دفعت الباب بقوة ، ووقفت عند المدخل ، تتفحص الجالس وراء المكتب ، بعينين تقدحان شرراً. خُيّل إليه، أنها جاءت للقبض عليه، غير مصدق أنها ستقابله يوماً بهذا الأسلوب.فقد اعتادها، تحمرّ خجلاً عندما تكلمه، أو يكلمها، ونادراً ما كانت ترفع عينيها به .
احتبست أنفاسه ، وسيطر بصعوبة على عاصفة غضب ، تفجرت بداخله دفعة واحدة .
رفعت يدها عن مقبض الباب ، دخلت ولم تلق عليه السلام، وجلست على الكنبة الأقرب إلى الباب، ينتفض جسدها غضباً .
أدرك أنها في ورطة ، ولا شك ورطة كبيرة، دفعتها عنوة إلى زيارة مكتبه للمرة الأولى، ومقابلته بهذا الأسلوب الفج.
تبادلا نظرات حائرة ، استفاق قليلاً من هول المفاجأة وسألها :
- هل تشربين شاياً ؟ .
- من قال لك أنني جئت لشرب الشاي ..
- قهوة ، بارد ، عصير ، زهورات ...
- وهل تظن أن المصيبة التي أنا فيها ، تسمح لي بشرب شيء مما ذكرت ؟.
أشعلت سيجارة ، وراحت تنفث دخانها بطريقة لا تترك مجالاً للشك ، بأنها طارئة في عالم التدخين ، ولم تلبث أن أشعلت سيجارة ثانية من الأولى قبل أن تطفئها . لم تُتح له فرصة السؤال عن أحوالها ، وعما حلّ بها . حدّقت في وجهه ، وعاجلته بسؤال جلب كل شياطين الشك والحيرة إلى رأسه ...
- ألستَ من كان له الدور الأكبر في جمع رأسينا على مخدة واحدة ؟.
رد مذهولاً يكاد يفقد السيطرة على لسانه ..
- بلى ، ...
واصلت حديثها ، ولمعان الغضب يتراقص في عينيها...
- إما أنك خدعتني ، أو انك كنت مخدوعاً بصاحبك ولم تزل...
لم تترك له فرصة للاستفسار ، أو على الأقل الصحو من هول ما يسمع .حدقت فيه بنظرة ثابتة قائلة:
- صاحبك مصاب بمرض قد يؤدي إلى كارثة ، ولا خيار أمامي إلا مغادرة المركب قبل أن يغرق.
صمتت فجأة ، وكأنها تريد تهيئته لسماع ما يقف الذهول أمامه حائراً ، ثم أكملت ....
- هل خطر ببالك ذات يوم ،أن ينسى رجل اسم زوجته؟!.ولكن هذا حصل معي . قبل أسبوع ذهب إلى دائرة الأحوال المدنية ، لإخراج دفتر العائلة خاصتنا ، وعندما سأله الموظف المختص عن اسمي ، غاب عن ذهنه غيبة أهل الكهف .
انتشر الخبر بين الموظفين ، ومنهم إلى المحافظات والألوية والأقضية ، وأصبح نكتة تتناقلها الألسن .
واصلت بصوت يفيض غيظاً، من الواضح انه يتأبى على الكتمان ...
- تقبلتُ الأمر في البداية، وظننته موقفاً عابراً من الممكن أن يتعرض له أي إنسان، لكن ظني خاب أسرع مما توقعت. فقبل ثلاثة أيام جاء من عمله المسائي متأخراً، وبدل أن يدخل شقتنا، دخل شقة الجيران. تخيّل لو أن صاحب الشقة كان موجوداً، أو لو أن الجارة امرأة ثرثارة، تهوى الصيد في المياه العكرة ، كيف ستكون العاقبة ؟ .
