كلانا وحيد: أنتِ ترقدين بعيداً عن الضوضاء، فيما المطرقات تحطم أغصان ذاكرتي، أنت ترقدين تحت التراب وأنا أرقد تحت جبل من الحروب. ليس لديك ما يحلم به أحد، وأنا من حولي العواصف التي تهز أبواب قلبي. أمنياتك تكاملت وأنا لا أحد يدعني لأتمنى. فلم لا نتبادل الأدوار، أيتها الغائبة، بعض الوقت، ونجرب، ان الذي لا يحلم، هو أكثر فأكثر مسرة فريدة. أنتِ تنظرين لي، فيما أنا أعمى. أنتِ تتحركين داخل مملكة السكون، وأنا ساكن في كون يعج بالصخب ودقات الساعات التالفات. أنت لا تكبرين.. وأنا، في كل دقة ريح على الشبابيك، أرتفع نحو الهاوية. أنتِ لا ترتكبين الأخطاء، أبداً، بينما أنا على العكس منك، لا أعرف من يلوث الآخر، الهواء أم أنا. أنت لا حروب وأنا بلا سلام. فلماذا، للحظات، لا نتبادل الأدوار. أنت غاضبة على شيء، وأنا الأشياء كلها غاضبة علي. أنت لا تبحثين عن مأوى، وأنا طردوني من كوخي.
فمن منا أجدر بالرثاء، يا من كنت، قبل قليل، تقاسميني رغيف الريح، وعواء الجدران وخرائب المدن.؟
ـ 2 ـ
أنت لا تبحثين عن الزاد، فيما أنا أمضي وقتي بحثاً عن لا شيء. أنت لديك ما لا يحصى من الرفقاء.. بينما أنا أرقد في عزلتي كالمطرود من البستان أنت لا تموتين وأنا أموت مرات ومرات في ذكراك. أنت لا تحلمين بشيء.. وأنا سرقوا أحلامي.. أنت لا تحدقين في المرآة وأنا لا مرآة لدي.. وأذ تهطل الأمطار لا أجد جمرة لأحلامي بينما أنت سترتك الأرض. أنت لا شكوى لديك من آلام الأسنان فيما أنا أشهد أوراق روحي تتساقط ورقة ورقة. أنت لا تحلمين بحياتي.. بينما لم أعد قلقاً عليك حتى من الهواء. أنت لا تبحثين عن كيمياء الأشياء.. بينما أنا صرت مختبراً. أنت لا يرسلونك إلى الحرب.. بينما أنا منعوا عني السلام، لا تخافين من الليل أو النهار.. أما أنا فمنعوا عني حتى الخوف.. وأنت أيتها الغائبة لديك مكان وأسمك حفره الحفار العجوز الماهر.. وأنا ليس لي أسم. فلم، للحظة، لا نجرب صدق ما نقول. أنت لا تضاف إليك الآثام.. يا من لا آثام لك.. وأنا أشهد، في العتمة والنور، آثامي تتكون كمقبرة تتسع بلا حدود.. أنا لا أستطيع أن أقول لك تعالي، تعالي، قلبي وحيد وقد أشتاق إليك.. بينما أنت تقولين لي: تعال، تعال.. فانهض وأغادر عالمي هذا القائم عند جذر الوردة، إليك. لا أعرف ما لم أعرفه.. بعد أن تخليت عني وحيداً تحت جبل من الأحزان