أيحسبه استهزاءا ؟، متى كان له مثل هدا الحق؟ ، أغبياء ، متأكد من أن ارتسامات وجهه هي التي خانتهم ، يعتقدون بل و يجزمون أن بإمكانه فعل ذلك ، كيف لا وهو يبدو سعيدا ، ضحوكا ، لا ... إنها صيغة داهية، يتفنن في ارتداء حالة اليسر ، يحلم بما يريد ويتفوق في الإيهام .لكنه الآن يشعر بايهاماته تقف ضده.... أليس موضع شفقة وهو يستقبل صفعات تدعوه إلى الاستجمام في منطقة ما ؟.يعانق الحلم هنيهة لكنه يستفيق على وقع خطوات الواقع .
- ننتظر منك يا ولدي ما تسد به رمقنا.
- نعم نعم فهمت.
- وننتظر منك ان تخبئ بعض الدريهمات لتشتري كتبا و ملابس لدخولك المدرسي المقبل .
- نعم نعم فهمت.
وننتظر منك يا ولدي أن.......
- نعم فهمت ، نعم فهمت.
هل سيعود الى بيع السجائر مرة أخرى ، هده المرة سينحو منحى آخر ، ...يقف في طابور مخضرم ، ينتظر من ينادي عليه ، أدرع بشرية تمتد هنا و هناك ، تلفحه رائحة ضنك الحياة صادرة من كل زفير،يتجمع الكل حول صاحب الورش ، يحاول الباطرون أن يتصيد الأذرع القوية.
- هل لي بفرصة للعمل وسط هدا الزخم من الأذرع؟
يتيه صوته الصغير وسط الأصوات المتعالية ، تتقاذفه الأرجل ، يتيه في عالم من الأحلام البسيطة ،ليست إلا أحلاما بسيطة الآن .أنى له أن يحلم بكبرياء ؟، يحلم بعودته إلى عقر داره .
- يبدو أن لا مفر من احتضان كارطونة السجائر.
يجول بعينيه محاولا غزو إحدى الأركان .....تصلح هده الزاوية ربما ، لا ....اعتقد أن هذه أحسن .....بل هذه ربما . بكبرياء محتشم يجلس صوب كارطونته ..... علبتين من السجائر أو ثلاث ، في انتظار الذي يأتي ، ربما ستدخل جيبي الآن بعض الدريهمات ، يحلم ، يرسم أحلامه على ورق بالأرقام ....سيشتري هذه وتلك وتلك .... سيعطي لوالدته هدا القدر ، سيخبئ هدا القدر ، يحلم بالأرقام ، قلمه الحزين لا يهاجره ، هو مؤنسه طبعا ، يرسم أحرفا باكية تذكر بحاله ،يخلق شعرا من واقع، يكتب نثرا منثورا على ردهات زمان لا يرحم، يوثق للقائه بعبد الرحمان.ذلك المعوق الحكيم ، كل تعليق منه عن الحياة يحمل دلالة، يكتب بدوره سطورا من بطاقة تعريف عن حياته ، يقرب المكان من عمق أحاسيسه ، كيف يعيش! و أين ينام ! وكيف يغسل ملابسه ! وأين يقضي حاجته ! .يحلو لصاحبنا أن يسمع له ما طاب من الحكم الحكيمة ، يضحكان من لاشيء ، يحلمان بلا شيء ،
- غريب أمرنا يا صاح ، أنت تبيع السجائر ، وأنا أمسح الأحذية ، ألا ترى أننا من طينة البشر الذين بصق عليهم الزمان ؟
- أرى ذلك يا صاحبي
- أنت تترجى دريهمات لتقطر منها ربحا خجولا لكي تعيش وأسرتك وأنا أركع للناس كي يصفعوني بدريهمات ناطقة بخذلان الزمان.
يهمهم صاحبنا ، كيف له أن يعلق وهو أصلا يؤمن بأن كلامه صائب؟.
يجمع كارطونته بعد يوم حافل بالهروب ،بالإقبال و الإدبار ، بالمشاداة الكلامية ، وأحيانا بتشابك الأيادي، يجمع كارطونته ولسان حاله يضع تقييما لحالته ، ويسافر به عبر أحلام مشاكسة نحو عالم يضع فيه برنامجا للعيش كبشر تتوفر له مقومات الحياة الباسمة .
- هل لي بفرصة للعمل وسط هدا الزخم من الأذرع؟
يتيه صوته الصغير وسط الأصوات المتعالية ، تتقاذفه الأرجل ، يتيه في عالم من الأحلام البسيطة ،ليست إلا أحلاما بسيطة الآن .أنى له أن يحلم بكبرياء ؟، يحلم بعودته إلى عقر داره .
- يبدو أن لا مفر من احتضان كارطونة السجائر.
يجول بعينيه محاولا غزو إحدى الأركان .....تصلح هده الزاوية ربما ، لا ....اعتقد أن هذه أحسن .....بل هذه ربما . بكبرياء محتشم يجلس صوب كارطونته ..... علبتين من السجائر أو ثلاث ، في انتظار الذي يأتي ، ربما ستدخل جيبي الآن بعض الدريهمات ، يحلم ، يرسم أحلامه على ورق بالأرقام ....سيشتري هذه وتلك وتلك .... سيعطي لوالدته هدا القدر ، سيخبئ هدا القدر ، يحلم بالأرقام ، قلمه الحزين لا يهاجره ، هو مؤنسه طبعا ، يرسم أحرفا باكية تذكر بحاله ،يخلق شعرا من واقع، يكتب نثرا منثورا على ردهات زمان لا يرحم، يوثق للقائه بعبد الرحمان.ذلك المعوق الحكيم ، كل تعليق منه عن الحياة يحمل دلالة، يكتب بدوره سطورا من بطاقة تعريف عن حياته ، يقرب المكان من عمق أحاسيسه ، كيف يعيش! و أين ينام ! وكيف يغسل ملابسه ! وأين يقضي حاجته ! .يحلو لصاحبنا أن يسمع له ما طاب من الحكم الحكيمة ، يضحكان من لاشيء ، يحلمان بلا شيء ،
- غريب أمرنا يا صاح ، أنت تبيع السجائر ، وأنا أمسح الأحذية ، ألا ترى أننا من طينة البشر الذين بصق عليهم الزمان ؟
- أرى ذلك يا صاحبي
- أنت تترجى دريهمات لتقطر منها ربحا خجولا لكي تعيش وأسرتك وأنا أركع للناس كي يصفعوني بدريهمات ناطقة بخذلان الزمان.
يهمهم صاحبنا ، كيف له أن يعلق وهو أصلا يؤمن بأن كلامه صائب؟.
يجمع كارطونته بعد يوم حافل بالهروب ،بالإقبال و الإدبار ، بالمشاداة الكلامية ، وأحيانا بتشابك الأيادي، يجمع كارطونته ولسان حاله يضع تقييما لحالته ، ويسافر به عبر أحلام مشاكسة نحو عالم يضع فيه برنامجا للعيش كبشر تتوفر له مقومات الحياة الباسمة .