هم الشعراء
نطفة من القلب نزحوا
بيضَ الصفائح زرقَ القرائح
نَسمة من الود والصفاء
ملائكة
من أقواس الدهشة
تدفقوا أسرا با
لنَشْر الفضيلة
كالرسُل
بالوصايا العشر مُرقَّمون
ملوك
على عرش العلا تربعوا
ليجدلو المتنافر بالأبهى
كأسوار الصين
بحدائقهم المعلقة يغنجون
أسهم ضياء
يخترقون سكون الحلكة
وعلى إيقاعهم الروحي
يشاكسون الأشياء
كواكب أسرجَت الفضاء
ليستقطروا من الأمداء
عذبَ الكلام
إن نطقوا
زحزحوا عن الأعين الغشاوة
وإن صمتوا
هدموا سرايا الأوهام
ومن الضياء شيدوا أبراجا
ليس الشعراء من يتبعهم الغاوون
بل
يتبعهم الجياع المهمشون
ولا هم منجمون
أو ناثروا الغواية على الهواء
بل ترسيمة إحساس دافق
شهقة لؤلؤ منغمة
ترنيمة طير رشيقة
لا سلاح لهم
غيرُ دِرع المشاعر
وسيوفُ الكلمة الهائجة
في النوايا الماكرة يشعلونها رصاصا
الشعراء
هم أولا وأخيرا
من يقتفوا أثر الأبالسة
حتى آخر وجع
