خططت زوجتي "كلارا" لرحلة تخييم بمناسبة عيد ميلاد الثلاثين، لقد كانت تعرف أني أحب التخييم، لكنها لم تتحمس للفكرة، مع أنها أحبتها إلا أنها لم تتشوق للتطبيق الفعلي لها. تحب زوجتي "كلارا" أن تدلل في المنزل بمختلف وسائل الراحة المتاحة، ولا شك أن قضاء أسبوع في خيمة، بعيدا عن كل هذه الوسائل هو آخر شيء تريده؛ لا تلفاز ولا هاتف خلوي ولا حاسوب، فقط الطبيعة النقية. لقد أحببتها لأنها فعلت كل ذلك من أجلي.
كان صباحا خريفيا مشمسا في الغرب الأوسط،، نسمة برد خفيفة في الهواء ، إنه فعلا طقس مناسب لارتداء سترة أو قميصا خفيفين.
لقد كنت أترنح بسبب بقايا آثار الليلة التي قضيتها في الشرب مع أصدقائي من الندامى، لهذا تركتني كلارا أنام بالداخل. كانت الأمور ضبابية بالنسبة لي ، لا بد أني ثملت جدا وأن الليلة التي قضيتها كانت ليلة ليلاء .
ترجلت من السرير، أخذت كوبا قهوة ودلفت إلى الحمام، أحسست بالراحة والماء ينسكب علي بانسياب، وأملت ان تكون هذه الرحلة سببا في تقوية الألفة والمودة بيني وبين زوجتي، لقد عملنا لساعات طوال وسافرت كثيرا، إننا شخصان مشغولان كثيرا، لقد بدا لي أنها توقفت ويئست من المحاولة. إننا نحب بعضنا البعض ولكن فيما يتعلق بأمورنا على السرير فذاك أمر آخر.
سمعت باب الحمام يفتح، لقد كانت زوجتي، عارية تماما، لاحظت أنها صبغت شعرها بالأحمر، ووشمت نفسها بوشمين جديدين، ووضعت حلقة في سرتها، لم يكن هناك حديث بيننا فقط عاطفة وشبق جنسيين. كنت في ذهول تام، هذه الشخصية الجديدة لا تمت لها بصلة. لم نعد نحظ بالمعاشرة العفوية التي كانت قبلا أصبحنا نكتفي فقط بنظرات شبقية.
لقد كانت وكيلة عقارات ناجحة وكانت محترفة فيما تقوم به. لم أعد أرى هذا الجانب منها منذ بدأنا نتواعد أيام الكلية. بعد هذا الموعد المرتجل والعفوي في الحمام، بدأنا نستعد لليوم الموعود.حزمت أمتعتنا وأشياءنا الخاصة ووضعتها في السيارة استعدادا للانطلاق.
بعد انتظار مطول لزوجتي وهي تعد نفسها للرحلة : ضغطت على بوق السيارة لأعلمها أنني مستعد للرحيل، ثواني بعد ذلك دلفت "كلارا" إلى السيارة مرتدية سروال جينز قصير، وقميصا ضيقا بلون الفانيلا يعرض مفاتنهاـ وارتدت حذاء أحمرا لامعا من نوع الكعب العالي ؛ لقد بدت كعارضة أزياء. عجبا لم أر زوجتي في ظرف عشر سنين التي مرت ،في لباس آخر غير الفستان وها هي الآن في حلة أنيقة مغايرة لما ألفته.
قلت " هذه المداعبة ولون الشعر والوشوم و الثقوب والملابس والزي الجديد .. هل كل ذلك من أجلي ..من أجل عيد ميلادي" ابتسمت ابتسامة عريضة وطفقت تقبلني بحماس وأجابت وهي تعدل احمر شفاهها « إنها لكلينا معا" سحبت خريطة للطريق وبدأنا رحلتنا.
