الان أبتدئ العرافهْ
كي أُسقط النّجم المعلّق في دهاليز الحكايهْ
وسأحتذي حذو الرّعاة الرّاحلين...
لا معنى للأرض التي لم تؤوني
ولم تظلّ مخاوفي بعقيقها السريّ
لا معنى للّيل الذي أسرى بعيدا
عن حدائق دهشتي،
ولم يكن خلّي الذي بايعته
كيما يكون خليفة العشّاقْ.
لا معنى للغزل المبعثر فوق أوهام الرّوايهْ
أنْ أنت لم تسكنْ عيوني ولم تنمْ
تحت انهمار الكحلِ ولم تذقْ
شهْد الفُجاءة والهوى...
لامعنى للوجْد المضرّج بالحريقْ
إن أنت لم تنزلْ هنا في باحتي
ضيف الزّمان المشتهى
ذاك الذي يهب الليالي عبيرها
ويعيد لي كلّ الذي في خاطري
عن زهْر موسمك العتيقْ.
لا معنى للعبرات ْ
إنْ أنت جٌبت البحرْ...
وظللت أياما تحدّق في انكسار الموجْ
وشربت أملاح الحقيقة كلّها
لا معنى هذا اليومْ لسحابةٍ تأتي
لتمطر هكذا
دون انتظار البدو.ْ..
لا معنى للمعنى
إن لم تكن بدلائل الإعجاز مفتونا
ومخاتلا
للخيل تعرج في سماء قصيدتي.
لا معنى هذا اليوم لحنينك البرّي
إن أنت ضيّعت البلاد ولم تصنْ
زرَد البحيرت التي
ياكم ْشربتَ لجينها...
وفتحتَ بوّاباتها للفاتحين الزّرقْ
يمشّطوا في ليلها أحلامها
ويفتّتوا تاج البنفسجْ
من فوق هام البرقْ
لا معنى للزّيتون
إن أنت أعميت السّراج ولم تلذْ
بالرّابضين َعلى التلالْ
كي يُسرجوا أقمارهم
للعابرينْ
السّالكين ْشعب الحقيقهْ
الحالمين ْ
بمدينة خلف الهمومْ
كان اسمها أيّام صلصلتِ الرماحُ
وأزهرتْ شهٌب النجوم ِ
بلنسيَهْ.
أيّام كان البحرفي مثل لون الحبرِ
مٌطارقا نحو الشمالْ
كي ينشرَ الغاوون ألف قصيدةٍ
نسي الخليل حريقها ورحيقها...
ومعين سلسلها الزلالْ
لامعنى هذا اليومْ لسفائن
لم تحترقْ شغفا
ولم تقلْ أحلامنا لليمْ
ذاك الذي وقف امتثالا
خلف ظلّ ظهورنا
كيما نعدّ ربيعنا في قرطبهْ
ونجوبَ في الحمراءْ
ونضيف أشواقا إلى أشواقنا
كيما يعود مضرّجا بالعشقْ
ذاك الذي سكب الدّموع على الدّموعِ
وأمطرتْ في قلبه الزهراءْ
لا معنى هذا اليوم لمواجدي
إنْ لم تكن ذاك الذي أسكنته في الظنْ
وجعلته بوّابة لقصائدي
ونثرته قطر النّدى كيما يعود الليلْ
مزخرفا بشجونه ولحونه
وتعود أندلسي أنا
حلما تربّع في سماء القلب
وتظلّ أشعاري هنا
قمرا ينيرلي السبيل ...
وتظلّ نبراسي الذي في خاطري
أبدا يسامر دهشتي
وتكون لي في عتمة الأقوال
صفو الدليلْ.
فوزية العلوي