أنهى المكالمة و أعاد هاتفه الخلوي إلى جيب معطفه الداخلي , حاصرته الأسئلة..لماذا؟ ما السبب؟ كيف الخلاص؟..ساقته رجلاه رغم قلبه إلى حيث تواعدا ..خفق القلب المنهك لمرآها كعادته , ودارت رحى تفكيره بحثا عما يناسب الموقف , لم تكن وحدها المذنبة ..تحينت أول فرصة للخلاص من أسره ..لم تسعفها حلاوة الاشتباك اللذيذ بين قلبين على التولي..رنت ببصرها إليه ..ألحت على الشفتين لتأخذا منحى التبسم ..بادلها البسمة بتهلل أساريره, ثم استدرك مكابرا : هل من مشكلة؟
تلفعت بصمتها لحظة ..أفي القلب متسع لنبض جديد..أم هو الحب المراوغ خلف ستار الأنفة؟ تطلعت إليه بأناة و مكر أنثوي بارع: لنتمش قليلا ....
تلعثم كعادته .. لا مس كتفها بيد مرتعشة: هيا ! و انساب الكلام بينهما كجدول ماء رائق..لا لوم و لا شجب..مكاشفة للاعتذار عن زلة قلبين آثرا يوما خيار القطيعة !
في المقهى امتلأ الصمت معنى..سال دمع متلأليء على خد متورد..وارتقيا معا سلم الاعتراف صعودا إلى مملكة الصفح !
رنت ببصرها إليه..لمحت في عينيه إصرارا على الحب ..غازلها..ضحكت كعادتها..و سرى في المقهى دفء اشتباك لذيذ بين قلبين !