قطرة دمع جاثمة على خد،تنظر إلى مستقبل غامض،يوم ربيعي يبسط بعضا من أيقوناته العالقة بصدى الطبيعة، في عالم آيل إلى الخسران ،وأنا أفكر فيك .
وسط صمت يعبث بكل ما حواليه من كائنات، لا شك أنها كانت ضياء في زمن حكى عنه الكثيرون .
قطرة دمع أخرى سبقت أيامها بقليل،رسمت لوحة بألوان الخريف اعتباطا على تجاعيد ا لفضاء. حين رحلت على وقع أغنية حزينة ،أذهلت العالم، ففضحهم بوحُهم بما يختفي خلف ستار المسرح الكبير .
يوم بامتداد السنوات الضوئية ، يأبى الرحيل تاركا ليلا يحكي تفاصيله، وتفاصيل شمسه التي تومض حين تنجلي سحابة ،وتختفي خلف أخرى ،دون أن تعلن ذلك .
في الشارع الذي تطمس معالمه الظلمة،رأيت اثنين، خلتهما أنا وأنتِ ،في ظلمته .
لاشك أن معطفك الطويل،سيدفئني من جهتي الملتصقة بك....
تابعتُ ظليهما ،وهما يغيبان في أدراج المسافة الطويلة ....
عند منتهى الرؤية ،تضيع الأشعة المنبعثة من أعمدة النور الباهتة الملتصقة بالأرض ،آنذاك، خلت ذلك الشارع، كتلك السنوات الضائعة، التي تختفي بين كلمات آنية صاخبة .
الآن، لم أعد أرى سوى رأسين، بل نقطتين سوداوتين، تطمسان ما يحدث هناك في زمن المستقبل،كما أُعْلِنَ في الزمن الحاضر .
سألَتْني ذات يوم ،كيف تغيب الحقيقة متوارية خلف عينيك،وأنا أمامك ؟
ثم قالت: جرِّدني، لتختطف حقيقة أمري مني، ليلقي بها مزاجك العكر ذات يوم .
النقطتان تكبران شيئا فشيئا،لتتشَكلا مرة ثانية ،في شكل امرأة ورجل...
حاول الرجل إخفاء معالم وجهه،المرأة عارية ،لاشك أنها أفسدت أخلاقه ،وسلبت منه يقينه ،لتتركه عبثا، قبل أن يبلغ مداه .
علامات تخفي حقيقة وراء حمرة خجل، يفضحه عريها ،وهي منتصبة القامة ،مظهرها الذي لطالما كان كل شيء بالنسبة لها وله، لم يسمح لها إلا بانحناءة تعتبرها تحية ،كأنها لا تريد إخفاء جمالها عمن يراها، ولو أنها على ذا الحال ....
بيَدَيْنِ عقيمتين، تم القضاء على تمثال يناشد العالم الإمتثال إلى صمت غريب ...
أنا ،وهي غير تلك التي غابت في الشارع الطويل،كنقطة إلى جانب نقطة ،في رحلة كلفتها عذريتها .
سرنا في الاتجاه المعاكس، لنصير نقطتين تلتقيان عند منتهى الشارع ،لنعود ونحن نقطع مسافته ونعد الخطى ، نُلَوِّحُ بمنديل يذكر للحدث حدثا ،يركن إليه حين النسيان .