حيثُ مطرٌ من الأرض يتساقط على جدران البحر
جدران المدينة ملحٌ متراكمٌ
و الكون مُتعَبٌ من التفاصيل الصغيرة
فالشقّ في سماء الله الواسعةِ
خندقْ..
مدينتنا بحرٌ
إن كان البحر مدينةً
حين البحر مُطلقْ..
قلبُ الشعوبِ لآلئ داخل أصدافٍ
تتآكل نصفها بعد صمودٍ هشٍّ
و تمضي رغم التآكل و الضباب الأسود
كلّ رفاق الذاكرةِ على متنها
و ألفُ بوصلةٍ
ألفُ اتجاهٍ باتجاهِ البوصلةِ
و شراعٌ يخفقْ..
نصفُ كائناتٍ مساومين مقامرين متآمرين مزاودين
عاهرين أقزامٍ مدّعين
على السطح تُطلَقْ..
وقبطان السفينة حادّ جدّاً
من ذا الذي لا يعرفُ قبطان السفينة
تترسب جدران البحر في قاع المدينة
وقاعُ المدينة لو تعرفون قاعَ المدينة
باردْ
أزاحتْ تراباً غطّى زجاجها البلوري
أرهقها اللّون..
غطّت القمر بالسبّابة
ولم الابهام متخاذلٌ
لم تعرفْ!
يزعجها ضوء القمر البليد
اتّكأتْ على ظلّها
وقدماها داستْ على ظلالٍ مرميّةٍ
خرقٌ باليةٌ بصقتها الدّنيا
نهضتْ..
ولا تعرف اتّجاهَ الشّرقِ
تشتاقُ الشّرقَ كلّما فتحتْ شبّاكها
تغنّي
وهذا اللّيل الكئيب المتخم بالرطوبة
ينثر ضباباً على أزرقٍ في الأفقْ..
والموجُ ينثرُ عيونه في كلّ مكانٍ
كيف يمكن لذرّات ملح الموج أن تكون عميلة للمرجان؟
ولماذا الآن؟
استشهد عليّ بعد غدر موجةٍ
بسكّينَ في قلبه
وأصدافُ المدينة تائهةٌ
لا تعرفُ جدواها
دخل ملح الموج قلبَ الأصداف
وصادر الحلم بقمع الأرقْ..
قالت إحداها:
ماذا نفعل ؟
ضع نفسك بين الجموع
ولتأكلك الحيتانْ..
تناثرت أشلاء اللآليء على سطح السفينة
ولقبطان السفينة نَفَسٌ عميقٌ جدّاً
حين اشتدّ بكاءٌ
لامستْ ظلالُ قواربٍ وجع السفينة
وحيث رائحة المؤامرة فاحت
انكسر الشراع
والتخاذل ليس من شيمِ القوارب
مالقوارب الصغيرة إلا تاريخُ نضالٍ..
تهاوت خشبتان على سطح البحر
وانشقّت الراية
هذي ريحٌ محمّلة برصاص الغبار
وذاك الموج عالٍ..
حاذروا يا رفاق السفينة
هناك سفنٌ مجاورةٌ تُشرِعُ أسلحتها
كلّ كائن في هذا المطلق الغريب أعلن حربه
وليست الأمواجُ من تجري السفينة ولا الريح
بل بِنَفَسِ قبطانها العميق
علّمنا
بابٌ تأتيك منه رياحٌ مسمومةٌ
لن تستريح بإغلاقه
اخلع البابَ .. وقاومْ
هذا نحن
صوتُ أصدافِ البحر
رفاق السفينة
من ذا الذي لا يعرف السفينةَ
نحن وجه الأرض في المطلق..
نقسم في وجه الموج وعيون المرجان
لن تغرق هذي السفينة بإذن العشق وباسم العودة
لن تسعدوا بأرواحنا
لن نسلّم..
يختنق البحر بصدى الصرخةِ
إن غَضِبَ المخيّم..
أرواح الجسد الكنعاني فيما بعد الحياة تناضل أيضاً
قد رأيتُ روحاً يافاويةً تسلّفُ روحاً في جنينَ
البندقيّة
وروحهُ كصليبِ الإله في كلّ مكانٍ:
- كيف غزة الآن؟
- في غزة سقط غصن الزيتون يا حكيم..
سفينتنا ليست كسفينةِ نوحٍ
بلى تجتمع كلّ التناقضات فيها
لـكـن
لم ينم على أرض السفينةِ خائن..