المكتب واسع وثير. النظارة فوق الأوراق تلمع. على مهل أتى، بهدوء مهيب جلس. في هدوء أيضا يده تمتد، تضع النظارة. بسرعة يتصفح الأوراق، وبالقلم عليها يوقع.
رشف من الفنجان أول رشفة، شفتاه على نكهة الهيل أطبقت، وحبس تنهيدة لو فلتت من المؤكد ستكون حارة، وطويلة.. وراح يكح. للحظة في بذلته الأنيقة ضم جسده، ثم نفشه وأبقاه منفوشا. ثم راح فمه يبذل أقصى جهد لعصر تكشيرة استقرت ذيولها فوق الحاجبين، وما لبثت أن امتدت إلى فروة رأسه، رأسه الأصلع. بعدها أخذ رشفة قهوة أخرى. أشعل الغليون، ومص الشفة السفلى، وكز.
جاوز الخامسة والسبعين، طويل وابيض، عوده سميك، له نصف كرش، وله بعض شعر أسفل أنفه، بالكاد افلح في صنع شارب صغير، تخلله سواد. ها هو أمضى ما يقارب نصف عمره وزيرا، ويشعر أن زمن عمره كوزير كان قصيرا جدا، كيوم، كساعة، كلحظة.. واليوم هو آخر يوم له في الوزارة.. فلكل شيء مهما طال نهاية، ولكل بداية أجل.. ولأي شيء زمنه الخاص، الذي فيه يعيش وبه يحس. وغدا سيطلع على المعاش، هذا صحيح.. فأدرك أنه حان وقت نزول النظارة عن عينية، وأدرك أن النظارة بالمرة لا تدوم، ولكل نظارة كتاب.. وأدرك أنه بما تبقى له من عمره كوزير أبدا لن يكون.. وأمورا أخرى أكيد أدرك.
رن التلفون وكأنه لا يسمعه يرن، سمعه الوزير شاحبا كأنه يرن مخنوقا مستغيثا في مكان بعيد، وأحس أن أذنه عن السمع سكتت، وفمه عمي عن الكلام.. حزينا رفع السماعة، مع الوزير البديل الجديد تكلم، بحشرجة تكلم.. وغصة في القلب راحت تكبر، وبقسوة تحز.. ودمع مضغوط لوما العيب كاد يسيل.
لمعت في عقله ذكريات خافتة كضوء نجم قابع في كوّن قصي. هي وقائع في متحف للذكريات سكنت.. هي ذكريات بالزمن تولد، وبالزمن تشحب، وبالزمن تلمع لمّا تبعث من جديد.
كان في البداية موظف بسيط، كما كل البسطاء كان على الأرض يمشي، ويدب.. فجأة جاءه مرسوم، بتعيينه وزيرا.. حينها الناس تعجبت.. دهشت.. بهرت.. صعقت.. نسوا أن الله الذي سواه من نطفة بشرا، لقادر أن يرفعه ويسويه وزيرا كبيرا، من موظف منخفض صغير.. ونسوا أيضا أن الله يعطي الفول للذي بلا أسنان.. ونسوا أن "لكل حبة فول مسوّسة كيال اعور".
في أول يوم استلم فيه منصبه الجديد، في الوزارة، أول مرسوم اصدر بأن يضع على عينيه نظارة طبية، فاستدعى على الفور لعينيه الطبيب، طبيب عيون.. فحص الطبيب نظر الوزير، فوجده قويا سليما ستة على ستة، بالكمال والتمام..
- نظرك ما شاء الله عليه ستة على ستة يا سيادة الوزير.. لا تحتاج نظارة.
- أنا عارف. هو الواحد ينفع يكون وزير بلا نظارة.. خلصني.. اعملي نظارة.
صنع له الطبيب نظارة، أنيقة، ذهبية الإطار.. وضعها على عينيه الوزير، فصار يرى الأشياء القريبة بعيدة جدا، وصغيرة أيضا رآها.. بالكاد تظهر. حتى الأوراق التي تنام على المكتب قدامه، بعيدة رآها في الأفق الذي ينتهي تقوّسه عند آخر الدنيا.. فرح بالنظارة الوزير.. إلى درجة أنه لم يعد عن عينية يرفعها، لأي سبب مهما كان، إلا سهوا.. ومرات كان ينسى نفسه وينام بها في السرير.. ومرات يغسل وجهه.
وكانت النظارة فاتحة خير عليه، بها وبفضلها وقع الكثير من العقود، والاتفاقيات، ثلاث اتفاقيات، إحداها خطيرة.. وبها كان يعلو، ويسمو، وبها كان يرتفع.. وبها ظل وزيرا.
مر إحدى عشر عاما.
سئم الوزير النظارة. واليها الكثير من الأخطاء في عمله ارجع.
طلب الوزير طبيب العيون في الحال.. الطبيب عيني الوزير فحص.. فوجد نظره ستة على ستة بلا نقصان..
- نظرك ستة على ستة يا سيادة الوزير. لا حاجة لك لنظارة. ما شاء الله.
- هذا ليس شغلك.. أريد نظارة أخرى. أنت تريد أن تخرب بيتي.
جهز الطبيب للوزير نظارة جديدة. وضعها الوزير على عينيه، لاحظ أنها تقرب ما هو بعيد، وتكبره.. حتى لو كان في نهايات الدنيا.. سعد الوزير وابتهج.. ودغدغت قلبه دوامة فرح عارمة.. وصار يقهقه..
- هذا ما كنت ابحث عنه من زمان.. ممتاز.. هكذا يصبح الشغل مضبوطا.
استقبل الوزير التهاني والمباركات بالنظارة.. وأقيمت الأفراح.. وراتبه زاد.
انتشر خبر النظارة الجديدة في كل صقع من أصقاع الوطن، في الإذاعات والتلفزيون.. وكل الصحف المحلية.. فرح الناس والشعب.. وأطعمهم الوزير لحمة مشوية ومسلوقة، وشاورما، وهمبورغر.. ثم جلب لهم السفن أب، فشرب الشعب كله حتى انتعش وانسطح.. وصار يتجشأ، كل خطوة بجشأة.. وحمد اللهَ الشعبُ، كثيرا حمده. وفي الشوارع الاحتفالات انطلقت، طبل وزمر، وسيارات عليها الأعلام الوطنية ترفرف، والحزبية، لكل الأحزاب.. وأسراب من الزغاريد في السماء أطلقتها النساء، بطرب كانت تفرقع وترّن. ولم ينس الوزير لفطنته أن يعمم الخبر على سفارات بلده في الخارج.. وسفارات العوالم كلها.. العالم نمرة واحد، ونمرة اثنين، ونمرة ثلاثة.
مرت عشرة أعوام أخرى.
ملّ الوزير النظارة، وأحس أنها لا تصلح لعالم متطور، وصغير بحجم مطفأة السجائر، بل هو اصغر بقليل، عالم كله تكنولوجيا وانترنت، واتصالات، وبلايا سوداء.. ولم تعد النظارة صالحة للعمل في ظل العالم المفتوح على بعضه.. وقد سببت له النظارة الكثير من الإخفاقات، لكل أنواع الخطط بمقاساتها المختلفة، من خمسيه وعشرية وغيره.. الخطط التي بالعادة تولد، وبالتعود تترك، وبالتعود تموت، ومرات من الموت تبعث ميتة مرة أخرى، لتموت بالتعود من جديد. لابد أن النظارة أصبحت متخلفة جدا.. ويجب تبديلها بأخرى، حديثة، وتليق بوزير، أجهبذ وزير.
دعا الوزير الطبيب.. وفحص نظره، فوجده لا يزال ستة على ستة
- نظر سيادتكم ستة على ستة.. ما شاء الله.