تجاهلت نظرات الامتعاض والندم في عينيه ، وواصلت حديثها بصوت مرتجف ،وكأنها تبتلع غصة في حلقها :
- أما الطامة الكبرى ، فقد حصلت اليوم ، أخذ إجازة ، وذهبنا مثل أي زوجين في هذه الدنيا الواسعة للتسوق . كنت أسير خلفه ، وبيده كيسان من الأغراض ، وفجأة أوقف سيارة تكسي ، صعد فيها ، وتركني نهباً للحيرة والسخرية...
أشعلت سيجارة ، وعادت تطفئها بأصابع متوترة ، ضاغطة إياها بقوة في قعر المنفضة . اعتدلت في جلستها بحركة عصبية ،وتأملته بعينين ملتهبتين، مترقبة ما سيقول .
لم يفه بكلمة، استغرق في التفكير، ورسم في ذهنه صورة لصديق طفولته. أخفى ابتسامة بدت ناشزة في موقف كهذا .
قال في نفسه : ما الذي أجبرني على مخالفة قناعاتي بعدم التدخل في قضايا الزواج تحديداً ، وها هو القدر يعاقبني دائماً ، عندما اعزف لحناً ليس لي.
نظر إليها مليا وبادرها بالسؤال :
- أين هو الآن . ..
ردت بسرعة متحفزة :
- كيف لي أن اعرف أين هو. ربما انتابته نوبة فقدان ذاكرة ، ودخل بيتاً غير بيتنا ، وحدثت مصيبة ، وربما يكون هائماً في الشوارع ، وقد يكون في حالة صحو ، وينتظر عودتي إلى البيت ، ولا استبعد وجوده في المقهى ، فقد اعتاد ارتياده في الأيام الأخيرة .
لم يجد بداً من الخروج معها في رحلة بحث، غير واثق من أن النجاح سيكون حليفها . اتفقا على التوجه إلى المقهى كونه الأقرب . سارا بصمت، وسط صخب المدينة، وضجيج أسواقها. وجد نفسه فاقداً القدرة على التدبير والحسم، ربما للمرة الأولى في حياته ، ولكن لا بأس من قول شئ للتخفيف عن امرأة ، تعيش صدمة أول أيام الزواج ، جاءت إليه لتفرغ شحنات غضبها . بادر إلى قطع الصمت والتفت إليها قائلاً :
- سمعت صديقاً لي، من المختصين في مشاكل الذاكرة يقول إن إعادة ترتيب الأشياء ، بعد تكرارها بسرعة ، ولأكثر من مرة ، من أهم منشطات المخ الأيمن في الإنسان، وتشغيل طاقته لاسترجاع المعلومات المخزنة فيه ...
تأففت المرأة ، وصرخت به قائلة :
- إنني أقصدك ، لتنقذني من مصيبة ، وأنت تزيد همي غماً ، وتبيعني هراءً ،سيؤدي حتماً إلى خراب بيتي ، ولا استبعد أن تقترح بعد قليل شيئاً من هذا الذي تسمونه في أحاديثكم ، ورشة عمل ، أو خلوة ، أو حلقة نقاشية ...
أمسك عن الكلام ، وتجلّد بالصبر . تصنّع الهدوء في لهجته ، وراح يجهد نفسه لإفهامها ، وتبسيط ما يقصده ، وفي نيته البحث عن مخرج من مصيبة ألقت بظلالها الكئيبة على نهاره ...
- مساء اليوم أو مساء الغد على ابعد تقدير ، أقوم وزوجتي بزيارتكما ، نترك الأمور تسير في مجراها الطبيعي ، وخلال الزيارة نخترع مسابقة لتمضية الوقت ، كأن نقترح ، أن يتناول كلّ منا قلماً وورقة ، ويكتب : بغل ، غراب ، ثور ، بومة ، ثعلب، ذئب ، غوريلا ، قرد ... ويفوز بالمسابقة ، الأسرع في تكرار أسماء هذه الكائنات ، وإعادة ترتيبها على أساس أيّ منها يسير على أربع ، وأيها يطير بجناحين ، وأيها يمكنه الانتصاب على قدمين، لمدة أطول من غيره .
