ثورة الورد – قصة : د.حسن مرعي

**
كانت تعرفه منذ الصبا .. كانت تعشق فيه احلامه وكلامه عن جزر الورد
كانت تواعده قبل غروب الشمس ليحكى لها عن تاريخ الاجداد
لم يكن يكبرها كثيرا .. لكنه يعشق تاريخ بلاده ويحفظه كقصيدة شعر
 **
كان يبتسم طويلا حين يلقاها .. ويخبرها انها تذكره بما يراه فى الحلم
كان يراها دوما ترتدى ثوبا ابيض وتنثر على العالمين الورد
كان يعشق فيها الوانها الزاهية كملابس عذراء فى ليلة عرس
و "خلخالها" الفضى الذى يصدر الحانا كغناء الطير كلما لامست قدماها الارض
**
كانت مولعة بالاساطير .. وعن ذلك الذى يخرج من جوف التل يمسك سلال القمح
وعن الفارس المغوار الذى يعبر البحار من اجل حبيبته المقيدة بسلاسل ويحرسها عملاق
اما هو فقد كان يعشق تاريخ القبيلة .. وابيه الذى قتل بمفرده الف الف
**
فى اليوم التالى انطلقا نحو التل .. اجلسها قريبا منه وظل يتأمل ما ابدعه الرب
كانت عيناها تتكلم اكثر .. فقد الجمها خجلها وعرقها المتساقط كأمطار الشتاء
كانت تخبره عن حلمها ان تخضر الواحة وان ينتشر الورد
ضم على يدها .. اخبرها قد اقترب الحلم
**
اخرج من جيبه صرة .. طلب منها ان تفك العقدة وتخرج ما بالداخل
اطاعت كعادتها  مثل كل نساء القبيلة .. مدت يدها لامست بعض اشياء
اخرجت ما فى الصرة .. وضعته على يدها .. كانت بعض حبات ورد
**
انتفضت كمن لامسها الجن ..ابتسمت ..كم اعشق ذاك الفتى الممتلئ بالحب
اسرع هو يحضر بعض الماء كى يشتركا فى غرس الحلم
نبشت الارض بيدها التى تشبه كف الطفل .. ازعجها ما اصطدم بيدها .. راحت تجذبه
قطعة معدن لا تدرى لا وصف .. اقبل الفتى مسرعا.. اشار من بعيد ابتعدى عن هذا الشئ
كان بعيدا جدا.. لم تفهم ما يقصد .. القت بالقطعة بعيدا..فانفجرت.. وتناثرت حبات الورد

انتهت