في مواجهة ساسة دور النشر في البلاد، تفتقت موهبة الوزيرة عن حيلة لا يبدع فيها إلا فنان، جاؤوها يشتكون كساد تجارتهم في زمن النت اللعين، فبادرتهم بالحل الذي نافست فيه إبليس الرجيم، نسيت أنها في حضرة عين الكاميرا المدفوعة الأجر لنقل مراسيم الاستقبال، فشمرت عن معصم للكوع لمع فيه دملج من ذهب أبيض ترصعه حبات ماس خضراء وحمراء: في عز تخوف العالم من كارثة أزمة اقتصادية كبرى قد لا تبقي ولا تذر، سنعلن عن مسابقة لنيل جائزة الوزارة في الإبداع السردي لهذه السنة،على أساس أن يترشح لها الكتاب من مختلف الأعمار، حرصا على الشفافية ودفعا لمقولة صراع الأجيال، لا شك أنكم لاحظتم طفرة الجراد من الكتاب خلال هذه الأيام، فقد صرنا بلد المليون كاتب بلا منازع، ثم استدركت : مع توفر شرط وحيد، يتمثل في تقديم عملين منشورين ورقيا في دار طبع وطنية، على أن يكونا حديثي العهد، بحيث لا يتجاوز تاريخ نشرهما سنة، وسترون أيها السادة كيف سيتقاطر عليكم هؤلاء الكتاب كالذباب في مأدبة اللئام، حين يعلمون قيمة جوائزها المالية، وما يمكن أن يرافق ذلك من توصيات لدى أكثر من جهة بتبني الأعمال الفائزة، سواء في المقررات الدراسية، أو في منتوجات الدعاية السياحية.
قابل الحاضرون أكفهم للتصفيق الحار، فحسبوا أنهم يستمعون لتصفيقاتهم، حين ترددت في القاعة أصداء شريط مسجل خلف الستار، ضاعفوا من حدة افتعال الفرح في وجه الوزيرة، فقامت يسحب الخادم من خلفها مقعدا متحركا، تبعها الجميع بالقيام تتمايل رؤوسهم بالطأطأة ، لكنها قبل توديعهم ، سربت إليهم من يخبرهم بان قيمة الجائزة سوف تخصص من الأرباح التي سيجنونها في أقرب الآجال، بعد إغراق السوق بمطبوعات تعرف ويعرفون أنها قد لا تصلح حتى في فض الاشتباك بين كؤوس الحفلات المكتراة في الأعراس ، ولم تنس أن تزف لهم بشرى التوصية لدى زميلها في المالية، بإعفائهم من كل ضريبة ذات صلة، تحت عنوان تنشيط الحركة الثقافية بالبلاد.
تبادل الجميع نظرات الإعجاب بموهبة الوزيرة في حل أزمة ركودهم، لكن قبل المبادرة بالتصفيق هذه المرة، تقدمهم الشريط بخطوة، فوجدوا أنفسهم مضطربين في الالتحاق بالجوقة النشاز، بينما كانت الوزيرة قد غابت عن الأنظار.
تبادل الجميع نظرات الإعجاب بموهبة الوزيرة في حل أزمة ركودهم، لكن قبل المبادرة بالتصفيق هذه المرة، تقدمهم الشريط بخطوة، فوجدوا أنفسهم مضطربين في الالتحاق بالجوقة النشاز، بينما كانت الوزيرة قد غابت عن الأنظار.