الحكاية الأولى
أوصيك خيرا بالأزهار
في حقل من الياسمين ، كانت نحلة تحلق مزهوة بعودة الفصل الجميل ، وهي تداعب البتلاث سقطت فجأة وأحست بدوار كبير .استعادت وعيها وهي داخل قنينة زجاجية ، ومن الخارج حاصرتها طفلة صغيرة بعينين صغيرتين ، توسلت إليها باكية :
- أريد العودة إلى حقلي .
فأجابتها الصبية حانقة :
- هذا طلب مرفوض ...مرفوض...
من فرحتها عدت بجنون ، سقطت القنينة وتكسرت ، وتحت هتافات الورود حلقت النحلة المسكينة مرعوبة خائفة نحو الأعلى .
بعنف بطشت الفتاة بالزهور ورمت بها عاليا ، فأصابت النحلة وسقت مرة ثانية لكن على خدها المتورد فلثمته بلسعة .
صرخت الفتاة بقوة وعلى الأرض تمددت .استجمعت الزهور قوتها ولفت الصغيرة بحنو ، هدأت من روعها ، وخففت من آلامها .
التفتت الى النحلة وهي محتضرة قالت لها في أسى وحسرة :
- كنت أود فقط أن العب معك ....
أجابتها النحل وسكرات الموت تجتاحها :
- لعب الكبار محفوف دوما بالمخاطر ، أوصيك خيرا بالأزهار.
الحكاية الثانية
حارس الظل
فكر الأعيان مليا في كيفية فك طوق الحزن الذي لف ملكهم فجأة ، فأهدوه فيلا صغيرا ليؤنسه في وحدته القاتلة .ولإعجابه بالكبير بالحيوان الصغير أطلق عليه لقب الأمير ، ومن عليه من بين نعمه الكثيرة بعبد زنجي أمين.
كان الحارس تحت ظل الفيل يستريح ، يداعبه ، يلهو معه ، وعند كل قيلولة كان يحكي له حكاية جميلة .وعندما يجن الليل كان في حضن الملك يدفن رأسه ، بينما العبد كالجلمود منتصبا قربه.
ذات فجر داهم الفيل اللطيف كابوس لعين ، فعاث فسادا في كل مكان ، خرب/ أفسد /أفزع / وقتل فقط خلق كثير.
من حنقهم دخل الأعيان على عجل قصر الملك ، فهب من مرقده مفزوعا فطمأنوه أن الأمير بخير ، كما أن المسألة لا تعدو أن تكون مجرد إهمال عبده اللعين والحقير ، فقد لوث عقل الفيل بحكايات مسمومة ...
غضب الملك ، سخط ،وأزبد ،وأرغد ،وفي النهاية أمر بإعدام ظل الأمير في صباح اليوم الموالي أمام أعيان البلاد ورعاياه الأوفياء .
وهو مغمض العينين ، موثوق اليدين فوق منصة الإعدام ، صاح العبد المسكين:
- أنا بريء، أنا بريء ، ......
ردت الجماهير بحنق اقطعوا رأس الذليل ، اقطعوا رأس الخائن ...
ابتسم الحارس في سخرية ومرارة وهو يقول :
- أنا
مجرد حامل لوزر فيل
أنا
لم أكن سوى حارس ظل الأمير
أنا
ضحية لسوء تقدير ...
أنا
فقط...........
قصص قصيرة :
الى عبد الله المتقي ،عبد الواحد كفيح وحسن برطال
الفكر الذبابي
بعد سفر طويل عادت ذبابة إلى وطنها في جزيرة صغيرة ونائية.فكرت في تحويل مجرى حياة أخواتها ، فأنشأت ورشات لغزل الحرير ومعاصر للنبيذ .وبعد انتهاء كل الأوراش ، أنعمت عليهم بقطع لحم نتنة من جيفة خنزير
سمين، ثم أرسلت في طلب يد عاملة رخيصة جدا من الخارج لتشغيل المشروع الجديد.
خارج السرب
فكرت في التخلص من روتينية السرب ، ورطنات الزعيم ، وحلقت في اتجاه معاكس تماما للريح . وهي تستنشق الهواء الجديد ، كانت الدخلة *تمزق بداخلها صور الزعيم .أرغمتها الأمطار على النزول في مكان آمن ، حاولت النوم لكن شبح صورته البشعة لاحقها ونغص عليها حلاوة اللحظة .
مكرهة ، أغمضت عينيها وسجت في تغريد فريد ، فتحتهما فجأة فوجدت بقربها سرب جديد ، ينتظر منها فقط مجرد إشارة للتحليق أينما تريد.
حجارة ضد رصاصة
( إلى أطفال الشعبين الفلسطيني والعراقي ...)
وهي تخترق صدورهم العارية ، تمزقها أشلاء ، وبوحشية...كانت الطلقات القاتلة تكتب بالدم والزغاريد فصلا مجيدا ، تحفر في الذاكرة صورا لعرس انتفاضة شريفة ورائعة .
