تشكل المصادر بجميع أصنافها المفتاح السحري لحل الابواب الموصدة امام الباحثين في تاريخ المغرب المنسي.وتمهيدا لهذا البحث المتواضع من الواجب إبداء ملاحظات اساسية حول المادة الخامة المعتمدة في مصانع البحث لإنتاج تاريخ يكشف المستور وينير الزوايا القاتمة من ماضي المجالات الهامشية والنائية في جغرافية المغرب. في غياب الابحاث الاركيولوجية، تبقى المصادر المكتوبة من الحوليات وكتب المناقب والتراجم اهم المواد التي يمكن استعمالها لكتابة تاريخ قريب من العلمية وبعيد عن التحامل الذي يطبع بعض الكتابات التقليدية.وأما كتب المناقب والتراجم رغم ماتحتوي عليه من كرامات وأخبار بعيدة عن المنطق فان إخضاعها لتمحيص دقيق مع قراءة ماوراء سطورها ،يمكن استنباط منها معلومات مهمة ومعطيات اساسية لن يلفيها الباحث في المصادر الاخرى.وبالنسبة لتاريخ إثنوغرافيات القبائل الصنهاجية من الصعب الخوض في هذه المغامرة لسكوت المصادر عن ذكر احداثها وأماكن استقرارها. وفي هذا البحث المختصر حاولنا ابراز حقائق تاريخية تهم قبيلة مجاط احدى القبائل الصنهاجية، التي لم تنل نصيبها من الدراسات التاريخية ;والاثنوغرافية ،رغم دورها الكبير على مسرح الاحداث خلال العصر الحديث والوسيط.
بين مدينة الحاجب و مكناس مرورا ببوفكران وعلى بعد بضعة أمتار من الطريق السيار والحي الصناعي مجاط ،توجد بناية يمين الطريق على الضفة اليسرى لواد بوفكران تحمل لافتة فوق مدخلها بعنوان قيادة وجماعة مجاط.ويعتقد الكثير من المغاربة أن مجاط مجرد اسم ملحقة إدارية بأحواز مكناس. بقرية حديثة البناء تعرف سابقا ب"بالكاريان" نسبة إلى المقالع الرملية التي بنيت بمكانها خلال أواخر التسعينات من القرن الماضي في اطار محاربة أحياء الصفيح. وبالعودة إلى الماضي البعيد واستحضار التاريخ فقد كان لهذه القبيلة حضور قوي لاسيما في أحداث القرن 16م17م.
ساهمت قبيلة مجاط وغيرها من القبائل الصنهاجية في اغناء تاريخ المغرب على جميع المستويات السياسية والدينية والعلمية والثقافية.بتأسيس دول عظيمة وحدت المغرب من المحيط غربا إلى برقة شرقا إلى تخوم الصحراء الكبرى جنوبا.وإنشاء زوايا ومراكز علمية ودينية بالبادية والمدينة تركت بصماتها على كافة الأصعدة.ولعل ماتزخر بها الكثير من الخزانات من مخطوطات نفيسة في تام كروت,زاوية سيدي حمزة.....وغيرها وما تضمه المكتبة الوطنية من ذخائر علمية من إنتاج ثلة من العلماء المتفقهين في كل أصناف العلوم مثل أبو علي لحسن بن مسعود اليوسي ’ المقري’أبوا لقاسم الزياني ’احمد الولالي ’عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي واللائحة طويلة من النوابغ خريجو المراكز العلمية بأرض صنهاجة لاسيما الزاوية الدلائية. خير دليل على كون القبائل الصنهاجية عملت على نشر العلوم الدينية واغناء اللغة العربية وبزوغ الكثير من العلماء الصنانيد في مختلف الفروع العلمية من قلب هذه القبائل. عكس المغالطات التاريخية السائدة والقائلة بكون القبائل الأمازيغية في العصور الماضية عبارة عن رحال ورعاة يعمها الجهل والأمية لاوجود للعلم في أوساطهم ولا مجال للتعليم في أوطانهم.ودحضا لهذه والأفكار العمومية بدون استثناءات وكل الترهات البعيدة عن الحقيقة التاريخية وتصحيحا لهذه الأكاذيب الرائجة عند الأجيال الحالية والقادمة . حاولنا في هذا البحث الوجيز تناول تاريخ قبيلة إمجاط إحدى القبائل الحاضرة وبقوة على مسرح الأحداث السياسية والعلمية والثقافية بالمغرب خاصة خلال العصر الحديث.
