مقدمة
تواجه الباحث في التاريخ القديم عدة صعوبات منها ما يتعلق بقلة المصادر والمراجع حول هذه الحقبة ومنها ما هو متعلق باللغة التي كتبت بها هذه المصادر، فضلا عما قد يشوب التاريخ القديم من أساطير قد تفقد الكتابة التاريخية درجة العلمية، وفي بحثنا هذا حول الطاقة المائية بالعصر القديم نجد أنفسنا أمام صعوبات كثيرة تتمثل في صعوبة الموضوع وفي المصادر الذي تناولت الموضوع، وقد اعتمدنا فقط على بعض النتف هنا وهناك من أجل الإحاطة بالموضوع ومحاولة تسليط الضوء على الطاقة المائية وتعريفها نظرا لما تعرفه هذه الأخيرة من أدوار محورية في الحياة اليومية ، والتي استفاد منها الإنسان منذ القديم واستخدمها في حياته اليومية ، ونعلم جميعا أن التطور الذي هو حاصل اليوم بين أيدينا فيما يعرف بأضواء العالم وكهربائه إنما يرجع أصله إلى الطاقة المائية هذه الأخيرة التي تلعب أدوارا طلائعية من بين باقي الموارد الطبيعية التي تجود علينا بها الكرة الأرضية، وهذا ما دفعنا للخوض في هذا الموضوع رغم صعوبته ، ومن تحصيل المراد والمبتغى عمدنا في عرضنا هذا إلى وضع إشكالية له نحاول فيها التعرف على البداية الأولى التي اهتدى فيها الإنسان للطاقة المائية ومراحل تطورها مع تسليط الضوء على التقنيات التي اعتمدها الإنسان القديم من أجل تطويع الطبيعة والتحكم فيها، ومن هذه الإشكالية تعرضنا لمقاربة العرض من خلال التصميم التالي:
المبحث الأول: الطاقة المائية وتطورها عبر الزمن.
1-1: تعريف الطاقة المائية.
1-2: تطور الطاقة عبر الزمن.
المبحث الثاني : التقنيات المرتبطة بالطاقة المائية.
2-1. تقنية السيفون.
2-2: النواعير أو الدولاب.
2-3: تقنية الأرحية.
2-4: دولاب الطاحونة.
خاتمة.
المبحث الأول: الطاقة المائية وتطورها عبر الزمن.
1-1: تعريف الطاقة المائية.
الطاقة المائية هي استخدام الماء لأداء شغل – كإنتاج الكهرباء في الوقت الحالي او إدارة النواعير و الطواحين المائية في العصر القديم- كما تعتبر القدرة المائية ألطف بالبيئة من الوقد الأحفوري فهي لا تلوث الهواء ولا تخلف نفايات سامة كما هي الحال بالنسبة لوقد الفحم والنفط والغاز[1]، قد استخدمت منذ قديم في الحضارات القديمة واختلفت طرق الإستفادة من هذه الطاقة المائية، تهدف الطاقة المائية إلى توليد الطاقة من المياه، فالمياه المتحركة تحتوي على مخزون ضخم من الطاقة الطبيعية، سواء أكانت المياه جزءا من نهر جار أو أمواجا في المحيط. فكروا في القوة المدمرة لنهر يتجاوز ضفتيه يتسبب في فياضانات أو بالأمواج الضخمة التي تتكسر على شاطئ ضحلة ، فيمكنكم عندئذ أن تتخيلوا كيفية الطاقة الموجودة.[2]. كما أن القدرة المائية استخدمت لتشغيل مكنات وأليات منذ الاف السنين، لكن إستخدام هذه هذه القدرة تراجع بتزايد الإقبال على الوقود الأحفوري الرخيص الثمن، مما ساهم في الثلوث البيئي وأخدت القدرة المائية تستقطب اهتمام الناس مرة أخرى.[3]
قد كان استخدام جريان سرعة المياه من أقدم مصادر الطاقة المستخلصة ذلك لتقليل الأحمال على الإنسان والحيوان ولا أحد يعرف متى تم اختراع الدولاب المائي . ولكن منظمات الري كانت موجودة قبل من 5000 عام، وإن أقدم جهاز كان إسمه نوركا(norka). كان يقوم برفع الماء من نهر إلى خزان أو منظومة قنوات. هذا الجهاز أستخدم قبل ميلاد المسيح عليه السلام في مناطق من الشرق الأوسط والشرق الأقصى، كما أن أقدم طاحونة مائية هي طاحونة الذرة العمودية وتدعى نورس أو الطاحونة الإغريقية وقد ظهرت في مناطق الشرق الأوسط في القرن الثاني بعد الميلاد...كما كان رفع المياه وطحن الحبوب عملا يوميا في معظم مناطق العالم القديم، وفي القرون اللاحقة تطورت التكنولوجيا وبدأ استخدامها في التعدين وعمل الورق وعمليات متعددة متعلقة بالصوف والقطن.[4]
لقد تم استغلال طاقة المياه لقرون طويلة. ففي امبراطورية روما، كانت الطاقة المائية تستخدم في مطاحن الدقيق وإنتاج الحبوب، كما في الصين وبقية بلدان الشرق الاقصى، وتستخدم حركة الماء الهيدروليكية على تحريك عجلة لضخ المياه في قنوات الري وهو ما يعرف بالنواعير.
