قطفته ذات ربيع وردا يانعا ، شمته ثم وضعته بباب مقبرتها الصغيرة تذكارا للزائرين.
في الصيف تناولته عنبا و تينا، راقصته في أعراس القبيلة، ووعدته بقبل فجرية سرعان ما فضحتها صفرة النهار.
في الخريف حملته نايا للياليها القمرية الحزينة، تنفخ فيه همها و تسمع صدى البوار.
في الشتاء رمته في مدفئتها ، وقودا ألفت على ضوئه خاتمة تليق بالحكاية ، بالوهم.
وضعت الحكاية على الرف، و فتحت شرفتها لربيع جديد.
هي لا تغرس، هي المخملية تقطف حبيبا في كل ربيع.
----------------------
كلما تعثر بها في ممشاه ،يرتبك ، يخاف ، يقف على أطراف أصابعه،ويفكر في الهرب.
يتردد القلب قليلا، تنهزم العينان أمام شعاعها ، يغلقهما ويحاول أن يستجمع لها من خياله صورة، فلا يرى سوى شكلا هلاميا متلألئا في السماء تتساقط منه جثث العصافير..ويهرب.......
--------------------
كالهواء هي تماما ،
ليس لأنها ضرورية و حسب، بل لأنها كالهواء لم يعرف لها لونا ولا رائحة ولا طعما ولا شكلا. كانت هي اللون و الرائحة و الطعم و الشكل،كالحياة أرادها كلها و كفى.
و حين استنشقها دفعة واحدة اختنق و مات.