قال الحطاب لصغيره وهما يخوضان في حشائش الغابة الكثيفة التي تتوسد جبال الأطلس :
- سنجمع تلك الأعواد هناك يا بني
وأشار إلى قمة الجبل
قال الصغير وهو يستند إلى صخرة وقد نال منه التعب:
- لماذا لا نقطع هذه الشجيرات هنا بدل الصعود لجمع ذاك الحطب اليابس هناك في الأعلى؟
- هذه شجيرات ينبغي أن تكبر أما هناك فثمة أشجار ميتة يا بني
وبدا أن التعب كان أكثر إقناعا للصغير من منطق الأب فرجاه ثانية وتوسل إليه ولما يئس تماما قال:
- وماذا كان الله سيخسر لو جعل هذه الشجيرات الصغيرة هناك في القمة وتلك الميتة هنا؟
أشفق الحطاب على ابنه وقال :
- حسنا استرح هنا وسأصعد أنا وحدي لأجلب ذاك الحطب هناك.
صعد الحطاب الجبل بمشقة كبيرة فيما كان الصغير يراقب أباه بدا له رجلا عنيدا، لاحظ الصغير أن أباه كلما صعد الجبل إلا وتضاءل حجمه كان يصغر ويصغر وتضيع تفاصيله ثم صار نقطة سوداء تضاءلت في صعودها حتى اختفت .
مضت ساعات ولم ينزل الأب، انقبضت نفس الصبي، ووجد نفسه يرتقي الجبل وهو ينتحب ، أدرك المشقة التي يتكبدها والده في صعوده، وكلما نظر إلى أسفل زاغت عيناه وتملكه رعب داهم ثم قال في سره:
- ماذا كان الله سيخسر لو جعل لنا ما نحتطبه هناك في سفح الجبل؟
في القمة وجد الصغير كومة كبيرة من الحطب، وغير بعيد كان أبوه يدخن غليونه وهو يغني، وقبل أن يفوه الصغير بكلمة ابتدره الحطاب:
هذه أغنية للنقطة التي صارت تكبر وتكبر....واستمر في غنائه ثم توقف فجأة وقال:
- كنا سنخسر الله يابني.
بقلم عمر علوي ناسنا/ من مجموعته القصصية رأيت فيما يرى السارد
- ماذا كان الله سيخسر لو جعل لنا ما نحتطبه هناك في سفح الجبل؟
في القمة وجد الصغير كومة كبيرة من الحطب، وغير بعيد كان أبوه يدخن غليونه وهو يغني، وقبل أن يفوه الصغير بكلمة ابتدره الحطاب:
هذه أغنية للنقطة التي صارت تكبر وتكبر....واستمر في غنائه ثم توقف فجأة وقال:
- كنا سنخسر الله يابني.
بقلم عمر علوي ناسنا/ من مجموعته القصصية رأيت فيما يرى السارد