عن عيـْن ترسمُ فوق الثغرِ مساحة تقبيل
و تُخومَ عويل فوق الشفتيْن المطبقتيْن على الماء؟
هلْ يمكنُ أن نسمعَ رشفة شفة
منها يَـرْجفُ خطْفُ القبلةِ خَـلْسا؟
تتوتّرُ يدُ السبّابة والإبهامِ فوق الثغرِ
حياء منْ فَلَتاتِ العشقِ الحسّيِّ.
يرتدُّ سؤالٌ نحو المعنى منتفضا منْ حمّى الرّوح :
هلْ في هذا الوجْهِ الوجِلِ معْنى ؟
أيُحيلُ الحُزْنُ على ملهاة ساخرة
أمْ عمّا ينمو من ملحمة في الرّوحْ؟
قلْ إنّ رسومَ الأحزان من أمْرِ الربِّ .
كادتْ عيْنُ الرّائي تُدرِكُ سرَّ الوجْهِ
وتستنبطُ ألــــــــــــــــــمَ الســرِّ
لولا النقرةُ فوقَ الفأرة .