أتخونني ...!؟ رأيتها بعيونك ذلك المساء، عدت بها داخل جفونك ولم تنزلها، كانت بيننا ليلتها، كان الحاجز بين جسدي وجسدك واضحا. أفرغت زجاجتي عطر في شهر واحد، واستعددت للخروج أحسن استعداد. تأنقت، أخرجت الفارس المدفون تحت الغبار، التصقت بهاتفك النقال كظله تقرأ رسائلها وتبتسم. لم تعد تسمع ما أقول، لم تعد تتشاجر معي، عقدت معي صلح الأحباء، بقلب طري، كعصفور نقي. من تكون هذه يا ترى التي أعادتك للحياة؟ أتراها التي قابلناها سويا حين ابتسمت لك؟ أوقعت ما اشتريناه من أغراض، ابتسمت وتلعثمت وظللت محلقا وراء ما تلبس من رداء. أهي اذن من أعادتك للحياة؟ أعادت تعميدك في نار الحب: في طفولته، ورعه، وروعته.
أسال نفسي لماذا لم أحزن ككل النساء؟ لماذا لا أريد الانتقام؟ أيكون ما أكنه لك من إحساس صار مع الوقت أكبر حتى من أن أستاء؟ أصرت أفرح لفرحك؟ أم أنني صرت بصبر وعجز الحكماء؟ فما جدوى أن أكون حزينة؟ سأمتص الغيرة كإسفنجة.
هيا طر إليها يا حبيبي، إليك مني تحية وعليك نار الشوق برد وسلام، ستكون بانتظارك الآن، ستلبس من أجلك الشفاف، ستريك الحلم الذي أيقظك وأنت بين ذراعي تعد زوايا السقف، لقد لا حظتك تطارد ظلمة الغرفة من أجلها، أحسست تقلبك فوق السرير الموجع وأحصيت قُبَل الاعتذار. ستجيبك الليلة عن السؤال، أخبرها أنك تحب ممارسة الحب بعد الثالثة ليلا، أخبرها أنك تثور بقبلة على العنق، وأنك تحب الشاي على الفطور.
فيا سيدي البهلوان يا ألعبان، كان علي أن أفهم اللعبة من زمان، التقينا صدفة، على سور الجامعة، شاب ثرثار لا أعرفه، اخترق وحدتي بحديثه عن حبيبته الراحلة، شكوت لي منها، وحدثتني عنها، وبكيت مرتين خلال اللقاء، ثم قطفت زهرة صفراء غرستها في شعري و أخبرت الرفاق أن السماء وهبتك قصة حب جديدة من السماء. الآن فهمت أنك رجل اللحظة، يشقيه الحب ذو الأمد الطويل، تقتله حياة الهدوء الرتيب. يستهويه التنقل من غيمة إلى أخرى، كساحر السرك، يخفي في قبعته من الأرانب والحمام والشرائط الملونة ما يكفي لإبهار المزيد من النساء.