وراء كاميرا يدوية صغيرة كان فتاة توثق صورا كسرت بشاعتها أقفال الأفواه المكممة بالصمت، والقلوب المتحجرة بالخبث ، وحجبت الغشاوة عن أعين ظلت تحلم في عالم بليد/ خانع/ حالم ...بالحرية والشمس .أصابتها طلقة مجهولة أوقفت تدفق الصور في لحظة لكنها لم تستطع إيقاف زحف الانتفاضة.....
ركاطة حميد خنيفرة/المغرب
التفتت الى النحلة وهي محتضرة قالت لها في أسى وحسرة :
- كنت أود فقط أن العب معك ....
أجابتها النحل وسكرات الموت تجتاحها :
- لعب الكبار محفوف دوما بالمخاطر ، أوصيك خيرا بالأزهار.
الحكاية الثانية
حارس الظل
فكر الأعيان مليا في كيفية فك طوق الحزن الذي لف ملكهم فجأة ، فأهدوه فيلا صغيرا ليؤنسه في وحدته القاتلة .ولإعجابه بالكبير بالحيوان الصغير أطلق عليه لقب الأمير ، ومن عليه من بين نعمه الكثيرة بعبد زنجي أمين.
كان الحارس تحت ظل الفيل يستريح ، يداعبه ، يلهو معه ، وعند كل قيلولة كان يحكي له حكاية جميلة .وعندما يجن الليل كان في حضن الملك يدفن رأسه ، بينما العبد كالجلمود منتصبا قربه.
ذات فجر داهم الفيل اللطيف كابوس لعين ، فعاث فسادا في كل مكان ، خرب/ أفسد /أفزع / وقتل فقط خلق كثير.
من حنقهم دخل الأعيان على عجل قصر الملك ، فهب من مرقده مفزوعا فطمأنوه أن الأمير بخير ، كما أن المسألة لا تعدو أن تكون مجرد إهمال عبده اللعين والحقير ، فقد لوث عقل الفيل بحكايات مسمومة ...
غضب الملك ، سخط ،وأزبد ،وأرغد ،وفي النهاية أمر بإعدام ظل الأمير في صباح اليوم الموالي أمام أعيان البلاد ورعاياه الأوفياء .
وهو مغمض العينين ، موثوق اليدين فوق منصة الإعدام ، صاح العبد المسكين:
- أنا بريء، أنا بريء ، ......
ردت الجماهير بحنق اقطعوا رأس الذليل ، اقطعوا رأس الخائن ...
ابتسم الحارس في سخرية ومرارة وهو يقول :
- أنا
مجرد حامل لوزر فيل
أنا
لم أكن سوى حارس ظل الأمير
أنا
ضحية لسوء تقدير ...
أنا
فقط...........
قصص قصيرة :
الى عبد الله المتقي ،عبد الواحد كفيح وحسن برطال
الفكر الذبابي
بعد سفر طويل عادت ذبابة إلى وطنها في جزيرة صغيرة ونائية.فكرت في تحويل مجرى حياة أخواتها ، فأنشأت ورشات لغزل الحرير ومعاصر للنبيذ .وبعد انتهاء كل الأوراش ، أنعمت عليهم بقطع لحم نتنة من جيفة خنزير
سمين، ثم أرسلت في طلب يد عاملة رخيصة جدا من الخارج لتشغيل المشروع الجديد.
خارج السرب
فكرت في التخلص من روتينية السرب ، ورطنات الزعيم ، وحلقت في اتجاه معاكس تماما للريح . وهي تستنشق الهواء الجديد ، كانت الدخلة *تمزق بداخلها صور الزعيم .أرغمتها الأمطار على النزول في مكان آمن ، حاولت النوم لكن شبح صورته البشعة لاحقها ونغص عليها حلاوة اللحظة .
مكرهة ، أغمضت عينيها وسجت في تغريد فريد ، فتحتهما فجأة فوجدت بقربها سرب جديد ، ينتظر منها فقط مجرد إشارة للتحليق أينما تريد.
حجارة ضد رصاصة
( إلى أطفال الشعبين الفلسطيني والعراقي ...)
وهي تخترق صدورهم العارية ، تمزقها أشلاء ، وبوحشية...كانت الطلقات القاتلة تكتب بالدم والزغاريد فصلا مجيدا ، تحفر في الذاكرة صورا لعرس انتفاضة شريفة ورائعة .
وراء كاميرا يدوية صغيرة كان فتاة توثق صورا كسرت بشاعتها أقفال الأفواه المكممة بالصمت، والقلوب المتحجرة بالخبث ، وحجبت الغشاوة عن أعين ظلت تحلم في عالم بليد/ خانع/ حالم ...بالحرية والشمس .أصابتها طلقة مجهولة أوقفت تدفق الصور في لحظة لكنها لم تستطع إيقاف زحف الانتفاضة.....
ركاطة حميد خنيفرة/المغرب