*قبيلة مجاط قراءة في الاسم والمعنى .
تذكر المصادر التاريخية اسم القبيلة باسم مجاط وهو في الأصل تحريف للأصل الأمازيغي لكلمة "إمجاط"جمع "أمجوط"وهوا لأقرع، ويعني أيضا الأراضي الجرداء من العشب والنبات ونجد بقصر \ايت يعقوب بمنابع زيز بالسفح الجنوبي للعياشي مكانا معروفا ب"ألمو" أمجوط اعارة التعبير اللفظي من غياب الشعر بالرأس إلى المجالات الطبيعية. فالأرض الخالية من الغطاء النباتي لظروف مناخية محددة تجعل منه جرداء على قياس الرأس الخالي من الشعر .ويعود السبب في تسمية القبيلة حسب الرواية الشفوية إلى أمهم الفاقدة لكل شعرها نتيجة مرض "تيمجطت"من الأمراض والأوبئة المنتشرة وبكثرة في المغرب خلال القرون الماضية.وكانت تعرف "بتامجوط" وأبنائها يكنون "أيت تمجوط.والقبيلة صنهاجية الانتماء وفرع مهم من حلف ايت يدرا سن الذي يضم الكثير من القبائل مثل ايت عياش ’أيت نظير’أيت يوسي’أيت سادن...وقد استقرت كل هذه البطون بجبل العياشي وأعالي زيز وملوية العليا خلال العصر الوسيط والحديث قبل ان تستقر بسهل سايس وبأحواز مكناس منذ عهد المولى إسماعيل .كمحطة مهمة في رحلتها الكبرى من الصحراء .
*الموطن الحالي لقبائل مجاط .
اسم واحد لثلاثة قبائل مختلفة اللهجة وهل تنتمي لجذر واحد منذ قرون وفرقتها الظروف التاريخية لتستوطن مجالات مختلفة، وتتأثر كل مجموعة منها بمحيطها الجغرافي والقبلي.أنها إشكالية تاريخية تحتاج إلى أبحاث رصينة.فالمعروف تاريخيا هو أن مجاط مكناس ومجاط وأحواز مراكش قبيلة واحدة تم تقسيمها خلال ظروف تاريخية سوف يتم الإشارة إليها لاحقا.وعلاقتها مع مجاط الصحراء ونظيرتها بتزروالت يتطلب دراسات تاريخية عميقة .وفي هذا البحث المتواضع سوف تقتصر على مجاط مدينة مكناس لوجود دلائل تاريخية تجعل من أقوى القبائل خلال القرن 15مو16م خاصة بعد تأسيس الزاوية الدلائية.
+مجاط الصحراء المغربية تسود في أوساطها اللهجة الحسانية وتندرج ضمن القبائل المستعربة .فرع ضمن قبيلة ثكنة التي تجمع قبائل أمازيغية وأخرى عربية.وأهم المكونات القبلية أيت موسى وعلي ’ازرقين ’مجاط....
وثكنة بالسكون على حرف الكاف في الأصل حلف قبلي يضم قبائل عربية وامازيغية.وبتأمل أصل الكلمة نعتقد أنها لفظة أمازيغية تختزل المعنى والمغزى من التحالف.باعتبار أن تكنا تعني الزوجة الثانية "الضرة" بالعامية المغربية .لهذا فان جوهر الالتحام بين البطون القبلية ينطلق من منطق الزوجتان داخل آسرة واحدة فالزوج هو ارض الصحراء والقبائل بمختلف فصائلها حرم تحت عصمة رجل واحد ولادعي للصراع والحرب والمنافسة.وكان هذا الشعار عنوان الاتفاق ولنبذ الخلاف وتفادي الصراعات الجانبية والتي ليست في مصلحة كل الأطراف.مادامت أرض الصحراء شاسعة وإمكانية العيش والرعي فيها متاحة للجميع.لهذا فان ادعاءات أعداء الوحدة الترابية للمغرب بكون بني حسان شعب مستقل ضرب من الوهم نابع من الجهل التام بالتاريخ المغربي .والساكنة القاطنة بالصحراء الغربية المغربية تشكلت عبر القرون من عناصر قبلية من بني معقل ونظيرتها من البطون الأمازيغية الصنهاجية بالخصوص التي استوطنت الصحراء منذ قرون قبل قدوم العرب إلى شمال أفريقيا وطوبونيمية الصحراوية خير دليل .وبالعودة إلى أسماء الأعلام الجغرافية بالصحراء الغربية من خريطة المملكة المغربية نجده غنية بمعجم امازيغي عريق.1*
+مجاط أحواز مراكش بشيشاوة يتحدثون اللهجة السوسية.