وفي الثلاثينات من القرن الثامن عشر، في ذروة بناء القناة المائية استخدمت المياه للنقل الشاقولي صعودا ونزولا عبر التلال باستخدام السكك الحديدية. كما كان نقل الطاقة الميكانيكية مباشرة يتطلب وجود الصناعات التي تستخدم الطاقة المائية قرب شلال. وخاصة خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر، واليوم يعتبر أهم استخدامات الطاقة المائية هو توليد الطاقة الكهربائية، مما يوفر الطاقة المنخفضة التكلفة حتى لو استخدمت في الأماكن البعيدة من المجرى المائي[5]
1-2 : تطور الطاقة عبر الزمن:
في نهاية الألف الخامس وبداية الألف الرابع قبل الميلاد تشكلت أولى الدول ، وقد كانت تلك الدول زراعية طبعا لأن الفلاحين وحدهم هم الذين قادوا الشكل الحضري للحياة في ذلك الزمن . وبمقدار ما كانت الحاجة إلى المياه لري الحقول نشأت الدول غالبا بالقرب من الأنهار الضخمة. تميز هذا العصر باختراعات عظيمة أهمها الدولاب ، إذ ظهرت عند السومريين منذ عام 3500 قبل الميلاد عربات ذات عجلات ما لبثت أن انتشرت بسرعة عند الأقوام الأخرى."[6] فقد انفجرت أول أزمة للطاقة في تاريخ البشرية فاكتشف نقص كارثي للطاقة، ولن ننسى هنا الكلام يجري عن عصر الطاقة الحية. حيث كانت المنابع الوحيدة للطاقة هي القوة الشخصية للإنسان وقوة الحيوانات وفي غضون ذلك تطلبت الزراعة المروية بناء منشأت السقاية. وتعقد استخراج الخامات أكتر فأكتر بمقدار ما نفذت المكامن المتوضعة بالقرب من الطبقة السطحية... ولذلك لم تعد قوة العضلات الخاصة تكفي تماما ... ومن هنا أصبح الواحد يعمل لصالح الأخر، هكذا يمكن تفسير ظهور الرق والعبيد .
إن استعمال القوة العضلية للعبيد استعمالا واسعا زاد إمكانات توليد الطاقة في المجتمع وسنح بالسير خطوة للأمام، وقد تطلبت جهودا هائلة أعمال الري والسقاية لأراضي الشرق القديم بأكمله ، مصر وبلاد ما بين النهريين وأشور."[7]
وبمساعدة العبيد كان ممكننا شق القنوات من أجل الري أو تحويل المياه من الأماكن المغمورة بها. وتذكر كتب التاريخ أن أروكغينا الذي استولى على السلطة في لاغشة. إحدى المدن الأشورية. في بداية الألف الثالثة قبل الميلاد. أقام في عاصمته خزان ماء احتياطيا سعته أكتر من مائتين وعشرين ألف لتر، وقد أستعمل في سقاية الحقول في أوقات الجفاف ، إن الحفريات قد ساعدت على إيجاد شبكة مجاري مائية معقدة ومتفرعة، مقامة على قناطر مرتفعة تعمل منذ قديم الأزل في أشور."[8]ا وفي مصر اخترع الشادوف ( منشأة مائية قديمة لرفع الماء هي في الحقيقة وببساطة دلو معلق في نهاية ذراع.) "[9]
استخدمت دواليب تغرف الماء وترفعه وتحركها بغال أو ثيران. وفي كتاباتهم المتبقية ( بلاد ما بين النهرين) يذكرون ثيران الألهة التي استخدمت لري الحقول."[10] كما أن الطاقة المائية لعبت دورا مهما في ظهور بعض العلوم. " وقد أدت الحاجة إلى تحديد قياسات قطع الأرض وبناء شبكة الري إلى نشوء علم الحساب وعلم الهندسة. كما أجبرت الضرورة على حساب المحصول وتحديد الإحتياطات والحسابات المشتركة بين الناس والحكومات على اختراع الكتابة."[11] ونلاحظ أنه في بلاد الفرس منذ ثلاثة الألاف سنة بنى قدماء الفرس تحث الأرض ممرات مائية نقلت إلى حقولهم مياه الينابيع الجبلية ، إن شبكة الري هذه تقوم بوظيفتها اليوم مؤمنة ثلاثة أرباع حاجة المزارعين الإيرانيين من المياه لسقاية الحقول."[12] ومنذ أكثر من خمسة الألاف سنة استعمل مكان تل أسمر في سهل دجلة بالقرب من بغداد، أنابيب مياه وشبكة مياه للمجاري ."[13] أما فيما يخص الصناعة المهتمة بالمنشآت المائية فإننا نجد أورخميدس الشاب المصري سنة 287 قبل الميلاد في سيراكوز صنع جهازا متقنا يرصد حركات الكواكب ويتحرك بالماء. وهكذا كان من أوائل المهندسين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى واسع، حيث بنى الجسور بتصميمه الخاص ، وتحث إشرافه شيدت السدود التي تحكمت في جريان نهر النيل، وقد اخترع لولب أرخميدس لرفع الماء وهو من أعد علم توازن القوى المائي الهيدروستاتيكا."[14]
وقد عمل الى جانب أورخميدس ميكانيكيون فحول ومخترعون نوابغ أخرون أكبر منه سنا بقليل مثل كيتسبي الذي اخترع مضخة مائية ذات أسطوانتين، وقد تم توجيه الجزء المائي ( الهيدروليكي) بواسطة الهواء المظغوط، واخترع ساعات مائية تختلف عن القديمة بوجود مؤشر زمني لها."[15] فيما أن فيلون تلميذ كيبتسكي يصف في مؤلفه " علم الميكانيك" الأجهزة المهمة والممتعة التي ابتكرها هو وغيره من الميكانيكيين مثل الألات حربية ذكية ... وأقماع لسكب السوائل المختلفة. نوافير من تماثيل تمج الماء وطيور مغردة، جهاز لنقل الماء المقدس إلى المعبد . جهاز ألي للإغتسال قبل دخول المعبد، وقد عرف فيلون مبدأ السيفون معرفة لائقة واكتشف أن الهواء يتقلص إذا برد ويتمدد إذا سخن."[16]
ومن نماذج الطاقة المائية المهمة التي عرفها تاريخ البشرية أيضا ما يسمى بالدولاب وهو ما سنؤكد عليه من خلال دولاب الطاحونة ، فقد كانت الدواليب المائية منشأت ضخمة وعظيمة بنيت حولها المصانع ونشأت المدن وتمديداتها المائية المنظمة، إن طاقة الماء الجاري منحت الناس ثقة وقوة أكبر بأنفسهم.[17]
المبحث الثاني : التقنيات المرتبطة بالطاقة المائية.
