سنتقصى في هذا المقال بالذات أحد المفهومين المرتبطين ببعضهما ارتباطا عضويا في فكر رايش، كما يرتبطان بالسياق الذي جاء فيه تصور رايش للوعي الطبقي، هذان المفهومان و كما يحيل عنوان المقال، هما الطبع/الشخصية و الثورة الجنسية، فالمفهوم الثاني ينبني على تصور المفهوم الأول، كما أن الممارسات المقترحة لرفع الوعي الطبقي للجماهير، متضمنة ضمنيا في المفهوم الثاني، ولم تتح لنا الفرصة لتقديم قراءة للتحليل الخلاق الذي قدمه رايش بصدد الفاشية و علاقته بالجماهير من خلال مؤلفه "سيكولوجيا الجماهير في الفاشية"، فهو الآخر ينبني على مفهوم الطبع و يؤسس للثورة الجنسية و يؤكد ضرورتها، إن التناغم هو المنطق الذي تنتظم به أفكار رايش، فكل تصور يؤسس لتصور آخر و هكذا.
إن هذين المفهومين يعدان من المفاهيم المفتاحية التي ينبني عليها علم النفس المادي-الجدلي، الذي بالرغم من وضع رايش للأساس النظري الذي ينبني عليه، لم يكلل بالنجاح الذي كان يتصوره رايش، و لكن و حتى لا نغوص في الأسباب و المسببات، سنعود مباشرة إلى صلب الموضوع و نقول بأن هذين المفهومين هما ليس من إبداع رايش، بل قد تم الاشتغال عليهما سابقا لا سواء من جانب علم النفس و التحليل النفسي أو الماركسية، لكن تناول رايش لهما سيكون عن طريق الأداة التي انطلق بها ليؤسس علمه الجديد، ألا و هي آلة النقد، كما أن الجمع بينهما هو مرة أخرى دليل على ترابط النظريتين الماركسية و التحليل نفسية و تكاملهما.
و جلب مفهوم الطبع من ميدان التحليل النفسي ليجاور مفهوم الثورة الجنسية في ميدان علم الإجتماع، كان على اعتبار أن التحليل النفسي علم مساعد لعلم الإجتماع، و كان بناءا على ملء مجموعة من الثغرات التي كانت تشمل مفهوم الثورة الجنسية القديم، ليكون تصحيح هذه الثغرات بمثابة تطوير للنظرية الماركسية، و على هذا كله فإن تحليل الطبع لم يبق حبيسا لجدران التحليل النفسي و ذات الشيء بالنسبة للثورة الجنسية.
و حتى نسير في ضوء هذا النقاش الغني و إن كان من المتعذر علينا الإحاطة بكل ما أثير في نطاقه، سنقترح مجموعة من الإشكالات التي ستمكننا من فهم نطاق و منطق اشتغال رايش. و عليه فما المقصود بمفهوم الطبع؟ و ما المقصود بالثورة الجنسية و لماذا بالضبط الثورة الجنسية؟ و ما الخيط الناظم الذي يربط تحليل رايش للطبع بتصوره للثورة الجنسية؟ و ما النتائج التي خلص إليها و علاقتها بمشروعه النظري و الممارساتي المتمثل في إنشاء علم نفس مـاركسي؟