تجاهل نظراتها المتشككة ، وواصل قائلاً : إذا لمسنا نأمة نفور من هذه الكلمات ، نستبدلها بأخرى مثل : خيار ، فقوس ، بطيخ ، شمام ، بصل ، قرنبيط... ويبقى شرط المسابقة نفسه ، سرعة التكرار وإعادة التصنيف، ولكن على أساس ، أيها فواكه وأيها خضروات . ربما يساعدنا ذلك في الإمساك بطرف خيط ، لمتابعة حالة زوجك ، وقد نهتدي إلى القرار الصائب ....
لاذت بصمت ، لم يدرِ هل هو دليل موافقة واستحسان، أم رفض يخفي شعوراً باليأس والخذلان.
اقتربا من المقهى وسط المدينة ، وقبل أن يدخلاه جالا ببصريهما في المحيط . كانت المفاجأة أكبر من قدراتهما على الاستيعاب . وجدا نفسيهما في غابة من البطيخ ، تعج بحركة دائبة. صرفا النظر عن دخول المقهى ،ووقفا مسطولين يرقبان غابة البطيخ . أياد تؤشر، وترتفع في الهواء ، أصوات تضرب ، وتجمع ، وتقسم، وتطرح ، هناك من يكلم نفسه ، أصداء تصفيق تتردد هنا وهناك.
غامت عينا المرأة .أخذتها الهواجس في كل الاتجاهات . لم تستبعد أن رأس زوجها تحول إلى بطيخة ، بعد أن نسيها في السوق . بدأ هذا الإحساس يكبر ، حتى صار إلى اليقين أقرب. أخذت تسأل نفسها بصمت ، أي نوع من البطيخ رأس زوجها ؟ تمنت لو انه أمامها الآن ، لتمسد رأسه البطيخة ، ما لونها يا ترى ؟ وما مذاقها ؟كم بذرة سوداء بداخلها ، وكم بذرة بيضاء ؟.
التفتت إليه ، وقالت بصوت هادئ لأول مرة منذ التقيا هذا اليوم : ألا تتذكر شيئاً مما قاله أصدقاؤك عن البطيخ؟.
تلبث دقائق عدة قبل أن يستفيق من سرحانه ، ورد من دون أن يلتفت إليها قائلا : لست خبيراً في أسرار البطيخ ودقائقه ، لكنني سمعت أكثر من مرة، أن البطيخ يرطب الجلد ، وينعش الجسم ...
صمت للحظات ، وكأنه يستحضر شيئاً من الذاكرة ، وأكمل بفتور : هناك من يذهب إلى أن البطيخ يوسع الأوعية الدموية ، وينشط الشهوات ، لكن أحداً لم يقل لي بعد، أن للبطيخ ذاكرة .
لم يعد لدى أي منهما حافز لمزيد من الكلام . وقبل أن يفترقا تحسس كل منهما رأسه ، وذابا في غابة البطيخ .
- ألستَ من كان له الدور الأكبر في جمع رأسينا على مخدة واحدة ؟.
رد مذهولاً يكاد يفقد السيطرة على لسانه ..
- بلى ، ...
واصلت حديثها ، ولمعان الغضب يتراقص في عينيها...
- إما أنك خدعتني ، أو انك كنت مخدوعاً بصاحبك ولم تزل...
لم تترك له فرصة للاستفسار ، أو على الأقل الصحو من هول ما يسمع .حدقت فيه بنظرة ثابتة قائلة:
- صاحبك مصاب بمرض قد يؤدي إلى كارثة ، ولا خيار أمامي إلا مغادرة المركب قبل أن يغرق.
صمتت فجأة ، وكأنها تريد تهيئته لسماع ما يقف الذهول أمامه حائراً ، ثم أكملت ....
- هل خطر ببالك ذات يوم ،أن ينسى رجل اسم زوجته؟!.ولكن هذا حصل معي . قبل أسبوع ذهب إلى دائرة الأحوال المدنية ، لإخراج دفتر العائلة خاصتنا ، وعندما سأله الموظف المختص عن اسمي ، غاب عن ذهنه غيبة أهل الكهف .