عرف العالم القديم تطورات عديدة مرتبطة بالطاقة المائية أفرزت لنا عدة تقنيات تشتغل بالطاقة المائية حيث استطاع الإنسان تطويع الطبيعة والإستفادة من خيراتها واستعملت طاقة العبيد كجهد في البداية لشق السواقي المائية وعرفت البشرية منذ الأزل تطورات كبيرة في استعمال الطاقة المائية في الحياة اليومية ،كون الإنسان بعدما استأنس الحيوان وتوصل للزراعة بات من اللازم عليه الإعتماد على تقنيات من أجل جلب الماء للحقول الزراعية هذا هو ما اوجد لنا تقنيات كثيرة ومتعددة في جلب الماء ، تختلف من مكان لأخر وتبقى أهمها في الحضارات القديمة. كبلاد الرافدين ومصر الفرعونية. فبعد استقرار الانسان وتعاطيه خدمة الارض استطاع توظيف الألات ووسائل توصل الى اختراعها أو طورها لضرورة الحاجة إليها، سواء تعلق الأمر بالألات الزراعية المتنوعة للحرث أو عملية الفتاح أو الحصاد أو الدرس أو الوسائل الضرورية التي يفترض توفرها بعد الجني من مخازن ومطاحن وتقنيات تستغل في جلب المياه ومن بين التقنيات المستعملة قديما نتطرق للبعض منها كونها تشكل النواة الأولى لبداية استعمال الطاقة المائية في العالم القديم،
2-1. تقنية السيفون.
المتعب أو السحارة أو السيفون باليونانية وتعني باليونانية الأنابيب – جهاز لحمل السائل من مستوى معين إلى مستوى منخفض. ويحتوي على خرطوم أو أنبوب مثني ، بحيث يكون جانب واحد أطول من الأخر ، ولبدء العمل، يجب أن يملأ السيفون بأكمله بالماء، وإذا تم وضع الجانب القصير للسيفون في صندوق السائل فإن السائل سيندفع إلى أعلى الجانب القصير للأنبوب تم إلى أدنى ومن تم خارج الجانب الطويل. فقد تم العتور على نقوش فرعونية على جدران المعابد في مصر تظهر استخدام أنابيب السيفون منذ عام 1500 سنةقبل الميلاد.[18]عرف فيلون مبدأ السيفون معرفة لائقة واكتشف ان الهواء يتقلص إذا برد ويتمدد إذا سخن ويعتبر فيلون تلميذ كيبتسكي الذي اخترع المضخة المائية ذات الأسطوانتين، وبذلك تكون هذه الإشارة دليل على أن ظهور السيفون سابق للفترة التي عاشها كيبتسكي وأرخيميدس الذي توصل إلى علم التوازن المائي، الهيدروستاتيكا سنة 287 قبل الميلاد.
2-2: النواعير أوالدولاب.
تعتبر النواعير من أهم المنشأت المائية التي يستخدم فيها الماء كطاقة تعمل على تدويرها من أجل نقل الماء من الأسفل نحو الأعلى، وقد عرفت الدواليب المائية منذ زمن بعيد جدا فقد كان رفع المياه الى الحقول لريها في أقدم الدول الزراعية واحدة من أكثر القضايا إلحاحا [19] ، حيث نجد في بلاد الشام خاصة مدينة حماة تواجدا لهذه النواعير وإن كان هناك جدل حول تاريخها بين من يرى أنها من صنع الرومان وأخرون يرون أنها تعود للعهد الآرامي ، وقد وجدت في الألف الأول قبل الميلاد، كما ذكر المؤرخ سوبر نايهم عندما قال: إن الصليبيين اقتبسوا صناعة النواعير من بلاد الشام [20].وهي من وسائل الري منذ أزمنة بعيدة، ولم يستفد منها الرومان لأنها اختراع حموي، وصناعها حمويون وليس للرومان يد في هذا الاختراع ولا بالصناعة، وإلا كانوا عمموها على مناطقهم والمناطق التي سيطروا عليها. هذا ما توصل إليه الأستاذ "محمد الشقفة" من خلال بحثه عن صناع النواعير، الذي اعتمد فيه على دراسة تاريخية وجغرافية ومنطقية، وضعها ضمن كتاب تحت عنوان "الناعورة"..."عبق التاريخ وأنشودة المجد"،وعن رده لمن يعتقد أن النواعير رومانية قال: "لم يقنعني القول بأنها رومانية، على الرغم من أن هذا القول يتردد على ألسنة كثير من الناس، إلا أنه كلام مرسل من دون دليل ولا سند، فبعد البحث الطويل والتمحيص ظهرت لي حقيقة مطموسة يجب أن نسلط الضوء عليها، فمن خلال دراسة قمت بها لجميع المناطق التي قامت عليها الإمبراطورية الرومانية أو كان فيها تواجد للرومان، وقد قمت بسبر أغوار جميعها، لم ألحظ وجود النواعير إلا في "حماة" ومناطقها فقط، والرومان كما هو معروف من "إيطاليا" وقد امتد حكمهم إلى "تركيا" و"بلاد الشام" و"العراق" وحتى "فارس" و"مصر" و"شمال إفريقيا"، ومما لاحظته بأن الأنهار في أوروبا كـ "الدانوب" و"الفولكا" و"الدنيبر" و"الألب" وغيرها، لا يوجد فيها أي نواعير كنواعير "حماة"، وكذلك بقية المناطق التي ذكرتها سابقاً . وعن كيف توصل إلى نتيجته هذه قال: هناك (15) نقطة توصلت إليها في بحثي هذا، منها أنه لا توجد نواعير على شاكلة