ليلة سعيدة- قصة : فاطمة الزهراء الرغيوي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسكنتَ جالسا هناك، ربما أمام مكتبك تتطلع إلى شاشة الحاسوب ببعض الفتور، تضع شبشبا ليدفئ قدميك، وبين حين وحين تمسد شعرك، تتناول شرابك وتفتح نافذة وأخرى، حين رقنت الكلمتين دون خطأ إملائي ودون نقطة نهاية..
وكنتُ حينها أسترق السمع إلى ضوضاء قلبي الغير المعتادة. وكان هو يسترق السمع إليك فلا يصله إلا الصمت. لا أذكر أي ليلة كانت تلك الليلة، فأنا أتجاهل منذ ابتعدتَ كل الأجندات.. لست معنية جدا بعدّ الأيام التي تبعدني عنك.
حاولت أن أعتبر انفصالنا حدثا عابرا. ابتسمت قدر ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وحين جافاني النوم وضعت اللوم على حالة الطقس أو فنجان القهوة الذي شربته عصرا.
لم أتصل بك مرة أخرى، فقد أضربت أصابعي عن تركيب الرقم إذ تجاهلتَ مجهودها وأناقتها وهي تنتقل بخفة على لوحة الهاتف لتركبه.
إذاً رقنتَ الكلمتين بيقين مطلق وببرود تام.
ربما تناولت كأسا بعدها ثم استسلمت لحلم سعيد. ربما تناولت هاتفك وركبت رقم امرأة أخرى..
أنا أيضا استسلمت للنوم ليلتها. رتبت فراشي كالمعتاد، تناولت أوراقي البيضاء ثم تجاهلتها. أطفأت النور ثم وضعت رأسي على راحة كفي الأيسر ونمت.
في اليوم الموالي تناولت فنجان قهوتي المعتاد وقد كان مرا كالعلقم، تناولت قطعة حلوى لكنها كانت مرة أيضا. استسلمت أخيرا وتجاهلت البحث عن متعة في الأكل واكتفيت بالتهام الطعام لكي أبقى..
أنت جالس أمام حاسوبك، تضع علامة "المشغول" على نافذة الميسانجر.. تعبث بلوحة المفاتيح، تحاول إكمال نص ما. .
أنا، أبقى هنا.. أبقى فقط. آكل لأبقى. أتنفس وأشرب وأتغطى جيدا اتقاء نزلة برد، فقط لأبقى.. لأن الحياة بدون حب هي مجرد بقاء.
ستقول ربما، إنك غير معني بهذا الحديث. ستتجاهل الرسالة الواردة في بريدك الإلكتروني. وقد تتحمل كتابة الكلمتين الغبيتين، وكأن السعادة يقين مطلق:
ليلة سعيدة
سأفكر أنا، بليال أخر..

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة