بعينين ممتلئتين دموعا جامدة يتتبع المشهد ......تعاليق تبارح الأفواه وكأنها مادة أولية لرصاص نافد.....لا يكاد يعلق على ما يدور ، إلا انه يفهم كل ما يجول في حلبة صراع تجمع الام و الأب .هدا الأخير لا يبدي غليان الدم ، في مقابل الأم التي لا تلوي على شيء .تدرك بأبسط صيغة أن الزمان يستعد لصفعها مرة أخرى بعد أن أمنت منه لفترة :
- نوض قلب على خدمة.
يقابل نداءها ببرودة دم . وفي قرارة ذاك البرود يدرك بدوره أن نومه ستقضه فاتورة ثقيلة تهديها مصاعب العيش .
بعينين حزينتين يتتيع المشهد ، ليس بوسعه أكثر من ذلك ، يؤنس أمه بأسئلة عميقة المعنى ، تتعمد بدورها أن تضعه على الخط و تحيطه علما بما يقع .... وتضع له سيناريو محتملا لما سيقع ، تزيد من هروبه ، ومن معانقته لصداقة الحلم الكبير .....يوم يكون له شان كفلان وفلان ....يوم يكتب له أن ينقذ أمه و أباه من براثن الزمان ...يوم يكتب له أن يلامس حلمه.....ويوم ...... يستفيق على وقع صراخ غريب ، ولكنه معتاد ، يلعن في قرارة نفسه الأقدار التي رمت به إلى هناك .
صراخ يتقوى إيقاعه ، تقابلها همهمات تستجدي الصمت ،الصراخ يزداد ،والهمهمات تخفت ، تتحول في أغلب الأحيان الى بكاء صامت.
- ماذا بوسعي فعله ، وتهاونت في فعله ..... تتساءل فقط ولكنها لا تبحث عن الجواب ،
لان فرصة البحث عنه تضيع وراء صرخات جاحدة كارهة لنفسها، ولم نكتشف بعد ماهيتها ، يتوارى صاحبنا بجسده الصغير عن نظر الصارخ .....يهرب إلى اللاشيء، يبتسم أمام أقرانه بدهاء ....يعلم أن ابتسامته تحجب لهم ضنك الحياة ، يقبل على الضحك ، يتذكر مرارة الصراخ ، يضحك كثيرا ، يتذكر الهمهمات الضائعة ، يضحك كثيرا ، يتذكر بكاءها الصامت ، يضحك ويقهقه ، ثم لا يلبث أن ينزوي في ركن ما، ثم يردد ترانيم بكاء ساخن لاعنا قساوة زمان لا يرحم أحلامه ولو في اليقظة.
- ماذا بوسعي فعله ، وتهاونت في فعله ..... تتساءل فقط ولكنها لا تبحث عن الجواب ،
لان فرصة البحث عنه تضيع وراء صرخات جاحدة كارهة لنفسها، ولم نكتشف بعد ماهيتها ، يتوارى صاحبنا بجسده الصغير عن نظر الصارخ .....يهرب إلى اللاشيء، يبتسم أمام أقرانه بدهاء ....يعلم أن ابتسامته تحجب لهم ضنك الحياة ، يقبل على الضحك ، يتذكر مرارة الصراخ ، يضحك كثيرا ، يتذكر الهمهمات الضائعة ، يضحك كثيرا ، يتذكر بكاءها الصامت ، يضحك ويقهقه ، ثم لا يلبث أن ينزوي في ركن ما، ثم يردد ترانيم بكاء ساخن لاعنا قساوة زمان لا يرحم أحلامه ولو في اليقظة.