التي في "حماة" لا في "روما" ولا في أي من المناطق التي كانت واقعة تحت حكمها، ولو افترضنا أن النواعير فكرة أو صناعة رومانية لوجدنا العديد منها وعلى شاكلتها في المناطق التي حكمتها روما، وقد لاحظت أن البناء الروماني يدل على نفسه من خلال تشابهه في معظم المناطق وأضاف: «كما أن المؤرخ "جورج كولان" يعتبر أن النواعير في "حماة" أكثر قدماً من الرومان والإغريق، وأيضاً تم اكتشاف لوحة فسيفسائية للناعورة بشكلها الحالي تقريباً في شارع الأعمدة في "أفاميا"، مما يدل على أن الرومان أعجبوا بالناعورة كشكل غريب وجديد عليهم، فأقاموا لها لوحة تجسدها ووضعوها في ذلك الشارع الهام بمدينة "أفاميا".[21]
وفي ضوء ماسبق يتبين أن النواعير ليست صناعة رومانية وإذا كانت هناك نواعير بالإمبراطورية الرومانية فإنها لاترقى إلى تلك المتواجدة بحماة أو بالفرات ،وإذا بحثنا عن هذه التقنية في المصادر الرومانية فإن مارك فيتروفي وصف جميع الألات الميكانيكية المستعملة في ذلك الوقت ...لكن لا نجد ذكرا لاستعماله منابع أخرى للطاقة كالمياه الجارية وإننا لانجد في الكتاب أي وصف للألات ميكانيكية للإنتاج الطاقة ...لم توجد عمليا أنئذ تقنية توليد الطاقة.
وقد وصف فيتروفي VITRUVIUS الدولاب بقوله : "وحول الدولاب ضمن دائرته الخارجية تثبت صناديق مكعبة لايزرب منها الماء بفعل سدها بالشمع والقطران عندما ينتقل الدولاب إلى الحركة بطريقة الضغط عليه ترتفع الصناديق الملآى ألى الأعلى في طريقها العكسي تسكب محتوياتها في حوض ما"[22]
ويضيف فيتروفي VITRUVIUS تنصب على الانهار ايضا دواليب رافعة للماء تشبه تلك الموصوفة سابقا مع فرق واحد فقط ،إذا ثبتت على جهتها الخارجية شفرات إضافية يجرها جريان الماء بحركتها تجبر الدولاب على الدوران فتملأ عندئذ الصناديق بالماء وترفعها الى أعلى من دون إعمال الدفع ،وبالإعتماد على جريان الماء تدور الدواليب وحدها ،منفذة العمل الضروري.[23]
فان وتشوبير بيرينفوتشو الذي أشرف على معمل فلذي في سيينا المدينة الإيطالية وصف في كتابه "فن الصواريخ الناري"الصادر في القرن السادس عشر دولابا مائيا كبيرا نسبيا فقال"استعمل بعضهم دولابا بمغارف قطرها 6/7/8 مرافق[24]، حسب مكان وجوده وكمية المياه[25]
لم تعد دواليب عائمة تستعمل ببساطة جريان النهر ،لقد بنيت السدود الخاصة التي تزيد في ضغط الماء بمساعدة قنوات توجه المياه الى الدولاب بشكل تستخدم فيه طاقتها على نحو أكمل ، وقد بلغ قطر أكبر دولاب عرفه اغريكولا ما يزيد على 10 امتار [26].
أما بالمجال المغربي فإن هذه الناعورة المائية كغيرها من التقنيات المائية المعتمدة في المغرب لا يمكن أن تسلم من دائرة الجدال العلمي بين الدارسين، وقد هم بالأساس الأصل (عربي، فارسي)، والتسمية (ناعورة – سانية – دولاب – عجلة فارسية – ساقية ) وطريقة الإشتغال[27] (الطاقة المائية – الحيوانية). وبعيدا عن هذا الجدال، تتفق مراجعنا[28] إستنادا على معطيات معجمية وسيطية أن نوع الناعورة التي اعتمدها أهل فاس ذات أصول عربية، إذ الناعورة من فعل نعر التي تعني إحداث صوت عبر الخيشوم شبيه لذلك الذي تحدثه الناعورة أثناء دورانها، وأنها ذات عجلة واحدة تتحرك بالطاقة المائية وهو أمر تثبته النصوص التاريخية والأبحاث الأركيولوجية [29].
ولقد حصل اتفاق بين مجموعة من الباحثين على أن الفترة المرينية، هي المرحلة التي دخلت فيها الناعورة المائية إلى المغرب، وهذا ما أكده الأستاذ محمد حجاج الطويل بقوله " أنها لم يرد لها ذكر في المصادر المغربية قبل العهد المريني،[30] ويستند هذا الموقف إلى قول صاحب روض القرطاس " عملت الناعورة الكبرى بواد فاس، بدءا بالعمل فيها في شهر رجب من سنة 685ه/ 1286م، شهر ودارت في شهر صفر 686ه."[31]
وقد كان دخول تقنية الناعورة إلى المغرب من الأندلس في إطار التلاقح الثقافي الذي نتج عن العلاقات التجارية بين المغرب والأندلس وبلاد الشام، وما يعزز هذا الطرح هو أن النواعير التي عرفتها مدينة فاس بناها إسباني مسلم من اشبيلية، هو المهندس محمد بن علي بن الحاج في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي زمن يعقوب ابن عبد الحق المريني[32]، ويبدوا اهتمام المرينيين بأسلوب النواعير كطريقة للسقي، من خلال منشأتهم الزراعية، وكانت أولاها، تجهيز حديقة المصارة[33].
