إلى نلسون مانديلا
أنفاسُهُ في الريحِ أغنيةٌ مسافرةٌ
ربيعٌ صمتُهُ المختالُ بينَ أظافرِ الجلاَّدِ..
نهرٌ صوتهُ يمشي على قدمينِ عاريتينِ من عاجٍ وفولاذٍ
يقومُ كما تقومُ طفولتي الأنثى من الأطلالِ
غُصَّتهُ غصونٌ وارفاتُ الصيفِ..
من ذا جاءَ من خلَلِ الضبابِ
كأنَّهُ ما تخلعُ الأحلامُ من أسمالها
وكأنَّهُ برقٌ يُروِّضُ بالشموسِ
حديدَ هذا السجنِ والصلصالَ...
أو عرَّابُ أرضٍ مزَّقتْ كُلَّ الغيومِ
الذاهباتِ إلى شمالِ القلبِ....
يعترفُ النهارُ بأنَّهُ يبكي على قدمٍ
وتعترفُ البحارُ بأنَّ أودوسيوسَ أغواها
وأنَّ غناءَ حوريَّاتها
لا زالَ يتبعهُ ويُرهقهُ...
يُجيلُ دموعَهُ خشَباً من الأبنوسِ
أو زهراً كلونِ الماءِ...
في شَغَفٍ أدُقُّ شتاءَ هذا السجنِ
كالمحمومِ من وَلَهي
وأُطلقُ من صميمي في الفضاءِ سفائنَ التحنانِ...
يا قَمَراً يُصوِّبني إلى نفسي
كسهمٍ من فقاعاتٍ ومن شجرٍ
ومن طينِ الهشاشةِ والتوحُّدِ...
لا تُنِرْ دربي ودعني في السماءِ مُروَّعاً كيمامةٍ
ومُجرَّعاً بأنينِ من غابوا
وحاوِرْ فكرتي المُلغاةَ من قلبِ الرمالِ
ولا تُعذِّبني بصلصالي....
هناكَ وراءَ صخرِ النارِ
أفعى الليلِ
يقبعُ في حريرِ الشمسِ فردوسي...
سأخرجُ ذاتَ حُلمٍ من مدى جَسَدي
أنا الموعودُ بالأنهارِ
تخفقُ في ضلوعِ حبيبتي الأولى
وسيِّدُ ما تبقَّى من رؤى حُريَّتي
وأميرُ هذا الموجِ
والمُلقى على صدرِ الجحيمِ
أنا انتباهُ فراشةٍ في جنَّةٍ أرضيَّةٍ.. عُلويَّةٍ
ولهيبُ كُلِّ حدائقِ المُستعبدينَ
يهبُّ من غضبي ولعنةِ كبريائي
ذهبٌ يُحوِّمُ حولَهُ تعَباً
ويختمُ ساعديهِ بلمسةٍ عمياءَ
يُرشدهُ إلى ما ليسَ في الأوهامِ من معنى
ويختمُ قلبَهُ المُضنى
برائحةِ السماءِ...
سيحملُ الأطفالُ مجدَ الأرضِ والمُستعبدونَ
ووردةَ الشُعراءِ
ميراثَ البياضِ
وشهقةَ الأمطارِ
قاموسَ الجماليَّاتِ
سرَّ التُربةِ المُلتاعَ
بسمةَ حاضرٍ يبكي على مُستقبلٍ ماضٍ
حنينَ البحرِ للعينينِ..
أنفضُ عن دمي ماءَ النثارِ الحيِّ للأشياءِ
تُسندُني الطفولةُ بانكسارِ الضوءِ والأشعارِ
نظرةُ نرجسٍ في الليلِ تُسندُني
وقطرةُ حكمةٍ بيضاءُ
تُسندُني الثلاثونَ التي أمضيتُ في قبرِ العدوِّ
وضلعُ أنثايَ الرقيقُ
وحسُّ بلَّورِ الشبابيكِ الحزينةِ
والندى المَلهوفُ....
زهرُ الأقحوانةِ والثلوجُ
على الرسائلِ والعواطفِ....
يقتفي جَسَدي المحبَّةَ
ثُمَّ تنخطفُ العيونْ
عُشبٌ يُزوِّجُ كاحليكَ إلى النضارةِ
بينما الأعداءُ يلتفُّونَ حولَكَ
يرشقونَ ربيعَ وردكَ بالرصاصِ وبالجماجمِ
ثُمَّ ينتحرونَ عندَ التلِّ
قبلَ الخائنينَ
وقبلَ موتِ النجمةِ الحُبلى
وقبلَ ذهابِ عُشتارٍ كنرجسةٍ مُعَذَّبةٍ
إلى مهدٍ خفيفِ القُطنِ
غضِّ النومِ
قبلَ نحيبِ تمُّوزٍ على شفتيَّ
تكسرهُ البحيراتُ العصيَّةُ....
ثُمَّ تنهزمُ الصخورُ على يدَيكَ
وأنتَ وحدكَ من سيمتشقُ العواصفَ
هالةً من عنفوانْ
تمتدُّ من أقصى ضلوعكَ...