+مجاط تازروالت مقر زاوية سيدي حماد وموسى.واللهجة المصمودية هي المتداولة بين الساكنة بالمنطقة.
+مجاط" أحواز مكناس .
تتواجد قبائل مجاط بمجال واسع يمتد بين مكناس وبوفكران وتتمركز معظم الفصائل المجاطية بالبريدية على بعد حوالي 10كلمترات من مدينة مكناس .وتستقر بطون أخرى بسيدي سليمان مول الكفان خاصة "ازرفن"وايت عيرم",ايت بوحيات واكناون.
وتتكون قبيلة مجاط المستقرة بالبريدية بأحواز مكناس من عدة فصائل وبطون،نذكر منها ايت حدو وحمو،أيت بالقاسم،ايت الحسين،أيت علي وشعو،أيت عثمان وشعو ،أيت علي وموسى،أيت إزضالن،أيت عثمان.،ايت رحو.....
*المواطن التاريخية لقبائل مجاط.
غادرت القبائل الصنهاجية أقصى الجنوب المغربي نتيجة ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية ومناخية واستمرت في الاتجاه نحو الشمال في رحلتها الكبرى لتستقر بتودغا وسجلماسة فركلة وأعالي غريس وزيز خاصة قبائل ايت يدرسن التي تجاوزت بعض فصائلها جبل العياشي نحو ملوية العليا منذ القرن الحادي عشر الهجري أيام عز دولة المرابطين. وبالاستعانة بالطوبونيميا المحلية نجد ان مجاط استوطنت منابع ملوية .حيث توجد بقرية تاعرعارت إحدى القرى المتواجدة بقلب جبل العياشي ربوة اوعيرم "تاوريرت ن اوعيرم"وهو احد القياد الاقوياء الذين ناهضوا سلطة عبد المؤمن بن علي.والقائد ينسب إلى فرقة ايت عيرم احد بطون مجاط التي تستقر حاليا وبنفس الاسم بسايس بقيادة سيدي سليمان مول الكيفان الموطن الجديد لهذا الفصيل منذ ايام المولى اسماعيل.وكل هذه الاشارات ترجح بكون ملوية االعليا موطن قبائل مجاط منذ القرن 10م.
لا نملك معلومات كافية تهم الرحلة الكبرى للقبيلة عبر الزمان والمكان.حيث نجد المصادر التاريخية تتحدث عن ايت ايدراسن بصفة عامة وذكرت قبيلة مجاط لأول مرة ضمن مصادر القرن 16م17م أيام بزوغ وشهرة الزاوية الدلائية.والتي اتفقت جميعها بأن مجاط قد استوطنوا في هذا العهد بملوية العليا وحتى الرواية الشفوية تزكي هذا الطرح. أما عن الأسباب التي جعلت القبيلة تغادر ملوية العليا فهي عديدة ومتداخلة.سوف نحاول البحث فيها باعتماد مقاربة منهجية تقارن بين المصادر التاريخية والرواية الشفوية.
*الرواية الشفوية:من البديهيات المتفق عليها من طرف جميع قبائل أعالي ملوية والمرسخة في الذاكرة الجماعية.أن سبب مغادرة إمجاط لملوية تعود إلى لعنة أصابت القبيلة نتيجة اعتداء بعض رعاتهم على امرأة أحد الأولياء.مع الأسف لم يتم الإشارة إلى إسم الصالح المعني. حيث حرضوا كلابهم عليها لرؤية وجهها لأنها محتجبة طول إقامة الولي بأرضهم. فغضب الشيخ الصالح زوجها. ولعنهم .وقصده أعيان القبيلة يعتذرون من الرجل على جرم رعاتهم وانتهاك حرمة الشيخ .وقال لهم لقد خرجت الرصاصة من البندقية ولن تعود إلى ماء محلها. والدعوة مستجابة. لكن لكم الاختيار بين أمرين.إما أٍربعين يوما من العواصف الثلجية أو أسبوع من المطر الوابل.وفضلوا الأمر الأخير باعتقاد أنه أهون من الأول. وأخطأ تكهنهم .حيت هدمت قراهم وماتت ماشيتهم .وعاشوا فترة رهيبة وفضلوا الرحيل مرغمين.