ولعل من أهم الإحاطات التاريخية عن وجود ناعورة بفاس هي تلك التي انفرد بها لسان الدين ابن الخطيب ( ت 776هـ/1374م) في كتابه الإحاطة وذلك في معرض حديثه عن ابن الحاج الإشبيلي فيقول " محمد بن عبد الله بن الحاج ويكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الحاج، وكان أبوه نجاراً من مدجني مدينة إشبيلية، من العارفين بالحيل الهندسية بصير باتخاذ الآلات الحرفية الجافية والعمل بها، وانتقل إلى مدينة فاس على عهد أبي يوسف المنصور بن عبد الحق، واتخذ له دولاب المنفسح القطر البعيد المدار المحيط ملين المركز والمحيط المتعدد الأكواب الخفي الحرفة، حسبما هو اليوم ماثل بالبلد الجديد، دار الملك بمدينة فاس، أحد الآثار التي تحدو بمشاهدته الركاب وبناء دار الصنعة بسلا، توفي بفاس الجديد في العشر الأول من شعبان عام 714هـ/1314-1315م"[34].
فجاءت ناعورة ابن الحاج بأبعاد استثنائية، حيث أكد الأركيولوجيون أن قطرها بلغ 26مترا على عمق 3 أمتار[35]، فاقت تلك الموجودة بحماه الشامية مهد النواعير، فضلاً عن النحاس الذي غطى أخشابها[36]، ولهذا نفهم ما حضيت به هذه الناعورة من عناية من قبل المتقدمين الذين خصوها بالحديث أو الأوصاف[37].
وفي ضوء ما تقدم فان النواعير لم يتم نقلها او تشييدها بالمغرب إلا في عصر بني مرين الذين برعوا في ميدان العمارة بفاس كما تشهد بذلك المصادر التاريخية التي أرخت لهم، لذا فالنواعير كانت منتشرة بالشرق والغرب عكس المغرب وهذا أمر محسوم فيه.
تقنية الناعورة[38] في القرن السادس عشر بفرنسا تبين تطور التقنيات المائية المعتمدة على الطاقة المائية،
2-3: تقنية الأرحية.
يعد البحث في أول ظهور للأرحية المائية بإفريقية موضوعا دقيقا مرتبطا بمدى توفر المادة المصدرية، بشقيها المكتوب والأثري، ومرتبطا كذلك بتلك النقاشات العامة وذلك الجدل حول مكانة كل حضارة من الإنشاء وكيفية تعامل الجماعات المحلية مع الموروث المعماري والتقيب القديمين غير أنه من المفيد تتبع الشواهد الأثرية أو النصية ورصدها حتى نتمكن من تأريخ هذه التقنية[39]
إن الحديث عن هذه التقنية مازال محط أخذ ورد ولعل في محظ حديثنا سنقع في نفس الشيء لكن تجاوزا سنحاول تسليط الضوء على هذه التقنية القديمة جدا والتي كانت تعتمد في بدايتها على الطاقة البشرية في عملها ،وقد انتشرت الأرحية بشتى أنواعها في كل بقاع العالم وتعود إلى حوالي القرن الأول قبل الميلاد [40] بحيث كانت تقوم بوظيفة مهمة تتمثل في العصر وتوفير منتوجات وحاجيات الأفراد فاستعملت لعصر الزيتون وجميع أنواع الحبوب والفواكه ، ومع التطور المستمر للفكر البشري تطورت هذه التقنية شيئا فشيئا لتعتمد في عملها على الطاقة المائية، فماهي أنواع الأرحية بالمغرب القديم؟ وكيف يتم عملها؟ ومناطق انتشارها؟
يكاد الإجماع ينعقد على أن اقدم الأرحية المائية التي وقع اكتشافها في أسيا الصغرى، أما فيما يتعلق بإفريقية فإن أقدم ما لدينا من هذا النوع من الأرحية هو عبارة عن شواهد أثرية تم اكتشافها في موقع شيمتو الأثري، وهو عبارة عن مبنى ذي طابقين، أقيم على ثلاث قنوات مائية تفرعت عن مجرى وادي مجردة وقد احتوى هذا المعلم على قاعة كبرى تضم ثلاث أرحية كانت قد تضررت بفعل الزلزال الذي حدث قبل 325م، كما وجدت رحى مائية على وادي مجردت قرب مدينة تشيلا القديمة "تستور حاليا"[41]
أما بنوميديا وما يتعلق بصناعة الزيت فخلافا للمعصر البونية السالفة الذكر فإن البربر عرفوا أساليب محلية أصيلة[42]. فعند قبائل بني يسناسن بالمغرب الأقصى يتعلق الأمر بحفر أحواض في الصخر الصلب لسحق الزيتون وتحتها حوض شبه دائري لترسيب الزيت ،وتجلس النسوة على حافة الأحواض ليدسن بأقدامهن الزيتون المهروس مسبقا[43] .من الراجح أن المهراس المتكون من جرن ومدق وكذلك الرحى تعود إلى العصر الحجري الحديث، وتعتبر الرحى أهم أدوات الطحن فهي تتكون من أسطوانتين دائريتين من البازلت أو الغرانيت يصل قطر الواحدة 40 سم تحتوي الأسطوانة السفلى على محور ثابت يتوسطها ، تركب الأسطوانة العلوية المثقوبة من وسطها لإدارتها وصب الحبوب فيها ،ومن خلال مقبض مثبت في جانب الأسطوانة العلوية تحرك دائريا بتطحن الحبوب [44]
أما عن تحويل الزيتون فيقول قزال إننا لا نتوفر على معلومات لصناعته غير أن كاتون أشار إلى ما سماه القرص الخشبي الذي يضغط الإناء الحامل للزيتون لأجل عصره، ويتعلق الأمر هنا بطريقة للضبط وللضغط ماخوذة عن القرطاجيين الذين كانوا نجارين مهرة[45] أما التقنية الأكثر تقدما في عصر الزيتون فتتمثل في معصر فمرت بضواحي قرطاج، وسيرتا (القسنطينة)وتتميز الأولى عن الثانية بقربها من قرطاج وبسلامة منشأتها إلى اليوم [46].
