على سريرِه؛ في غرفة بيتِ المسنين؛ جاءه الصوتُ الأنثويُّ متأوِّها، يقطِّعُه شيءٌ من الأنين، رأسُه سخن؛ ثمّ صار يغلي؛ قام كما لم يقم منذُ زمنٍ، صيحةٌ ناعمةٌ أخرى ممطوطة نادته؛ فاندفعَ إلى السلمِ بسروالِ البيجاما؛ ثمَّ بيديه الناحلتين بدأ يتسلَّقُ حافتَه، فُتح بابٌ جواره؛ وعجوز مثلُه أطلَّ بملابسِه الداخلية، فوقهما كان الصوتُ ينتفضُ، ثم يتراخى ناعما مثلُ الحرير، انتفضت مآقيهما، وقد تبسما، شيءٌ من الدمع أيضا أطلَّ، تفتحتِ الأبوابُ في العالي، والهياكلُ خرجت زاحفة، صاروا مسيرة سيقانٍ راجفة، لكنَّهم على السطحِ توقفوا يفتشون حائرين، لم يكن هناك سوى لاقط الإرسال يتأرجحُ مع الريحِ، ويصفرُ مثل أنثى جريحة!
شيخوخة – قصة : عمر حمّش
أدوات
شكل العرض
- أصغر صغير متوسط كبير أكبر
- نسخ كوفي مدى عارف مرزا
- شكل القراءة