تحت ظلال وارفة، انغمستُ بكل كياني مستمتعا برائعة:
"A l’est d’Eden"...
أصبتُ بإشعاعات إيحائية نافذة، مفاجئة، تفجرتْ بعد سكون...
جذبني من وراء سياج التين والزيتون، وحديقة عدن، ظل امرأة تتهادى ببطء نحو الساقية الجارية....
غادرتُ موقعي...من"عدن" وتبعتُ المرأة...
لفحتْها نظرتي المغناطيسية من بعيد...
شرعتْ تمسح المحيط بعينيها...باحثة عن شيء ما...
لمحتني ....
سقط الإناء الذي كانت تحمله...
"والخمار الذي لم ترد إسقاطه، تناولته واتقتني باليد....."
حييتُها بالإشارة، تابعتْ سيرها نحو الساقية، جلستْ على حافتها تلعب بالماء، وتغسل بياض ذراعيها المكتنزتين، وتتظاهر بأنها غير مهتمة....
اقتربتُ منها...
في العقد الثالث...تنضح صحة و عافية ...
أثارني ظلها العريض...ونظراتها التائهة...
اقتربت أكثر...
تلعْثمتْ ، نفذتُ في عينيها ، غَضتْ طرْفها......
يداها وقدماها في الماء...وعقلها في السماء...
سألتها: ما اسمك سيدتي؟
أجابت حيية دون أن ترفع بصرها: لطيفة.
يا لطيف تلطف بي وبلطيفة...اسم جميل، لقد أًثرْتني...
حركها الإطراء...
أحسستُ بقيضها وعطشها...
أتيتُ لأساعدك على تشذيب الكون وتهذيبه ، وتجاوز ما لا يرضاه الناس ، وربما لا يعنيك الأمر في شيء..
رفعت عيناها إلي في قلق وحيرة ظاهرين قائلة:
أنت مجنون...؟
وجنتاها طافحتان، حمراوان، بدا عليهما أثر النضج والنعمة، ويبدو أنها تحاول الحفاظ على رَونق الأنثى بما تَوَفر لها من أسباب العناية...وتيقنتُ أن هذه المرأة ما زال في نفسها شيء من العشق وحب الحياة...قلمتْ حاجبيها على شكل هلالين دقيقين رائعين، ولونتْ المسافة الفاصلة بينهما وأشفارها بلون مناسب لبشرتها البيضاء...
تشع من عينيها الرغبة والحرمان....
على راحتها خطوط تَشي بتاريخ مليء بالمغامرات........
سألتها وهي راغبة عني:
- هل أنت مَرْبوطَة ؟ عفوا، مرتبطة ؟
ردتْ بعنف : - أنت مَهْبول؟؟
طمأنتها: - أنت جميلة مثيرة ، دَوخْتيني، حركتِ عواطفي وأريد أن أطفئك في الساقية...
ابتسمتْ بهدوء....
غَرها الثناءُ وتململتْ في مكانها....
نظرتْ إلي من جديد ويداها تعبثان بالماء محدثة خريرا جميلا...
أنت ِشيِبَاني، وتغازلني؟ سأخبر ال...
ابتسمتُ وقلت لها:
- اخبري من تشائين...الشجر والحجر...أنا مهبول...مَخْبول...
لقد فتنتني وأنت سيدة عاقلة...
رفعت يديْها مشيرة إلى نسوة قادمات نحو الساقية..وضعت سبابتها على شفتيها آمرة بالصمت..
تتبعتُ حركات أناملها المسنة...ورغبتها...الهاربة...
تحركت وكأنها تريد أن تغادر...
سألتها ضاحكا : ما رأيك في شعوري؟
أجابت دون تفكير: أبيض.........
القصة من مجموعة "فاكهة النون" للكاتب وقد توصلت بها أنفاس كاملة من صاحبها وسننشر تباعا عددا من قصصها ...
شكرا للكاتب على هذه الالتفتاتة