لقد كشفت الحفريات في موقع بناصا عن أربعة عشر رحى يميز فيها بين أرحية من أحجام كبيرة واخرى من أحجام صغيرة ،إضافة إلى توزيعها غير المتكافئ داخل الموقع[47]
وإذا كانت معلوماتنا عن إنتاج الزيت في موريطانيا بصفة عامة ومنطقة بناصا بصفة خاصة ضعيفة بالنسبة للأولى ومنعدمة بالنسبة للثانية فإن سبيلنا الوحيد في هذا المجال هو الأثار المادية المتمثلة في معاصر الزيتون وأمفورات الزيت وإن كان من المستحيل تقدير كميات الزيتون المستخلصة [48]
2-4: دولاب الطاحونة.
فطن الإغريق إلى أنه لا يمكن للدولاب المائي الدائري ليس فقط رفع الماء وإنما إنجاز عمل مفيد أخر إذا ما وصلنا محوره بألية ما من هذا التقدير بقيت فقط خطوة واحدة لاختراع دولاب الرحى[49]
لاحظ المؤرخ سترابون وجود طاحونة ماء في كابير بالقرب من قصر القيصر ميتريداتوس[50]، و يجدر القول أن استخدام الطواحين المائية في هيلاس كان ضعيفا لحد ما فالإحتياجات التقنية لذلك أمنتها تماما طاقة القوة العضلية للعبيد، وللحيوانات الداجنة[51].
أول ذكر للطواحين المائية في أوربا الوسطى لعام 340م شغلت أحداها على نهر الموزيل وظهرت في القرن السادس الميلادي الطاحونة المائية في فرنسا التي عملت في مدينة ديجون وظهرت في انجلترا الطاحونة المائية في القرن الثامن الميلادي تقريبا ، لكن في عام 1086م سجلت 5624 طاحونة كانت تعمل على نهري ترينت وسفرن![52]
انتبارت ديالونيكسكي ألقى الضوء على الطاحونة المائية في قصيدة يقول فيها:
فلتسترح أيديكن أيتها الطحانات ولتغفون بهدوء
وإن صاح الديك بصخب معلنا اقتراب الفجر
كلفت ديميتريا الحوريات بعباب عملكن
وكم فرحن سرورا بإطار العجلة الدوار
اترين؟ بدأ المحور يدور :والمحاور المفتولة بالإسافين
بهدير خافت تحرك ثقل زوجين من الرحى
ومن جديد قدم إلينا عصر ذهبي من دون كدح أو جهد[53]
كما استخدمت الطواحين المائية عند الرومان لعصر الزيتون[54]، ولدمث التفاح[55]
يشير بعض الباحثين ألى أن الرومان في موريطانيا الطنجية تحديدا في وادي خومان الذي كان يجري أسفل العاصمة وليلي استخدمت مياهه لإدارة الأرحاء، لكن هذا الطرح لم يلقى - الى حد الأن - ما يدعمه أركيولوجيا ،فالتنقيبات الأثرية التي تمت في عدد من المراكز القديمة لم تكشف لنا عن أي أثر لهذه الأرحية المائية عكس الأرحية اليدوية المخصصة لعصر الزيتون والتي عثر على بقاياها بكثرة خاصة في موقع وليلي[56]
ونظرا للحاجيات المتزايدة وطلبا في الزيادة في المردود فإن ذلك استدعى تغييرا في التقنية إذ تم التخلي عن التقالات المقنطرة لصالح استعمال التقالات الأسطوانية هذا الإنتقال تم التأريخ له بالقرن الثاني فهل عرفت بناصا مثله خاصة إذا علمنا أن هذا الإنتقال في وليلي جاء نتيجة الرغبة في الرفع من المردودية فهل ينطبق نفس الشيء على بناصا ؟ لانجد حاليا في بناصا إلا معصرة واحدة استعملت فيها تقالة أسطوانية[57].
ولكن منجزات القدماء في مجال التقنية ،التي تسهل عمل الإنسان وتجعله أكثر إنتاجية ،كانت عمليا تساوي الصفر. طاحونة الحبوب اليدوية الأت رافعة بسيطة هذه هي ترسانة الأدوات الفقيرة فبماذا كانت منجزات العصر الذي أعطى العالم علماء ومهندسين معماريين عباقرة وشعراء ونحاتين في هذا المجال بمثل هذه الدرجة من الضحالة؟
خاتمة.