إن مفهوم الطبع لدى رايش لا يمكن فهمه بأي حال بمعزل عن بنية الشخصية، فهو كما حدد موضوع اشتغال التحليل النفسي و الذي هو الإنسان المجمعن، فذات الشيء ينطبق على تصوره للشخصية فهاته الأخير ليست كيانا منعزلا بل يتحدد ماديا وفق الواقع الإجتماعي، و تقسيم للطبقات التي تتكون منها بنية الشخصية دليل على ذلك: إذ يقسمها إلى ثلاث طبقات، الطبقة السطحية، و الطبقة الانتقالية، و طبقة الأعماق. و كل طبقة تلعب دورا معينا، فالأولى يمكن التعبير عنها بالنفاق الإجتماعي و إن كانت هذه الدلالة في العربية قوية، ولكنها هنا تعني إخفاء الرغبات و الدوافع الحقيقية للفرد عن طريق فرض رقابة ذاتية حول تصرف ما و إذا ما كان ملائما للمثل الأخلاقية السائدة في مجتمع ما، و الثانية و هي تلك الطبقة التي يدخل في إطارها كل ما هو غرائزي و دوافعي قس على ذلك الرغبات المكبوتة التي لا تتوافق و المثل الاجتماعية السائدة: كاللواط و السادية و المازوشية و التعري..، أما الطبقة الثالثة و تتكون من الدوافع الاجتماعية و الطبيعية للإنسان، و هي من أهم الطبقات على اعتبار أنها تلعب دورا حاسما في تشكيل الحياة النفسية القويمة أو السقيمة، ففي حالة تم كبت هذه الدوافع و انتقلت مباشرة للطبقة الانتقالية عبرت عن ذاتها بشكل مشوه بنوع من أنواع الطباع، فالواقع الإجتماعي يخلق تلك الرغبات و من تم يقمعها لذا كانت الأمراض العصابية عبارة عن آليات دفاعية تقوم بها الشخصية[1].
من هنا يمكن أن نلج لمفهوم الطبع لدى رايش فهو يعرفه "بأنه الطريقة النمطية لرد فعل الأنا تجاه الهو و العالم الخارجي"[2]، و هو ما وضحه بول روبنسون بقوله: "أن مفهوم الطبع الفردي استخدمه رايش كما استخدمه المحللون النفسيون بشكل عام للدلالة على نمط من السلوك أكثر من الدلالة على مكون بنائي للشخص"[3].
إذا يمكن التعبير بأن الطبع و كما ذهب إلى ذلك رايش هو نوع من الدفاع الذاتي و المقاومة، و لقد خلص إلى هذه النتيجة عن طريق أبحاثه السريرية، و من خلال المشكل الأساس الذي كان يعيق تطور العلاج التحليلي، بحيث أن المريض يقاوم الإفصاح و التعبير عن رغباته، و لكن هذه المرة و ليس بالمقاومة التقليدية، بل يتخذ شكلا آخر"كان بالأحرى الأسلوب الشخصي العام للمريض ]بنية طبعه["[4]، بمعنى وسيلة دفاعية تتم هذه المرة عن مجابهة التحليل بالأدب المفرط مما يؤدي إلى نفس النتائج التي كانت سيؤول إليها التحليل في حالة رفض المريض، من هنا يذهب رايش إلى أن مقاومة الطبع تعد تمظهرا من تمظهرات العارضة العصابية، و هذا الاكتشاف الرايشي أدى إلى نتيجتين: الأولى في النقلة النوعية التي أحدثها في ميدان علاج الأمراض العقلية، بحيث لم يعد العلاج يركز على التجليات الظاهرة للعيان من أجل الكشف عن المرض العقلي، بل انتقل إلى مستوى تحليل الشخصية و وظائفها، أما النتيجة الثانية فكانت قيام رايش بدراسة لأنواع الطبع فألف كتاب: »تحليل الطباع- « Character Analysis ، هذا الكتاب الذي أدى به إلى تحليل مجموعة من أنواع الطباع من بينها الطبع الهيستيري و السادي و المازوشي..، هذا الأخير كان نقطة خلافه مع فرويد و من الإشارة إليه سنلج إلى تصوره لمفهوم الثورة الجنسية.