جذرها في اللازمانْ
أنفاسُهُ في الريحِ أُغنيةٌ مُسافرةٌ
ربيعٌ صمتُهُ المُختالُ بينَ أصابعِ الجلاَّدِ
غصَّتُهُ غصونٌ وارفاتُ الصيفِ
ظبيٌ قلبهُ المُلتاعُ
سحرٌ نثرُهُ.... حُرٌّ فلا ينصاعُ
إلاَّ للغناءِ وما تقولُ الياسمينةُ
يقتفي عطرَ المحبَّةِ مثلَ خيطِ الثلجِ..
يبكي مثلَ نايٍ..
ثُمَّ تنخطفُ العيونْ.
الذاهباتِ إلى شمالِ القلبِ....
يعترفُ النهارُ بأنَّهُ يبكي على قدمٍ
وتعترفُ البحارُ بأنَّ أودوسيوسَ أغواها
وأنَّ غناءَ حوريَّاتها
لا زالَ يتبعهُ ويُرهقهُ...
يُجيلُ دموعَهُ خشَباً من الأبنوسِ
أو زهراً كلونِ الماءِ...
في شَغَفٍ أدُقُّ شتاءَ هذا السجنِ
كالمحمومِ من وَلَهي
وأُطلقُ من صميمي في الفضاءِ سفائنَ التحنانِ...
يا قَمَراً يُصوِّبني إلى نفسي
كسهمٍ من فقاعاتٍ ومن شجرٍ
ومن طينِ الهشاشةِ والتوحُّدِ...
لا تُنِرْ دربي ودعني في السماءِ مُروَّعاً كيمامةٍ
ومُجرَّعاً بأنينِ من غابوا
وحاوِرْ فكرتي المُلغاةَ من قلبِ الرمالِ
ولا تُعذِّبني بصلصالي....
هناكَ وراءَ صخرِ النارِ
أفعى الليلِ
يقبعُ في حريرِ الشمسِ فردوسي...
سأخرجُ ذاتَ حُلمٍ من مدى جَسَدي
أنا الموعودُ بالأنهارِ
تخفقُ في ضلوعِ حبيبتي الأولى
وسيِّدُ ما تبقَّى من رؤى حُريَّتي
وأميرُ هذا الموجِ
والمُلقى على صدرِ الجحيمِ
أنا انتباهُ فراشةٍ في جنَّةٍ أرضيَّةٍ.. عُلويَّةٍ
ولهيبُ كُلِّ حدائقِ المُستعبدينَ
يهبُّ من غضبي ولعنةِ كبريائي
ذهبٌ يُحوِّمُ حولَهُ تعَباً
ويختمُ ساعديهِ بلمسةٍ عمياءَ
يُرشدهُ إلى ما ليسَ في الأوهامِ من معنى
ويختمُ قلبَهُ المُضنى
برائحةِ السماءِ...
سيحملُ الأطفالُ مجدَ الأرضِ والمُستعبدونَ
ووردةَ الشُعراءِ
ميراثَ البياضِ
وشهقةَ الأمطارِ
قاموسَ الجماليَّاتِ
سرَّ التُربةِ المُلتاعَ
بسمةَ حاضرٍ يبكي على مُستقبلٍ ماضٍ
حنينَ البحرِ للعينينِ..
أنفضُ عن دمي ماءَ النثارِ الحيِّ للأشياءِ
تُسندُني الطفولةُ بانكسارِ الضوءِ والأشعارِ
نظرةُ نرجسٍ في الليلِ تُسندُني
وقطرةُ حكمةٍ بيضاءُ
تُسندُني الثلاثونَ التي أمضيتُ في قبرِ العدوِّ
وضلعُ أنثايَ الرقيقُ
وحسُّ بلَّورِ الشبابيكِ الحزينةِ
والندى المَلهوفُ....
زهرُ الأقحوانةِ والثلوجُ
على الرسائلِ والعواطفِ....
يقتفي جَسَدي المحبَّةَ
ثُمَّ تنخطفُ العيونْ
عُشبٌ يُزوِّجُ كاحليكَ إلى النضارةِ
بينما الأعداءُ يلتفُّونَ حولَكَ
يرشقونَ ربيعَ وردكَ بالرصاصِ وبالجماجمِ
ثُمَّ ينتحرونَ عندَ التلِّ
قبلَ الخائنينَ
وقبلَ موتِ النجمةِ الحُبلى
وقبلَ ذهابِ عُشتارٍ كنرجسةٍ مُعَذَّبةٍ
إلى مهدٍ خفيفِ القُطنِ
غضِّ النومِ
قبلَ نحيبِ تمُّوزٍ على شفتيَّ
تكسرهُ البحيراتُ العصيَّةُ....
ثُمَّ تنهزمُ الصخورُ على يدَيكَ
وأنتَ وحدكَ من سيمتشقُ العواصفَ
هالةً من عنفوانْ
تمتدُّ من أقصى ضلوعكَ...
جذرها في اللازمانْ
أنفاسُهُ في الريحِ أُغنيةٌ مُسافرةٌ
ربيعٌ صمتُهُ المُختالُ بينَ أصابعِ الجلاَّدِ
غصَّتُهُ غصونٌ وارفاتُ الصيفِ
ظبيٌ قلبهُ المُلتاعُ
سحرٌ نثرُهُ.... حُرٌّ فلا ينصاعُ
إلاَّ للغناءِ وما تقولُ الياسمينةُ
يقتفي عطرَ المحبَّةِ مثلَ خيطِ الثلجِ..
يبكي مثلَ نايٍ..
ثُمَّ تنخطفُ العيونْ.