أنظر ، لست مستعجلا ، لدي الوقت الكافي لمعالجة سوء التفاهم الذي طرأ بيننا في الآونة الأخيرة..هل تظن حقا أنني أخونك ! ؟ لا يا صديقي هذه مجرد وساوس تجتاحك بين الفينة والأخرى وتصور لك الأمور على غير حقيقتها.. تظن ، بدون أدنى دليل أو حتى تفكير ، أنني معجب بصديقتك تلك الشقراء المتعجرفة ، بل تظنني على علاقة سرية بها.. و العجيب في الأمر أنني لطالما أخبرتك أنني لا أحب هذا النوع من النساء.. متكبرة و..و تظن نفسها الأجمل بين كل النساء، و لا تكاد تستقر على رأي.. عنيدة و .. و تعشق المبالغة .. تبالغ في كل شيء.. في الحديث في الصمت في أحمر الشفاه.. تبالغ حتى في الابتسام.. وكأن الدنيا من حولها تستحق الابتسام ، جد جد مضطربة هي.. أتعرف ، هذا النوع من النساء يخنقني و يجعلني أتقيأ.. هي حقا مضطربة ومقززة، و تدخلك بمجرد رؤيتها في حالة من الاستفزاز لا نهاية لها.. أنا متأكد مما أقول.. متأكد ومصر على أحكامي..
هل تذكر عندما قلت لك ابتعد عنها ف.. لا لا يا صديقي لا تنظر إلي هكذا ، أن أقول لك ابتعد عنها هذا لا يعني أنني أريدها لنفسي ، هناك فرق كبير بين.. بين النصب و النصيحة ، نصيحتي لك بالابتعاد عنها لا تعني أنني أحبها ، لا تجعلني أضحك.. هناك تناقض بين الأمرين ،لاحظ هذا جيدا ، هناك تناقض واضح بيني وبينها.. هي فتاة فارغة ، هل تفهم ما معنى فارغة ؟ فارغة ومع ذلك متكبرة ، لاحظ التناقض مرة أخرى ، هي بالضبط مجموعة تناقضات تمشي على الأرض ، خذ عندك تناقض ثالث .. وجهها رغم جماله لا يوحي بشيء ذا أهمية ، وجه جميل لكنه بارد لا لا ، سأبحث لك عن كلمة أدق من كلمة بارد...مممم ، آه غامض.. لا لا ليست هي الكلمة المناسبة ، كلمة غامض توحي بالتشويق ، أما هي فبالتأكيد ليست مشوقة.. سأكتفي بأن أقول أنها لا تغريني..
أزيدك من هذه المتناقضات التي تحفل بها صديقتك ؟ أم يكفي..؟ و أنا ! أنا مختلف جدا عنها ،أنت تعرفني أكثر مما أعرف نفسي ، .. صداقتنا دامت عمرا .. أنسيت ما كان بيننا بهذه السهولة ! ؟ إسمع صديقي أنا لا أسبها ، بل أريد فقط أن أتبث لك أنك فعلا تظلمني باتهامي بالخيانة ، مجرد وهم سيطر عليك فجأة.. مجرد وهم أقسم لك.. أنت واهم لدرجة أنك تهدد علاقتنا ، ماذا سيقولون ؟ افترقنا بعد هذا العمر بسبب امرأة ؟ هل ترضى بأن يقال هذا ! ؟ امرأة استطاعت أن تفرقهما ! امرأة فارغة ومتناقضة نسفت كل شيء !..؟ يا للعار ! ما كان لك أن تختار الوقوف هذا الموقف المنحط ، نعم منحط، أنت متأكد أنني لا يمكن أن أخونك ، ورغم ذلك تتهمني ..أم أنك تغيرت ، فجأة تغيرت ! كما تتغير تلك الدول التافهة فجأة..غيرتك تلك الشقراء الباردة ! هل تتهمها هي الأخرى بالخيانة رغم أنك تحبها كل هذا الحب ؟ أقول لك ،الميزة الوحيدة التي قد تكون فيها هي أنها ليست خائنة ، على الأقل لم تخنك معي ، ميزة أخرى تتصف بها تلك .. تلك الفارغة وهو حبها للغزل ..أما ما دون ذلك فهي لا شيء ، لاشيء على الإطلاق .
نظراتك لا تظهر أي اقتناع ، نظراتك كلها شك و ارتياب ، أما أنا فلم أعد أرغب في الحديث معك في هذا الموضوع.. قرر ما تشاء ، أنت تحبها بشكل يعمي عينيك عن الحقيقة ،الحب في بعض الأحيان يصبح مرضا عضالا لا ينفع معه علاج.. أعرف ذلك و أفهمه ، لكن عليك أن تعرف الحقيقة منها هي أيضا ، أنت لا تريد أن تخسرها لذلك قررت ألا تصارحها بوساوسك وشكوكك حتى لا ينهار الذي بينكما ، لكن هان عليك خسارتي لذلك شككت في وفائي .. بل إنك اتهمتني صراحة بالخيانة و قبل حتى أن تسمعني.. بصراحة أنا أعذرك ، الحب هو هكذا لا يدع للشخص مجالا كي يفكر بمنطق ، كل شيء فيه مرتبك.. القلب الأصابع النظرات وحتى العلاقات ، لا علاقة ثابتة في الحب ، فجأة وبدون مقدمات تنهار العلاقات ، حتى علاقتك معها ليست ثابتة..أحذرك ! العلاقة الوحيدة الثابتة هي علاقتك مع الصمت.. تتمنى الآن لو أنك لست أبكما لتقول لي أغرب عن وجهي... سأرحل حالا ..بدون أن تقولها ، نظراتك قالتها ، شكرا لك .. أعترف أنني لم أستطع أن أقنعك ببرائي رغم حديثي ، لكنك أقنعتني بالرحيل رغم صمتك.. الوداع يا صديقي