- أريد نظارة أكثر تطورا.. تناسب العصر.. وعلى الموضة.
أعطى الطبيب الوزير نظارة أخرى، طبية، آخر طراز.. بلا إطار، وفقا لآخر التقاليع.
وضعها الوزير على عينيه.. فلم ير شيئا.. إنما رأى ضبابا أمامه كان كثيفا، وغامقا جدا. حتى شعر أنه في وسط بحر من حليب.. ففرح بها الوزير أيما فرح، ثم أدار رأسه، فدارت مع وجهه النظارة صوب رزمة الأوراق على مكتبه، فلم يرها أبدا.. لكنه تحسسها بيده، وراح بنظارته الجديدة إليها ينظر، يراجعها ويدققها بهدوء، ووضع على الأوراق توقيعه، وقد امتلأ قلبه بالنشوة، وتجرع نصيبه من الفرح الكثير، وابتهج الوزير لدقة وفاعلية النظارة وسرعة أدائها.. إلى درجة انه لم يقع في أي خطأ، ولو بحجم حبة الرمل.. وأدرك أن النظارة أصلية، وغير مغشوشة أبدا.. لأنها لا ترى أبدا.
مر ثلاثة عشر عاما.زهق الوزير من النظارة، صارت موضة قديمة، ولونها بصراحة صار كالحا.. ولم تعد تناسب الخطط الجديدة والمواثيق.. فأرسل إلى طبيب العيون.. ونظارة أخرى صنع.. نظارة لها عدسة من عدساتها تقرب الأشياء، وتكبرها.. والعدسة الأخرى تبعدها، وتصغرها.
أعجبت النظارة الوزير.. ولكن يا فرحة ما تمت، مسكين!.. بالكاد وضعها على عينية مدة سنتين وثلاثة شهور، حتى أحيل على المعاش.. وهو الذي كان قد حلف اليمين ألا يحط رجله في الجنة إلا وزيرا.
رشف الوزير آخر شفطة باردة في قاع الفنجان، كان قد نسيها.. ثم قام.. وضع آخر نظارة على المكتب، تركها للوزير الجديد القادم.
فمه عن الغمغمة والمناجاة لم يكف..
- ماذا لو حصلت المعجزة وبقيت طول حياتي وزيرا؟ ماذا لو مت وبعثت ودخلت الجنة وزيرا؟ ماذا سيحدث لو حصل هذا؟
هل ستقوم القيامة فجأة؟ هل ستتهور أمريكا وتفك الحصار عن غزة؟ هل ستقول زوجة لزوجها بعد عشرين عاما من الزواج بحبك؟ هل سيتحد العرب؟ هل سيمتلك العرب قنبلة ذرية؟ هل ستنخفض أسعار السلع، خاصة في رمضان؟ هل ستقر إسرائيل بحقوق الفلسطينيين؟ هل ستنخفض نسبة البطالة؟ هل سيقدم احد الحكام استقالته لله في لله؟ ماذا بالله سيحدث؟ ماذا سيحدث لو مت على ملة الوزراء؟ هل سيحدث أي شيء من كل هذا لو أكملت ما بقي لي من عمري وزيرا؟
جرجر الوزير قدميه نحو باب المكتب، إلى الخارج.. وظل يتلفت، وقد نسي فمه مفتوحا.. ذهل.. زائغ العينين.. كأنه غير مصدق.
لمعت في عقله ذكريات خافتة كضوء نجم قابع في كوّن قصي. هي وقائع في متحف للذكريات سكنت.. هي ذكريات بالزمن تولد، وبالزمن تشحب، وبالزمن تلمع لمّا تبعث من جديد.
كان في البداية موظف بسيط، كما كل البسطاء كان على الأرض يمشي، ويدب.. فجأة جاءه مرسوم، بتعيينه وزيرا.. حينها الناس تعجبت.. دهشت.. بهرت.. صعقت.. نسوا أن الله الذي سواه من نطفة بشرا، لقادر أن يرفعه ويسويه وزيرا كبيرا، من موظف منخفض صغير.. ونسوا أيضا أن الله يعطي الفول للذي بلا أسنان.. ونسوا أن "لكل حبة فول مسوّسة كيال اعور".