انتشر الخبر بين الموظفين ، ومنهم إلى المحافظات والألوية والأقضية ، وأصبح نكتة تتناقلها الألسن .
واصلت بصوت يفيض غيظاً، من الواضح انه يتأبى على الكتمان ...
- تقبلتُ الأمر في البداية، وظننته موقفاً عابراً من الممكن أن يتعرض له أي إنسان، لكن ظني خاب أسرع مما توقعت. فقبل ثلاثة أيام جاء من عمله المسائي متأخراً، وبدل أن يدخل شقتنا، دخل شقة الجيران. تخيّل لو أن صاحب الشقة كان موجوداً، أو لو أن الجارة امرأة ثرثارة، تهوى الصيد في المياه العكرة ، كيف ستكون العاقبة ؟ .
تجاهلت نظرات الامتعاض والندم في عينيه ، وواصلت حديثها بصوت مرتجف ،وكأنها تبتلع غصة في حلقها :
- أما الطامة الكبرى ، فقد حصلت اليوم ، أخذ إجازة ، وذهبنا مثل أي زوجين في هذه الدنيا الواسعة للتسوق . كنت أسير خلفه ، وبيده كيسان من الأغراض ، وفجأة أوقف سيارة تكسي ، صعد فيها ، وتركني نهباً للحيرة والسخرية...
أشعلت سيجارة ، وعادت تطفئها بأصابع متوترة ، ضاغطة إياها بقوة في قعر المنفضة . اعتدلت في جلستها بحركة عصبية ،وتأملته بعينين ملتهبتين، مترقبة ما سيقول .
لم يفه بكلمة، استغرق في التفكير، ورسم في ذهنه صورة لصديق طفولته. أخفى ابتسامة بدت ناشزة في موقف كهذا .
قال في نفسه : ما الذي أجبرني على مخالفة قناعاتي بعدم التدخل في قضايا الزواج تحديداً ، وها هو القدر يعاقبني دائماً ، عندما اعزف لحناً ليس لي.
نظر إليها مليا وبادرها بالسؤال :
- أين هو الآن . ..
ردت بسرعة متحفزة :
- كيف لي أن اعرف أين هو. ربما انتابته نوبة فقدان ذاكرة ، ودخل بيتاً غير بيتنا ، وحدثت مصيبة ، وربما يكون هائماً في الشوارع ، وقد يكون في حالة صحو ، وينتظر عودتي إلى البيت ، ولا استبعد وجوده في المقهى ، فقد اعتاد ارتياده في الأيام الأخيرة .
لم يجد بداً من الخروج معها في رحلة بحث، غير واثق من أن النجاح سيكون حليفها . اتفقا على التوجه إلى المقهى كونه الأقرب . سارا بصمت، وسط صخب المدينة، وضجيج أسواقها. وجد نفسه فاقداً القدرة على التدبير والحسم، ربما للمرة الأولى في حياته ، ولكن لا بأس من قول شئ للتخفيف عن امرأة ، تعيش صدمة أول أيام الزواج ، جاءت إليه لتفرغ شحنات غضبها . بادر إلى قطع الصمت والتفت إليها قائلاً :
- سمعت صديقاً لي، من المختصين في مشاكل الذاكرة يقول إن إعادة ترتيب الأشياء ، بعد تكرارها بسرعة ، ولأكثر من مرة ، من أهم منشطات المخ الأيمن في الإنسان، وتشغيل طاقته لاسترجاع المعلومات المخزنة فيه ...
تأففت المرأة ، وصرخت به قائلة :
- إنني أقصدك ، لتنقذني من مصيبة ، وأنت تزيد همي غماً ، وتبيعني هراءً ،سيؤدي حتماً إلى خراب بيتي ، ولا استبعد أن تقترح بعد قليل شيئاً من هذا الذي تسمونه في أحاديثكم ، ورشة عمل ، أو خلوة ، أو حلقة نقاشية ...
