أسكن في جسدي الخاوي
ويسكنني الانتظار
أجمع أنفاسي ، فأصنع منها
قطارا بخاريا ، ولعبة شطرنج
ومقهى على الشارع الرئيسي
وهيكلا من عظامْ
يتراءى لي شبحي ، مركبا بعيدا
عائما في الغمامْ
يركب حزني جنونه ، لا يفاوضني
لا يمنحني حتى حكما ذاتيا
يلتف بلحاف من أوهامْ
أيها القدر المستبد بـي
غادر أنفاسي الخشبية
التي تكسرها كل يوم ، لتشعل فيها نارا
تقدمها قربانا ، لآلهة الأحلام
رغم أنفي أدرج إلى داخلي
كل ليلة ، لأشرب نفسي
لأقتل في داخلي أناي
الذي لا جسمي يتسع لحجمه
ولا القصائد ، ولا الأقلامْ
تهرب نفسي من نفسي
لتتوارى في ظل الكلمات
وتعزف على قيثارة العزلة
في ذلك الهناكء
غابر أنا في زمن المكان
وسحر الأوهامْ
هناك حيث النخلة باسقة
تتنفس كل هواء الحقل
بعروقها الظمآى للشمس
وترفض أن تنحني ، لقدر الأيام
وشيئا فشيئا ، تلاشيت في عبث الذاكره
مشيت نحو نفسي ، فوجدتني
أسكن في جسدي الخاوي
ويسكنني الانتظارْ