يومٌ مصهود، تخلع فيه جلدك وتتنصّل من نفسك. جوٌّ كاتم يدفع الروح إلى الحلقوم، ويجعل الحياة غير متحمّلة بالمرة. حتى الصمت، الذي يهفو إليه المرء يغدو جرسَ تنغيص لا يهدأ طنينه في الأذن.
جو نموذجي لارتكاب جريمة. هذه هي الحقيقة. أيامٌ من البرد اللاسع والأمطار، ثم فجأة، يهجم كل هذا الحر الدبق ك"مازوت" على إسفلت، الثقيل كالرصاص.
ليحافظ الواحد على خفة الملاك فيه عليه أن يدخل بيته بأسرع ما يستطيع. أن يتحاشى كل الآخرين. أن يخلع حذاءه وملابسه (وحتى جلده إن قدر !) ويستلقي على فرشته. أن يغمض عينيه وحواسه عن العالم ويركز "نظره" على أقصى نقطة في العتمة، تماما كما يفعل "اليوغيون". أن يخلي ذهنه بالكل، ويغسل باله من يومه اللايطاق ذاك.. وينام.
عبد العالي دمياني