وبالعودة إلى المصادر المكتوبة فان اللعنة الحقيقية التي اصابت القبيلة تتلخص في حدث كبير طبع مسار قبائل ايت يدراسن كلها.ويتمثل هذ الامر في الهزيمة النكراء التي منيت بها امام الجيش الاسماعيلي الجرار.
وحسب المصادر التاريخية فقد شكلت سنة 1668م منعطفا خطيرا في المسار التاريخي لحلف ايت يدراسن عامة وقبيلة مجاط بصفة خاصة، باعتبارها بداية محنة القبيلة التي تم تشتيت الفصائل المنضوية تحت لوائها.وذهبت امجادها باختفاء الامارة الدلائية .وغادرت ملوية العليا في اتجاهات مختلفة بعد اختفاء الشيخ مولاي احمد أخر رموز السلطة الدلائية. ولتفادي تمردها من جديد عمل السلطان إسماعيل على إنزالها بهضبة سايس وتجريدها من الخيل والسلاح، وأمرها بالاهتمام بالرعي .ومنذ هذا التاريخ استقرت اغلب فصائل أيت يدراسن بأحواز مكناس وفاس.وفي ظروف تاريخية اخرى تم تقسيم مجاط وترحيل بعض أفخاذها نحو مراكش. والبقية من القبيلة تنتقل بين هضبة سايس وسهل الغرب إلى أن تم إرجاعها في عهد السلطان المولى عبد العزيز في بداية القرن الماضي إلى سايس ،لتستقر به وقاست من المستعمر الذي عمر اراضيها وأصبح جل رجال القبيلة اليد العاملة في الضيعات الاستعمارية.وبعد الاستقلال استفادت القبيلة من برنامج الاصلاح الزراعي الذي دشنتة الحكومة بانشاء ملكيات جماعية تعرف باراضي الكيش التي تم توزيعها على الذكور من القبيلة. وبعد ذلك تعاونيات فلاحية التي جمعت عدة ابناء القبيلة.مثل تعاونية ايت شعو بمنطقة بوري وغيرها.
ويمتد المجال الوظيفي لقبائل مجاط حاليا من البريدية إلى الطريق السيار من الجهة الشمالية ،والى حدود بني مطير باراضي أيت بويرزوين من الجهة الجنوبية.ومن الناحية الغربية إلى اراضي جروان بايت يعزم.وتحدها فصائل ايت حرز الله من الجهة الشرقية.واداريا تابعة لعمالة مكناس المنزه وموزعة على عدة قيادات اهمها مجاط ومركز سيدي سليمان مول الكيفان.وقد هاجر الكثير من رجال القبيلة إلى الديار الفرنسية منذ الستينات والخمسينات من القرن الماضي.ويخترق واد بوفكران أراضيها .وقد حضر هذا الواد بقوة في تاريخ المنطقة ،وعمل السلطان إسماعيل على تحبيس وتوقيف مياهه على الاسماعيلية.المدينة التي اخترقتها عدة جداول وسواقي ،تم جلبها من الواد لسقي بساتين وعرصات السلطان خارج وداخل أسوارالاسماعيلية. لاسيما مزرعة "العويجة"التي شكلت إلى حدود العقود الاخيرة من القرن العشرون المزود الرئيسي لأسواق المدينة بالخضر والفواكه،والنباتات العطرية مثل النعناع والشهبلاء، قبل أن يكتسح العمران أنحائها المعروفة حاليا بحي مرجان.
وبسبب رغبة السلطات الاستعمارية لتحويل مياه واد بوبكران نحو ضيعات المعمرين وقعت معركة ماء لحلو او كيرا الماء الحلو، التي استشهد خلالها الكثير من المغاربة الرافضين للسياسية الاستعمارية باحواز مكناس.وعلى ضفة الواد اسس السلطان إسماعيل قصبة بوفكران النواة الاصلية لهذه المدينة الطرقية ذات موقع استراتيجي بين الضيعات الفلاحية.والتعاونيات الزراعية ،والتوزيعات التي حظيت بها مختلف فصائل ايت يدراسن خاصة مجاط وبنو مطير بالمنطقة. ومن الجهة الاخرى للواد لازالت اطلال منزه السلطان ظاهرة للعيان.والقرية تحتفظ باسمها إلى يومنا هذا.وتعرف بمنزه الشرفاء.