لقد حافظ رايش على نظرته المادية في تحليل هذا الطبع، فذهب إلى اعتباره ظاهرة مشتقة من الواقع الإجتماعي، و لقد كان محور تصوره للطبع المازوشي هو محور تصوره لغريزة الموت والتي أشرنا إليها سابقا، بحيث أن المازوشية مرتبطة بهذه الغريزة، غير أن غموض هذه الغريزة و كما ذهب رايش "يجعل منها بسهولة وكرا لتأملات مثالية و ميتافيزيقية حول الحياة النفسية"[5]، فهذه الغريزة مرتبطة بالليبيدو أي بالدافع النفسي و الجسمي للإرضاء الجنسي، فكبت الطاقة الجنسية و عدم تفريغها يحولها إلى طاقة تدميرية، و ذات الشيء ينطبق على الجوع فعدم إرضاء الجوع بالأكل يتحول هو الآخر إلى طاقة تدميرية، و تجدر الإشارة لهاته الواقعة الجدلية التي استشفها رايش، و هي تحول الشيء إلى نقيضه، بحيث تتحـول غريزة "الأيروس" إلى نقيضها غريزة "الثاناتوس"، و ارتباطا بأول الفقرة فإن كبت الطاقة الجنسية أو الدافع هو نتاج للواقع الإجتماعي القمعي على كل المستويات.
وعليه، فلا سبيل إلى تجنب غريزة الموت إلا بإرضاء الدافع الجنسي و لا سبيل إلى تحقيق هذا الأخير إلا عن طريق التغيير الجذري للمجتمع بجميع مؤسساته بما فيها مؤسسة الأسرة. فلا يمكن في ظل النظام القائم وقاية الملايين من الناس فماذا عن علاجهم، من هنا يمكن استنتاج أن التحليل النفسي لا يمكن أن يزدهر و أن يؤدي مهمته الحقيقية إلا في ظل المجتمع الاشتراكي يقول رايش:
"فالوضع الاجتماعي للمحلل يمنعه، و بالأحرى يجعل من المحال عليه، أن يصرح أمام الملأ باللاتوافق بين الأخلاق الجنسية الحالية، الزواج و الأسرة البورجوازية و التربية البورجوازية، و المعالجة التحليلية النفسية المتطرفـة لأمراض العصاب."[6]
و بما أن التحليل النفسي لا يمكن أن يزدهر إلا في الاشتراكية، بحيث ستكون هاته الأخيرة الأرضية المادية الخصبة لإزدهار العقل و الجنس، فما المهمة الملقاة على التحليل النفسي ذي المنهج الجدلي؟ يقول رايش بأن:"التحليل النفسي، مطبقا دون تمييع، يودي بالإيديولوجيات البورجوازية."[7]، لذا من الممكن أن نستشف بأن مهمة التحليل النفسي المادي الجدلي، ستكون هي ذات مهمة الإقتصاد السياسي الماركسي و علم الإجتماع الماركسي و علم التاريخ الماركسي، هي الكشف عن العلاقات القائمة في الواقع على نحو عام و النظام البرجوازي على نحو خاص، من أجل هدف واحد هو التغيير الجذري، من هنا يغدو علم نفس المادي الجدلي ثوريا، و هو الشيء الذي من الممكن الاستدلال عليه انطلاقا من هذا المبدأ، الحقيقة الموضوعية بالضرورة ثورية، العلم يكشف عن الحقيقة الموضوعية، إذا فالعلم ثوري بالضرورة، علم النفس الماركسي يكشف عن الحقائق الموضوعية القائمة في الحياة النفسية، إذا هو علم إذا هو ثوري بالضرورة.
