تهيأوا جيدا..اسبوعان من المطالعة الدؤوب لما يُحتمل من أسئلة..و استنفار لكل الأخيلة الممكنة حول لجنة الامتحان..أجسام مترهلة..نظرات حادة مصوبة خلف زجاج سميك..أسئلة يُخيل للمترشح أنها تنبع من حقد دفين لتصب في قوالب اتهام ! ..ملامح جليدية لا يذيبها دفء الرضى و لاجمر الغضب !
تجمعوا أمام البوابة الخارجية حلقا حلقا..دردشات و تعارف و تظاهر بالصلابة ..إخفاء لتوتر كاسح . فُتحت البوابة.. رحب المسؤول بالمترشحين متمنيا للجميع حظا سعيدا !
اشرأبت الأعناق بفضول لتفحص قاعة الامتحان..بدا على الوجوه استغراب ممزوج بسخرية..طاولات و أوراق بيضاء ..و كهل متعب ..بسحنة ريفية..و بذلة تعبت من توالي الفصول !
و لجوا القاعة بصمت ..أظهروا أدبا جما وهم يلقون تحية الصباح..أجاب الكهل بتثاقل و مضض , ثم شرع في تلاوة النص المراد تحليله , وتفكيكه , ثم صياغته وفق المتغيرات الجديدة.
انكبوا على الأوراق بتلهف ..ساد القاعة صمت مشوب بصرير أقلام واثقة من النصر !
انسحبوا واحدا واحدا ..تجمعوا حلقا حلقا في الخارج..تعليقات ساخرة و تظاهر بالحكمة كتمانا لخيبة مسبقة..ثم انصرفوا ..كل إلى وجهته.. ليتهيأوا جيدا , ويستنفروا كل الأخيلة الممكنة حول.. لجنة الامتحان !!