أمسك عن الكلام ، وتجلّد بالصبر . تصنّع الهدوء في لهجته ، وراح يجهد نفسه لإفهامها ، وتبسيط ما يقصده ، وفي نيته البحث عن مخرج من مصيبة ألقت بظلالها الكئيبة على نهاره ...
- مساء اليوم أو مساء الغد على ابعد تقدير ، أقوم وزوجتي بزيارتكما ، نترك الأمور تسير في مجراها الطبيعي ، وخلال الزيارة نخترع مسابقة لتمضية الوقت ، كأن نقترح ، أن يتناول كلّ منا قلماً وورقة ، ويكتب : بغل ، غراب ، ثور ، بومة ، ثعلب، ذئب ، غوريلا ، قرد ... ويفوز بالمسابقة ، الأسرع في تكرار أسماء هذه الكائنات ، وإعادة ترتيبها على أساس أيّ منها يسير على أربع ، وأيها يطير بجناحين ، وأيها يمكنه الانتصاب على قدمين، لمدة أطول من غيره .
تجاهل نظراتها المتشككة ، وواصل قائلاً : إذا لمسنا نأمة نفور من هذه الكلمات ، نستبدلها بأخرى مثل : خيار ، فقوس ، بطيخ ، شمام ، بصل ، قرنبيط... ويبقى شرط المسابقة نفسه ، سرعة التكرار وإعادة التصنيف، ولكن على أساس ، أيها فواكه وأيها خضروات . ربما يساعدنا ذلك في الإمساك بطرف خيط ، لمتابعة حالة زوجك ، وقد نهتدي إلى القرار الصائب ....
لاذت بصمت ، لم يدرِ هل هو دليل موافقة واستحسان، أم رفض يخفي شعوراً باليأس والخذلان.
اقتربا من المقهى وسط المدينة ، وقبل أن يدخلاه جالا ببصريهما في المحيط . كانت المفاجأة أكبر من قدراتهما على الاستيعاب . وجدا نفسيهما في غابة من البطيخ ، تعج بحركة دائبة. صرفا النظر عن دخول المقهى ،ووقفا مسطولين يرقبان غابة البطيخ . أياد تؤشر، وترتفع في الهواء ، أصوات تضرب ، وتجمع ، وتقسم، وتطرح ، هناك من يكلم نفسه ، أصداء تصفيق تتردد هنا وهناك.
غامت عينا المرأة .أخذتها الهواجس في كل الاتجاهات . لم تستبعد أن رأس زوجها تحول إلى بطيخة ، بعد أن نسيها في السوق . بدأ هذا الإحساس يكبر ، حتى صار إلى اليقين أقرب. أخذت تسأل نفسها بصمت ، أي نوع من البطيخ رأس زوجها ؟ تمنت لو انه أمامها الآن ، لتمسد رأسه البطيخة ، ما لونها يا ترى ؟ وما مذاقها ؟كم بذرة سوداء بداخلها ، وكم بذرة بيضاء ؟.
التفتت إليه ، وقالت بصوت هادئ لأول مرة منذ التقيا هذا اليوم : ألا تتذكر شيئاً مما قاله أصدقاؤك عن البطيخ؟.
تلبث دقائق عدة قبل أن يستفيق من سرحانه ، ورد من دون أن يلتفت إليها قائلا : لست خبيراً في أسرار البطيخ ودقائقه ، لكنني سمعت أكثر من مرة، أن البطيخ يرطب الجلد ، وينعش الجسم ...
صمت للحظات ، وكأنه يستحضر شيئاً من الذاكرة ، وأكمل بفتور : هناك من يذهب إلى أن البطيخ يوسع الأوعية الدموية ، وينشط الشهوات ، لكن أحداً لم يقل لي بعد، أن للبطيخ ذاكرة .
لم يعد لدى أي منهما حافز لمزيد من الكلام . وقبل أن يفترقا تحسس كل منهما رأسه ، وذابا في غابة البطيخ .