كانت أعينهم البريئة مشوبة باستفهام غريب ..لأول مرة تطرق هذه المفردة أسماعهم .. تحاشى النظر إليهم وهو يصر على الوقوف بمحاذاة الباب غير آبه باصطفافهم المتعب في انتظار الدخول ..
- يا صغاري أنا أخوض إضرابا لذا سنؤجل حصة اليوم إلى أجل لاحق ..
تبادلوا نظرات الاستغراب ثم سرت همهمات طفولية تفكك العبارة لتحدد المبهم منها ! .. تماسك كي يخفي حرجه وتوتره ..ليتهم ينصرفون .. في الخلف صبيان يتدافعون ليُسندوا أكتافهم على الحائط .. حدجهم بنظرة قاسية , وقبل أن ينبس بكلمة تذكر أنه مُضرب !
- تعبنا يا أستاذ..هل بإمكاننا الانصراف ؟
بدت الصبية الواقفة بجواره مرتبكة وهي ترفع اصبعها لتسأل بصوت مرتعش :
أستاذ , لم أفهم معنى كلمة إضراب\
- الإضراب يا ابنتي هو ..
توقف فجأة .. تطلعت إليه كل الع\\يون الصغيرة تترقب ما يُشفي عليلها ..تنحنح مرتين ثم عدل ياقة قميصه وصاح بلهجة الواثق :
- قفوا مثنى مثنى ثم ادخلوا بتؤدة .. إنه دورك يا صفية لتوزيع الكراسات !