إلى الأب سعدي
طائرُ الموت
يُحوّم في سماء الكف
ينقرُ أسماءنا
جرسا جرسا
ويلوذُ بظله.
2
ما نراهُ
يتركُ أرواحنا
يُقعّرُ أعمارنا
وينثرُ ريشها
في الهباء.
3
لا شيء يشبهنا
نطفىءُ الوقت
في بئر أسرارنا
نقدحُ جلودنا
بأمسان الشهوة
كأننا نقشّر الغيم
ونتلو على الريح
بقايانا
4
علينا أن نكون
كما تشتهي أيادينا
حجرا
على صدره تحكُّ
ثديَها الريحُ
وتئن.
علينا ألاّ نألف
الفَراش الطائر
من أناشيدنا
أن نقود أحلامنا
كأسرى حرب
إلى حائط الوقت
ونعود بلا نايات
إلى غنائنا القديم.
5
الهواءُ
حملناهُ
كما لو على نَقّالة موتى
وسرنا صفَّ مشاة
في السديم
سرنا في السديم
يسبقنا لهاثُ المسافة
أسلابٌ ضيّعتنا
في الطريق
وساعةُ الشؤم
في رأس آمِـرِنا.
6
نسينا
من أيّ مفازة طلعنا
نسينا كيف نحفظ الهواء
في رُؤَانا
نَسَيْنَانَا
كما تفعل بجرائها
قطة جائعة.
7
الريحُ
لم تُفِد سوى في رسم
ما تفاديناه
مرة إثر أخرى.
ومرة إثر أخرى
كنّا نعثرُ
على أسمائنا
في القيعان
نتسلّقُ الجرف الصخري
لأحلامنا
وننجو بمعجزة.
عبد العالي دمياني