وكانت أرض مجاط من الأماكن الأولى بالمغرب التي لحقها الاستيطان الزراعي .وتم انشاء ضيعات فلاحية من طرف معمرين فرنسيين. وبالعودة إلى الطوبونيميا بالمنطقة نجد ان عدة اماكن تعرف باسماء الفرنسيين من اصحاب الضيعات. ونذكر في هذا الصدد "موني"(ضيعة فلاحية على ضفة الواد غير بعيد عن جماعة مجاط حاليا) نسبة إلى مونيي الذي تولى رئاسة المجلس البلدي لحمرية خلال الثلاثينات من القرن الماض، ثم "باريكو"على طريق اكوراي، و "وفرارة "على الطريق الرئيسية رقم 13 ،بمدخل مدينة بوفكران قدوما من مكناس.والنماذج كثيرة في هذا المجال.
عملت السلطات الاستعمارية على انشاء مطار عسكري بأرض مجاط خلال العشرينات من القرن الماضي.بعد ذلك تم تحويله إلى احواز فاس.وبالقرب من البريدية موطن قبائل مجاط حاليا مازال المكان يحتفظ باسم "لافياسيون" بمعنى الطيران(Aviation)وهو الآن مجال رعوي مهم .
ساهم الوجود الاستعماري بسايس بتغيير الاعلام الطوبونيمية بهذه الهضبة. وعرفت الكثير من الاماكن اسماء جديدة، واختفت الاسماء القديمة .وضاعف ذلك من صعوبات الباحث في تاريخ هضبة سايس. باعتبار ان المصادر التقليدية ذكرت بعض الأماكن التي لم يعد لها وجود .وتبدلت اسماء الخريطة الجغرافية لهضبة سايس بعد انشاء المعمرين لضيعات فلاحية عُرفت الان بأسمائهم كما سبقت الاشارة إلى ذلك.وعُرفت بعض الاماكن بأسماء التعاونيات التي تم إنشاؤها بالمنطقة.مثل تعاونية عبد اللي وايت شعو وبوري وغيرها.
نافلة القول: تركت قبائل مجاط بصمات بارزة في تاريخ المغرب.فقد قادت قبائل ايت يدراسن منذ القرن11م في شخص القائد اوعيرم .وشكلت العمود الفقري للزاوية الدلائية التي أسسها أحد ألاقطاب الروحية والصوفية بالقبيلة وهو ابو بكر بن سعيد بن عمر بن حمي المجاطي، والتي حكمت كإمارة مستقلة فاس ومكناس وتافيلالت إلى حدود سلا والغرب مدة 33 سنة بعد دحض القوى المنافسة كالمجاهد العياشي والخضر غيلان في عهد سيدي محمد اوالحاج.وبعد تدمير الزاوية الدلائية ،وانهزام ايت يدراسن امام جيوش المولى إسماعيل انتقلت قيادة الحلف الي قبيلة ايت نظير(بنومطير)في شخص اسرة محمد وعزيز. بعد تقسيم قبيلة مجاط وتهجير شطر منها نحو احواز مراكش. وهذه المحاولة مجرد إثارة العناوين .والموضوع تحتاج لمزيد من البحث والتنقيب.والمسؤولية على عاتق أبناء القبيلة لإجراء بحوث ودراسات وإنجاز مونوغرافيات تنير تاريخ وماضي القبيلة.
المصادر والمراجع:
*العربي اكنينح،في المسألة الامازيغية :أصول المغاربة،مطبعة أنفو-برانت فاس 2003.
*محمد حجي،الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي،المطبعة الوطنية الرباط 1964 .
*العربي اكنينح،أثارالتدخل الاجنبي في المغرب على علاقات المخزن بالقبائل،في القرن 19م .نموذج قبيلة بني مطير.أنفو-برانت فاس 2004.
*محمد حجي،الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين.الجزء الثاني.مطبعة فضالة 1978م.
*أبي العباس أحمد بن محمد بن يعقوب الولالي،دراسة وتحقيق عبد العزيز بوعصاب،مطبعة النجاح الجديدة.الدار البيضاء،الطبعة الأولى 1999م.
عدي الراضي.
باحث في التاريخ والتراث.