لقطة رقم1 :عناق
يمد البحر ذراعيه باتجاه المدينة الغارقة في بحرها ليعانقها ،كما عاشق يمحو عن حبيبته بقايا حزن أليم.يمتد البحر الى اللانهاية ...يلتحم مع السماء في عناق أبدي...
سرب طيور ناصعة البياض يرسم في كبد السماء سهما يسير بسرعة واتساق جهة الشرق.....
لقطة رقم 2:تواصل
المرأة التي تجلس بمحاذاة الشاطئ تروقني كثيرا.أراقبها عن بعد ،،أحاول ،بكثير من الخيال المجنح،أن أخلق تواصلا ما معها.أجتهد كي أجدعنصرا مشتركا بيننا.أتتبع حركة رأسها علني ألتقي معها في زاوية معينة للنظر لنتشابك في نظرة واحدة حول شيء واحد... لفترة بدت لي المرأ ة مثل تمثا ل شمعي سيذوب بين الفينة والأخرى تحت أشعة الشمس اللافحة.
فجأة تظهر امرأة كأنها نبتت من بين الصخور تجر كلبا صغيرا وعلى مسافة غير بعيدة يتبعها رجل قصير القامة بكرش كبيرة يتدحرج ككرة تنس ،يحمل في يد نظارة شمسية وفي يد أخرى حقيبة جلدية يبدو أنها للمرأة .كان شعرها الكستنائي ينسدل على ظهرها،وثوبها الفضفاض يلتصق، بفعل الريح الخفيفة، بجسدها ويكشف بعضا من مفاتنه.
لقطة رقم4:توافق
أبي حين كان يصحب أمي الى مكان ما يتقدمها بعدة أمتار يصدر إليها أوامره دون أن يلتفت إليها...كان احيانا كثيرة يضربها حد الألم.لم تكن ترد أو تبكي ..تكتفي بالنحيب وتحضننا ..ما أقواها على التحمل .على الرغم من جسدها الضامر ووجهها الشاحب كان كاهلها ينوء بأعباء الزمن ..قليلا ما كانت تضحك.من أجل ذلك ،أستغرب حين أسمعها مع أبي، في إحدى لحظات صفائهما النادرة،يتهامسان ويضحكان بصوت خفيض كأنهما يخشيان أن يعلم أنهما في توافق ودي .
لقطة رقم5:جارتي
وأنا أصعد الدرجات المتآكلة إلى غرفتي المعلقة في السطح ،كانت جارتي البدينة واقفة عند الدرجة الأخيرة، ثوبها الشفاف يبدي عورتها.سلمت علي هاشة ووجهها يكاد يلامس وجهي...بسرعة رددت التحية دون أن ألتفت. أحسست بنظراتها تخزني في عقبي .لم يكن زوجها يضربها .كان كلما حاول أن يعلن عن رفضه لسلوك بدر منها ولم ينل رضاه تضربه دون مراعاة رجولته.
لقطة رقم6 :انطفاء
شياط طعام يحترق يزكم أنفي ...أسمع المرأة المستلقية على سريري تناديني من أعماق بئر مظلمة:
-كفاك وقوفا عند النافذة ،،، الطعام احترق ...........
لم أكن أسمعها ..تبدى لي هنالك في الأفق البعيد نور خافت يتراقص كذبالة شمعة تقاوم الانطفاء...أصرخ ملء فمي ...وأنطفئ.