استطاع الإنسان القديم أن يتأقلم مع محيطه ويسخر الطبيعة لصالحه فبعدما استأنس الحيوان واكتشف الزراعة أصبح من اللازم عليه التفكير في البحث عن مصادر طاقية أخرى توفر عليه جهده وتضمن له فعالية أكبر وإنتاجية مهمة، ونظرا لما يعرفه الماء من طاقة مهمة فإن الإنسان استفاد من هذه الطاقة، خصوصا في الحضارات القديمة مصر وبلاد الرافدين وبلاد الإغريق وطور العديد من المهندسين عدة طرق لتحكم في هذه الطاقة وازدهرت الحياة الإقتصادية والزراعية بفعل ما توفره الطاقة المائية من جهد ووقت. واكتشف الإنسان تقنيات تخص حياته اليومية ، فشق السواقي واستعمل النواعير والطواحين المائية، واهتدى إلى تقنية السيفون وصار يطور تقنياته مع الوقت حتى أصبحت الطاقة المائية مصدرا مهما من مصادر الطاقة الكهربائية، ومع ظهور بعض الوسائل الطاقية الأخرى كالبترول والغاز والفحم والحرارة بدأت تقل أهمية الطاقة المائية لكن مع مرور الوقت تبين ان الطاقة المائية محافظة على صحة الإنسان في الوقت الراهن وهي ألطف بالجو من الطاقة النووية والكيماوية والحرارية.
هذا ما يدفعنا للتنويه بالدور الإيكولوجي والبيئي الذي يمكن أن تمنحه الطاقة المائية للحياة البشرية في قادم الأيام خصوصا مع ما تعرفه الكرة الأرضية من تلوث وغازات سامة تهدد الحياة فوق البسيطة، وتزيد من حرارة الأرض مما جعل من المجتمع الدولي التفكير في حلول في قادم الأيام قصد الإستفادة من الطاقة المائية، وتعميمها لتحل مكان الطاقات التي تلوث الجو وتبعث الغازات السامة وتهدد سلامة الإنسانية.
لائحة المصادر :
- ابن أبي زرع ، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، مطبعة دار المنصور ، الرباط ، 1972، ص: 407.
- ابن الخطيب لسان الدين، الإحاطة من أخبار غرناطة، تحقيق محمد عبد الله علان، القاهرة، الطبعة الثانية، 1973، ص-ص: 139-140.
لائحة المراجع:
1. أحمد شفيق الخطيب ويوسف سليمان خير الله. مكتبة لبنان ناشرون، موسوعة الطاقة المستدامة، الطبعة الأولى 2002.
2. المهندس بشير صبحي:كتاب الطاقة المائية. نسخة pdf بدون طبعة.
3. مولي إدريس عبد الرحمان: "من تاريخ شبكة توزيع المياه بمدينة فاس"، ضمن مجلة دعوة حق، العدد 392.
5. مراد العرعار ،جواد الجويتي، ملاحظات حول الأرحية المائية بإفريقية في العصر الوسيط، الموارد الطبيعية ببلاد المغرب في العصرين القديم والوسيط الاستغلال والتصرف، الندوة العلمية 5،جامعة تونس ،كلية العلوم الانسانية والاجتماعية،2004,
6. قعر المثرد السعيد ، الزراعة في بلاد المغرب القديم (ملامح النشأة والتطور حتى تدمير قرطاجة 146)،مقدمة مذكر لنيل شهادة الماجستير في التاريخ القديم تخصص تاريخ وحضارات البحر الابيض المتوسط، جامعة منتوري، قسنطينة، سنة 2008/2007،
7. الطويل حجاج محمد، معلمة المغرب، مادة رحى، ج 13.
8. سيدي محمد العيوض، موقع بناصا الاثري (من الاصول الى الجلاء الروماني)-دراسة مونوغرافية.
لائحة المجلات و المواقع الإلكترونية.
- فلاديمير كارتشيف ، الاف السنين من الطاقة ، مجلة عالم المعرفة .
http://www.esyria.sy/ehama/index.php?p=stories&category=directions&filename=2009103109204915
http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/203476
www.greenpeace.org/arabic/campaigns/climate-change/hydroelectric
- ويكيبيديا الموسوعة الحرة، نبذة تاريخية عن السيفون، تاريخ الزيارة 21 ماي 2016.
- ويكيبيديا الموسوعة الحرة، الطاقة المائية تاريخ الزيارة 20 ماي 2016.
مراجع بالفرنسية:
- Delarogieré (J) et Brossolette H ; La grande Noria et l’aqueduc du vieux mechouar a Fé-Djdid,
- Madani Tarik, L’eau dans le monde musulman médiéval, deuxième partie, chapitre III, A3, Les roue élévatoire thèse non pulqué.
- G. colin, l’origine des noria de fes, hesperis,1933,volume,13,.
- Madani Tarik, L’eau dans le monde musulman médiéval, deuxième partie, chapitre III, A3, Les roue élévatoire thèse non pulqué.
- El Faiz Mohammed, Les maître de l’eau, histoire de l’hydraulique arabe, Actes sud, 2005,
[1] - أحمد شفيق الخطيب ويوسف سليمان خير الله. مكتبة لبنان ناشرون، موسوعة الطاقة المستدامة، الطبعة الأولى ص 6.
[2] www.greenpeace.org/arabic/campaigns/climate-change/hydroelectric
[3] - أحمد شفيق الخطيب ويوسف سليمان خير الله. مكتبة لبنان ناشرون، موسوعة الطاقة المستدامة، الطبعة الأولى. ص 5.
[4] - المهندس بشير صبحي:كتاب الطاقة المائية، ص 142.
[5] - ويكيبيديا الموسوعة الحرة، الطاقة المائية تاريخ الزيارة 20 ماي 2016.
[6] - فلاديمير كارتشيف ، الاف السنين من الطاقة ، مجلة عالم المعرفة ، ص 13.
[8] - فلاديمير كارتسيف مرجع نفسه ص 14.
[9] - مرجع نفسه ص 15.
[10] - مرجع سابق ص, 15.
[11] - مرجع نفسه. ص 16.
[12] - مرجع نفسه ص 16.