من هنا ارتأى رايش بأن الكشف عن العلاقات الجنسية البرجوازية يجب استغلاله و الاستفادة منه من أجل تغيير واقع القمع الجنسي و الكبت، و بهذا يمكن استحضار مفهوم الثورة الجنسية، إن هذا المفهوم ليس بالغريب عن النظرية الماركسية و الدليل أنه كان مطروحا و بقوة في الثورة العمالية الروسية، و من أبرز المنظرين له القائدة البلشفية الروسية ألكساندرا كولونتاي و لقد عبرت عنه من خلال مجموعة من المقالات التي تتناول قضايا المرأة و المساواة بين الجنسين و الأسرة كما عبرت عنه في مؤلف رئيس معنون بـ » الماركسية الثورة الجنسية- « Marxisme & révolution sexuelle ، و تطرقت فيه إلى نفس القضايا التي ذكرناها، فطرحت مجموعة من التصورات الماركسية المهمة من قبيل:
"من المهم بالنسبة لنا أن نلاحظ أن هيكل الأسرة بهذا الشكل يضطهد، بدرجة أو بأخرى، النساء من جميع الطبقات، ومن كل شرائح المجتمع. و ذلك لأن العادات والتقاليد تقيد وتضطهد الأم الشابة أيًا كانت الطبقة المنتمية إليها؛ كما أن القانون يضع كل من المرأة البرجوازية، والعاملة، والفلاحة، جميعهن تحت وصاية الزوج."[8]
فهي بالتالي و بقولها هذا تفيد بضرورة تغيير شكل الأسرة الحالية و هو الشيء الذي أدى إلى تطبيق مجموعة من القوانين عقب الثورة الروسية من بينها الحق في الإجهاض و إلغاء كلمة الأطفال الغير الشرعيين و لكن بالرغم من ذلك فإن التغيير الذي طال مؤسسة الأسرة لم يغيرها جذريا بل نسبيا تقول كولونتاي :
"هل حققت ثورة أكتوبر 1917 آمال الثوريين في العالم؟ إنه سؤال مفتوح على تناقضات، إذ هناك مسألة غير ممكنة على مستوى النقاش: الثورة الجنسية قد باءت بالفشل ؟؟ بالتالي فالمساواة بين الجنسين على جميع الأصعدة أو على مستويات الوجود كانت مطلوبة و لم يتم تكذيبها من طرف الكتابات الرسمية منذ استيلاء البلشفية على السلطة...، إن الخلاق الكلاسيكية تسود بشكل مطلق"[9].
إذا فالسؤال الذي ينبغي طرحه هنا هو لماذا لم تنجح الثورة الجنسية في روسيا و لماذا لم تقضي على الأخلاق الجنسية البرجوازية؟، هذا السؤال ليس من غير الممكن الإجابة عليه إلا من خلال طرح رايش نفسه، إن من بين الثغرات التي وقعت فيها الثورة الجنسية التي كان من المراد تحقيقها على الأراضي الروسية، هو إهمالها لميدان التحليل النفسي، إذ هو العلم القادر و الذي كشف فعلا عن العلاقات الجنسية القائمة في المجتمع البرجوازي، و هو ما تبيناه من خلال مطارحة الرؤية الرايشية في المحاور السابقة، فالثورة الجنسية لا يجب أن تقتصر على تغيير شكل الأسرة بل حتى التحرير الجنسي و معناه القضاء على مسببات الكبت الجنسي، فتغيير الأسرة من حيث الشكل لا يعني بتاتا التحرر الجنسي، فالتحرر الجنسي و بحسب رايش يجب أن يكون مرفوقا بقوانين و برنامج مثله مثل التربية، هاته القوانين التي من بينها تحرير الأطفال من الاستبداد الجنسي للأبوين، عن طريق إعطاء الحرية التامة للأطفال باللهو جنسيا و حق الإستمناء، و ذات الشيء بالنسبة للمراهقين و البالغين، "فإن الثورة الجنسية لم تتضمن فحسب السماح بالمضاجعة الجنسية للمراهقين بل تشجيعها أيضا".[10] فالأسرة البطريركية الحديثة كان من مظاهر قمعها ، قمع كل المظاهر الحياة الجنسية للأعضاء التناسلية لدى الأطفال و المراهقين، بالتالي فإن عدم إلغاء هذا القمع لا يعني بتاتا ثورة جنسية بما تحمله المعنى من كلمة، كما أن نظام الأسرة الحالي و عن طريق هذا القمع بالذات "كان بمثابة مصنع لإيديولوجيات الهوية و بنى شخصية محافظة"[11]، و هو الشيء الذي يجيب عن التساؤل الأخير الذي طرحته كولونتاي، فرايش ذهب في تحليله للاستقلال الظاهر للإيديولوجيا و قوتها من خلال مؤلفه " سيكولوجيا الجماهير في الفاشية"، إلى أن ذلك يعود إلى تمركز الإيديولوجيا بالبنية الشخصية للفرد بحيث أصبحت مدمجة فيها، "فأصبحت جزءا لا يتجزأ من بنية الشخصية"[12]، هذه البنية التي تشكلت في الطفولة كان سببها المجتمع الأصغر أي الأسرة، من هنا يمكن كشف العلاقة ما بين الطبع الذي يعد جزءا من بنية الشخصية و مفهوم الثورة الجنسية، و على إثر هذا الربط ذهب رايش إلى تفسير الرغبة الشبه مازوشية للجماهير بالتصويت على النازية.
