كان مسعود مولعا بالبحث في الاستعارات البعيدة المراوغة ،أو باالأحرى تحويل الحياة إلى استعارة لا ينضب لها معين. وهو يطوق قطعة اللحم المشوية بالشوكة والسكين ؛ألقى على وجهي إبنه وزوجته نظرة سريعة قبل الاستغراق في تأملاته ؛فوقع بصره على اللوحة المعلقة فوق الجدار المقابل له فوق مزهرية الخشب مباشرة.تنهد في دهشة قائلا:
ما أبسط اللوحة،ما أعمق الفكرة!
كانت اللوحة لأكثر التشكيليين إغراقا في السريالية بالنّسبة لمسعود؛ تصور رجلا ينظر إلى الأفق البعيد ،وخنصر اليد اليمنى ينزف دما.
قال مسعود:
إن اللوحة تعبير عن فكرة أن لنشدان الحرية ثمنا باهظا. هو خسارتها بداهة.
قالت الزوجة:
بل هي تعبير عن فكرة أن طلب غاية دون التزام الحذر قد ينتهي بإذاية النفس،لا أقل ،ولا أكثر.
قال الطفل وكان يشارك لأول مرة والديه الحديث على خوان الأكل:
اِنتبه يا أبي إن أصبعك ينزف.