[13] - مرجع مفسه ص 18.
[14] - مرجع نفسه ص 21.
[15] - مرجع نفسه ص 22
[16] - مرجع نفسه ص 23.
[17] - فلاديمير كارتسيف، مجلة عالم الفكر مرجع سابق ص 42.
[18] - ويكيبيديا الموسوعة الحرة، نبذة تاريخية عن السيفون، تاريخ الزيارة 21 ماي 2016.
[19] - سلسلة عالم المعرفة،الاف السنين من الطاقة،تاليف فلاديمير كراتسيف،بيوتر خازانوفسكي،ترجمة محمد غياث الزيات،يوليو 1994،العدد187،ص 32.
[20] http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/203476
[21]http://www.esyria.sy/ehama/index.php?p=stories&category=directions&filename=2009103109204915
[22] - سلسلة عالم المعرفة،الاف السنين من الطاقة،م،س،ص 32.
[23] - نفسه،ص 32.
[24] - وحدة قياس قديمة.
[25] - سلسلة عالم المعرفة،الاف السنين من الطاقة،م،س،ص 39.
[26] - نفسه،ص 39.
[27] Madani Tarik, L’eau dans le monde musulman médiéval, deuxième partie, chapitre III, A3, Les roue élévatoire thèse non pulqué.
[28] القصد هنا:
- El Faiz Mohammed, Les maître de l’eau, histoire de l’hydraulique arabe, Actes sud, 2005, p118.
- Madani Tarik, op.cit.
- مولي إدريس عبد الرحمان: "من تاريخ شبكة توزيع المياه بمدينة فاس"، ضمن مجلة دعوة حق، العدد 392.
[29] Madani Tarik, L’eau dans le monde musulman médiéval, deuxième partie, chapitre III, A3, Les roue élévatoire thèse non pulqué.
[30] - الطويل محمد حجاج، المرجع السابق، ص: 4830.
[31] - ابن أبي زرع ، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، مطبعة دار المنصور ، الرباط ، 1972، ص: 407.
[32] - G. colin, l’origine des noria de fes, hesperis,1933,volume,13,p: 156.
[33] - المَصَارَة: حديقة كان موقعها بالضاحية الشمالية لفاس الجديد، ويحدد البعض مركزها بأنه على مقربة من المكان المعروف بالملعب حيث تقام ألعاب الفروسية، أيام الأعياد على ضفة وادي الجواهر.( أنظرالمنوني محمد، ورقات عن الحضارة المغربية في عصر بني مرين، سلسلة بحوث ودراسات رقم 20، منشورات كلية الاداب والعلوم الإنسانية، الرباط ، 1979 ، ص ص : 43-44 )
[34] - ابن الخطيب لسان الدين، الإحاطة من أخبار غرناطة، تحقيق محمد عبد الله علان، القاهرة، الطبعة الثانية، 1973، ص-ص: 139-140.
[35] - أورده طارق المدني نقلاً:
Delarogieré (J) et Brossolette H ; La grande Noria et l’aqueduc du vieux mechouar a Fé-Djdid,
[36] El Faiz (M), Les maitre de l’eau…po,cit, p259.
[37] - نذكر منهم فضلا عن ابن الخطيب: ابن أبي زرع في روض القرطاس، ابن الحاج النميري في فيض العباب، وابن فضل الله العمري في مسالك الأبصار.
[38] - أحمد شفيق الخطيب ويوسف سليمان خير الله. مكتبة لبنان ناشرون، موسوعة الطاقة المستدامة، الطبعة الأولى 2002. ص 17.
[39] - - مراد عرعار جواد الجويتي ،ملاحظات حول الارحية المائية بإفريقية في العصر الوسيط، الموارد الطبيعية ببلاد المغرب في العصرين القديم والوسيط الاستغلال والتصرف، الندوة العلمية 5،جامعة تونس ،كلية العلوم الانسانية والاجتماعية،2004,
[40] - - نفسه
[41] - - مراد العرعار ،جواد الجويتي، ملاحظات حول الأرحية المائية بإفريقية في العصر الوسيط، الموارد الطبيعية بلاد المغرب في العصرين القديم والوسيط الاستغلال والتصرف، الندوة العلمية 5،جامعة تونس ،كلية العلوم الانسانية والاجتماعية،2004,
[42] - قعر المثرد السعيد ، الزراعة في بلاد المغرب القديم (ملامح النشأة والتطور حتى تدمير قرطاجة 146)،مقدمة مذكر لنيلشهادة الماجستير في االتاريخ القديم تخصص تاريخ وحضارات البحر الابيض المتوسط، جامعة منتوري، قسنطينة، سنة 2008/2007،ص 150
- [43] نفسه ،ص، 151
[44] - نفسه، ص،146
[45] - نفسه، ص،132
[46] - قعر المثرد السعيد،م،س،ص 121
[47] - سيدي محمد العيوض،موقع بناصا الاثري (من الاصول الى الجلاء الروماني)-دراسة مونوغرافية-ص192.
[48] - نفسه،ص 195.
[49] - فلاديمير كارتسيف،بيوتر خازانوفسكي،م،س،ص 32
[50] - نفسه،ص32.
[51] - نفسه،ص33
[52] - نفسه،ص34.
[53] - فلاديمير كارتسيف،بيوتر خازانوفسكي،م،س،ص،33.
[54] - نفسه،ص،34.
[55] - يحضر منه نبيذ التفاح العصير المفضل لدى الرومان
[56] - الطويل حجاج محمد،معلمة المغرب،مادة رحى،ج 13،ص 4232.
[57] - سيدي محمد العيوض،موقع بناصا الاثري (من الاصول الى الجلاء الروماني)-دراسة مونوغرافية-ص197.