عجب من عالمه الغريب الذي لا يقبل كل أشيائه وأغراضه، حاول جاهدا أن يقنع نفسه، ليعود لعالمه الذي أحبه، ولبث فيه سنين.....
كان مغتاظا متذمرا، استسلم لمّا يئس من محاولاته الفاشلة، ترجل قليلا ،أحس بعطش شديد ، النهرالجاري على مرأى من المكان الذي كان يقف متسمرا فيه، أوى إلى الضفة ، مدَّ يده ، شرب وارتوى ، طأطا رأسه مفكرا في العودة بعدما أحس بالضياع والشرود ، حاول جادا الخروج من مأزقه الذي لم يكن إلا قدرا جرده من كل شيء.....، ورماه في هذا الخلاء الموحش .
سمع طرقات متتالية ، فزع من مكانه ،وخاف على نفسه ، ثم قام تاركا سريره .
"بابا"!!
الصغير جاء ليوقظه وهويقول: هيا يا "بابا" لقد حان الموعد لنقصد ضفة النهر، لنستمتع بخرير بالمياه العذبة .....،ونطرب لشدو البلابل،ونلعب ونمرح كعادتنا كل ربيع.
ابتسم مُضْطَرا ،وفي نفسه شيء من بقايا أحلام غير مكتملة .