الثلاثاء, 30 أيار/ماي 2023 22:05

عن مجمع الأطرش للكتاب المختصّ صدر للدّكتور عبد الرزّاق السّومري كتاب "أدب المجالس في التّراث العربيّ" في 533 صفحة

قيم الموضوع
(0 أصوات)

يتوزّع متن هذا الكتاب على ثلاثة أبواب متداخلة ومترابطة وقد أُفرد الباب الأوّل منها لضبط مفهوم المجلس والمعاني المُتّصلة به ورصد مختلف السّياقات التي تردُ فيها لفظة "مجلس" للوقوف عمّا يُميّز مجلس الأدب عن سائر المجالس. ثمّ سعى المؤلّف إلى استقراء نشوء ظاهرة مجالس الأدب وتقصّي بعض الأشكال الأوليّة للتّمأسس الأدبي مثل الأسواق والمدارس والدّيارات ثمّ المساجد والكتاتيب ودكاكين الورّاقين ومنازل العلماء وصولاً إلى القصور والبلاطات وفي الأثناء نظر في مظاهر التّطوّر والتّحوّل في بنية المجلس وخصائصه ووظائفه مع ملاحظة أوجه التّباين أو التّماثل مع بعض مؤسسات المعرفة منذ الإغريق حتّى القرون الوسطى ثمّ استجلاء مُمكنات التأثّر والتّأثير.

   ولعلّ أهمّ رهانات هذه القراءة الوصفيّة الأوليّة، أنّها لا تقفُ عند رصد التّحولات التّاريخيّة الهامّة لأشكال التّمأسس الأدبيّ، بل أيضاً محاولة حصر موقع الأدب من شجرة المعارف داخل المؤسسات والهيئات وإجلاء آليات اشتغال المؤسسة والحقل الأدبيّ عموماً وكيفيّة تحكّمها في دوائر الاعتقاد والأفكار.

   أمّا الباب الثّاني فكان مدارُه النّظر في أدبِ المجالس من حيثُ بُناه وأشكاله وتبيّن الخصائص المُميّزة للأدب المجلسيّ وكيفيّة دوران المعرفة وتنقّلها داخل مكوّنات الفضاء المجلسيّ وفي علاقة بينه وبين بقيّة المؤسسات المُحيطة به. فحاول الدكتور عبد الرّزاق السومري في مرحلة أولى مُساءلة حدّ الأدب المجلسيّ انطلاقًا من المُدوّنة النّاقلة له والنّظر في علاقته ببعض الأشكال اللّصيقة بالظّاهرة المجلسيّة مثل أدب الحجابة وأدب وصف المجالس والزّخارف الكتابيّة المنقوشة وغيرها. ثمّ سعى إلى استثارة مشكلة الحدّ في ضوء العلاقة بين الأدب والحقل أو المؤسسّة انتهاءً إلى استقراء بعض مظاهر التّمأسس في التّراث العربيّ انطلاقا من بعض الأفضية الحاضنة للأدب مثل الأسواق والمساجد والقصور والبلاطات.

 

  وفي الفصل الثّاني طرح إشكاليّة التّصنيف الغرضيّ للمجالس وما يُحيط به من محاذير ومزالق، وأشار إلى بعض الخلط الذي وقعت فيه الدّراسات الحديثة التي تناولت الظّاهرة المجلسيّة. ثمّ تناول بالتّحليل أبرز الأشكال القوليّة التي دارت في الأفضية المجلسيّة مثل المُفاخرة والمُنافرة والرّواية والمُذاكرة والإملاء والسّؤال والمُحاورة والمُناظرة انتهاءً إلى شكلٍ مخصوصٍ بدوران القول الشعريّ وهو الإجازة.

   أمّا الفصل الثّالث، فكان محوره منظومة الرّسوم والسُّنن والآداب التي ينعقدُ حولها المجلس. واعتبر هذا الجانب مُنضويًا في سياق إشكاليّة حدّ الأدب المجلسيّ التّي تُحرّك مسار البحث. فالعبور إلى المجلس والظّفر بمكانة الأديب تقتضي تملّك جملة من السّلوكات والقيم التي تُخوّل لصاحبها الدّخول والجلوس والمُشاركة.

   وفي الباب الثّالث كان مركز الاهتمام وظيفيّة المجلس في علاقته بالأنساق الثّقافية والسّياسيّة والدينيّة المُحيطة به في سبيل الكشف عن الدّور التّعليمي والسّياسي والإيديولوجي الثّاوي في الخطاب كما في الشّروط الماديّة والرّمزيّة للمجلس. فحاول الباحث في مرحلة أولى تحليل مختلف الوظائف التّمثيليّة التي يضطلعُ بها الأدب المجلسيّ ثمّ تناول الدّور الوسائطي للمجلس بوصفه فضاءً ناقلاً للمعارف والأفكار في الزّمان والمكان انتهاءً إلى علاقة المجلس بالأدب والأديب بين الاحتواء والإقصاء أو المُجازاة والعقاب أو التّأسيس والتّهميش، وهو ما اختزله في وظيفة الرّقابة. ثمّ ينتهي إلى الاشتغال على الأدب في السّياق المجلسيّ بوصفه قيمة تبادليّة مُحقّقة للتّموّل والتميّز، فتغدو المؤسسّة الأدبيّة فضاءً للعبور والاستصفاء الاجتماعيّ والتّموقع ضمن فئة الخاصّة وفي نفس الوقت يتحقّق الإسماءُ إلى منزلة الأديب ونيل الحظوة والتميّز.

معلومات إضافية

  • الكاتب: د.عبد الرزّاق السّومري
  • مجال الكتاب: التراث
  • تاريخ الصدور: 2023
  • دار النشر: مجمع الأطرش للكتاب المختصّ
  • عدد الصفحات: 533
قراءة 10061 مرات

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

آخر المقالات