فتح الهواء البارد نافذة الغرفة المقابلة لنافذته، لمحها وهي تلملم خُصلات شعرها الناعم القصير وترفعها بيدها لأعلى، شعر بأن الهواء كان يقصدها فهي ترفض الظهور دائماً، يقولون في الحي إن موت والدها منذ سنوات افقدها الثقة بمن حولها، ويقول البعض الآخر أنها متزوجة سراً بهذا الشخص الذي اعتاد التردد عليها بين الحين والآخر.
لا أحد يعرف عنها شيئاً مؤكداً ولكنه عرف اليوم أن جمالها ليس له حدود ترتدي قميصاً أزرق ناعما يُخفي كل مفتانها، وفي نفس الوقت يُظهر جمالاً لا يعرفه إلا متذوق مثله، تنهد وهو يدخن سيجارته أنزلق الدخُان في صدره دَفعة واحدة غلبه السعال، سمعته واكتشف تلصصه أغلقت النافذة بغضب، أدار ظهره للهواء وهو يفكر في نظرة عينيها وعمقها.
ذهب إليها في مساء هذا اليوم وحمل معه باقة ورد أبيض فتحت له الباب فأشرقت الشمس في وجهه ، من قريب جمالها أكثر هدوءاً، سألته بعنف: ماذا تريد؟
رد بثقة جئت اعتذر عما بدر مني ارجوكِ سامحينى، مد يده بباقة الورد، لمح سعادة عابرة علی وجهها، أغلقت الباب بعد أن أخذت الورد وأخذته.