لذا فلقد أبرز رايش و بطريقة خلاقة عن أهمية ميدان التحليل النفسي لما يكشفه من حقائق موضوعية، فثورته الجنسية هي الأخرى تبدأ من خلال مس أشد الحاجات اليومية للجماهير و هو ما رأيناه في المحور السابق مرورا بالتحرير الجنسي للأطفال على اعتبار أنهم مشعل المستقبل، و ذلك من خلال القوانين التي ذكرناها بالإضافة إلى التربية الجنسية، و بالرغم من إشادته للإصلاحات الجنسية التقدمية التي قامت بها الثورة الروسية إلا أنها لم تكن كافية للتحرر من القمع الجنسي، هاته الإصلاحات التي بحسبه تم الزحف عليها في العهد الستاليني و بمجرد انتهاء العهد اللينيني[13]، فالثورة الجنسية لا يمكن أن نعتبرها ناجحة إلا في اللحظة التي تنتهي فيها النكت البذيئة و سائر مظاهر الكبت و القمع الجنسيين.
إذا و عليه نستشف كيفية إبراز رايش من خلال تحاليله العلمية و الخلاقة أهمية ولوج الماركسية لميدان الظواهر النفسية، و التي ستكون ممثلة في العلم النفس المادي الجدلي الذي تم وضع قاعدته النظرية و أسس اشتغاله، المبنية وفق أسس علمية العلم، على اعتبار أن المنهج العلمي هو المنهج الوحيد الذي أثبت جدارته في الكشف عن الحقائق الموضوعية.
*الطالب ياسين إيزي، المدرسة العليا للأساتذة مكناس.
[1] - http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=31857
[2] - بـول أ.روبنسون، اليسار الفرويدي، ترجمة عبده الريس، مراجعة و تقديم إبراهيم فتحي، القاهرة المجلس الأعلى للثقافة 2005، ص75
[3] - نفس المرجع السابق، ص 39
[4] - نفس المرجع السابق، ص38
[5] - فيلهلم رايش، المادية الجدلية و التحليل النفسي، ترجمة بوعلي ياسين، بيروت دار الحداثة، ص23
[6] - نفس المرجع السابق، ص71
[7] - نفس المرجع السابق، ص72
[8] - http://www.ahewar.org/debat/s.asp?aid=369701&t=4
[9] - Alexandra Kollontai, Marxisme & révolution sexuelle, Préface et présentation de Judith Stora-Sandor, (Paris : FM/petite collection Maspero, 1977) pp.26
[10] - بـول أ.روبنسون، اليسار الفرويدي، ترجمة عبده الريس، مراجعة و تقديم إبراهيم فتحي، القاهرة المجلس الأعلى للثقافة 2005، ص60
[11] - نفس المرجع السابق، ص57
[12] - نفس المرجع السابق، ص53
[13] - نفس المرجع السابق، ص59