لقد بدا لون أوراق الأشجار يتغير، مما جعل القيادة ممتعة وجميلة. قال زوجتي "دعنا نشرع النوافذ ونستمع لبعض الموسيقى" وبمجرد أن سحبت شعرها الذي يشبه ذيل الحصان ولامست مقعدها استغرقت في النوم.لم أهتم، كنت أستمتع بالقيادة. بينما كنت أقلب في إذاعات الراديو نظرت لأتفقدها من جديد. كل ما استطعت أن أفكر فيه هو الحمام الذي أخذته هذا الصباح. استلقت هناك بينما كانت الشمس تنسدل على بشرتها البيضاء الشاحبة وجسدها الممشوق. لقد كنت دائما منجذبا إلى زوجتي لكن هذه المرة كان هناك شيء مميز في رؤيتها على هذه الشاكلة الغير معهودة، لقد قلت لنفسي بنوع من العجرفة وأنا أراقبها وأشاهد الطريق" ستكون هذه العطلة عطلة رائعة".
بينما كنا على مشارف محطة البنزين انقطع صوت الموسيقى المنبعث من الراديو قاطعته نشرة إخبارية" وردنا هذا للتو .. جريمة قتل أخرى، تم التبليغ عنها في مقاطعة أوتاوا على الساعة 22:55 هذا هو البلاغ الثلاثون الذي نبلغه هذا الصباح، سلطات الشرطة المحلية ترفض الإدلاء بأي تعليق، لكنها أشارت إلى أنها تقوم بالتحريات اللازمة ويطلبون من سكان مقاطعة أوتاوا أن يبقوا داخل منازلهم، وأن يقفلوا أبوابهم وان يتصل بهم إذا لا حظوا شيئا غريبا يجري "
قلت لكلارا وأنا أدلف إلى محطة الوقود للتزود ببعض الجليد للتبريد" عزيزتي هل سمعت ذلك" تمتمت وهي تحول رأسها إلى الجانب الآخر وعادت إلى النوم ولجت إلى المحل لأجلب الجليد، نظر إلى الموظف بغرابة وأنا أسحب بطاقة الائتمان، قلت لنفسي وأنا أهز رأسي عائدا إلى السيارة " ما مشكلته ؟" رفعت صندوق السيارة لأضيف الجليد للمبرد ولم أصدق ما رأته عيناي ؛ لم يكن هناك أي معدات للتخييم، ولا مبرد . كانت كلارا وحدها هناك مدرجة و مغطاة بالدماء،كانت ميتة. لم تكن ترتدي الملابس التي كانت عليها سابقا لقد كانت ترتدي فستانا، كان شعرها بنيا كما العادة لم يكن أحمرا كما خيل لي هذا الصباح، يداها وقدماها مقيدة خلف ظهرها وفمها مغلق بشريط لاصق، كنت في صدمة .لم أعرف ماذا أفعل . أنزلت غطاء السيارة لأتحقق من مقدمة السيارة . كلارا لم تكن هناك، قلت لنفسي وأنا أتفحص الجثة من جديد " يا رباه أنا أجن". هرولت صوب محطة البنزين لأحضر المساعدة. لكن الرجل الذي كان هناك مات أيضا لقد قطع عنقه ونزف على أرجاء المنضدة، صرخت وأنا أخِرّ على ركبتي في حالة من الصدمة واليأس"رباه ماذا يجري؟ "
" أنت محاصر، ضع الفأس من يديك واخرج رافعا يديك للأعلى !" كان هذا صوت شرطي صادر من مكبر صوت. قلت لنفسي "أي فأس؟" نظرت إلي ولاحظت أني كنت مغطى بالدماء وكنت أمسك بإحكام فأسا بيدي اليمنى. عندما نظرت إلى أعلى، رأيت انعكاس صورتي في منضدة المحل . كنت أرتدي شعرا مستعارا أحمر، و سروال جينز وقميصا مشدودا وضيقا بلون الفانيلا وعلى جسدي وشوم ، وأنتعل كعب عال أحمر لماع ....... وضحكت بصوت عال وأنا أحدق في انعكاس صورتي على واجهة المحل استرسلت في ضحك هستيري وأنا أتحسس أحمر الشفاه على شفتي.
وجهت إلي الشرطة تهما داخل محطة البنزين واعتقلتني، لقد تم اتهامي بقتل اثني وثلاثين شخصا بمن فيهم زوجتي وعامل محطة البنزين
أنا الآن أكتب هذه الكلمات بينما أنا أستعد لملاقاتي مصيري في الكرسي الكهربائي. منذ لحظات زارني القس في زنزانتي وسألني ما إذا كان لدي كلمات أخيرة أود قولها. قلت له وأنا أقضم قضمة من آخر وجبة لي ضاحكا بصخب " لقد كان عيد ميلادي "