في أول يوم استلم فيه منصبه الجديد، في الوزارة، أول مرسوم اصدر بأن يضع على عينيه نظارة طبية، فاستدعى على الفور لعينيه الطبيب، طبيب عيون.. فحص الطبيب نظر الوزير، فوجده قويا سليما ستة على ستة، بالكمال والتمام..
- نظرك ما شاء الله عليه ستة على ستة يا سيادة الوزير.. لا تحتاج نظارة.
- أنا عارف. هو الواحد ينفع يكون وزير بلا نظارة.. خلصني.. اعملي نظارة.
صنع له الطبيب نظارة، أنيقة، ذهبية الإطار.. وضعها على عينيه الوزير، فصار يرى الأشياء القريبة بعيدة جدا، وصغيرة أيضا رآها.. بالكاد تظهر. حتى الأوراق التي تنام على المكتب قدامه، بعيدة رآها في الأفق الذي ينتهي تقوّسه عند آخر الدنيا.. فرح بالنظارة الوزير.. إلى درجة أنه لم يعد عن عينية يرفعها، لأي سبب مهما كان، إلا سهوا.. ومرات كان ينسى نفسه وينام بها في السرير.. ومرات يغسل وجهه.
وكانت النظارة فاتحة خير عليه، بها وبفضلها وقع الكثير من العقود، والاتفاقيات، ثلاث اتفاقيات، إحداها خطيرة.. وبها كان يعلو، ويسمو، وبها كان يرتفع.. وبها ظل وزيرا.
مر إحدى عشر عاما.
سئم الوزير النظارة. واليها الكثير من الأخطاء في عمله ارجع.
طلب الوزير طبيب العيون في الحال.. الطبيب عيني الوزير فحص.. فوجد نظره ستة على ستة بلا نقصان..
- نظرك ستة على ستة يا سيادة الوزير. لا حاجة لك لنظارة. ما شاء الله.
- هذا ليس شغلك.. أريد نظارة أخرى. أنت تريد أن تخرب بيتي.
جهز الطبيب للوزير نظارة جديدة. وضعها الوزير على عينيه، لاحظ أنها تقرب ما هو بعيد، وتكبره.. حتى لو كان في نهايات الدنيا.. سعد الوزير وابتهج.. ودغدغت قلبه دوامة فرح عارمة.. وصار يقهقه..
- هذا ما كنت ابحث عنه من زمان.. ممتاز.. هكذا يصبح الشغل مضبوطا.
استقبل الوزير التهاني والمباركات بالنظارة.. وأقيمت الأفراح.. وراتبه زاد.
انتشر خبر النظارة الجديدة في كل صقع من أصقاع الوطن، في الإذاعات والتلفزيون.. وكل الصحف المحلية.. فرح الناس والشعب.. وأطعمهم الوزير لحمة مشوية ومسلوقة، وشاورما، وهمبورغر.. ثم جلب لهم السفن أب، فشرب الشعب كله حتى انتعش وانسطح.. وصار يتجشأ، كل خطوة بجشأة.. وحمد اللهَ الشعبُ، كثيرا حمده. وفي الشوارع الاحتفالات انطلقت، طبل وزمر، وسيارات عليها الأعلام الوطنية ترفرف، والحزبية، لكل الأحزاب.. وأسراب من الزغاريد في السماء أطلقتها النساء، بطرب كانت تفرقع وترّن. ولم ينس الوزير لفطنته أن يعمم الخبر على سفارات بلده في الخارج.. وسفارات العوالم كلها.. العالم نمرة واحد، ونمرة اثنين، ونمرة ثلاثة.
مرت عشرة أعوام أخرى.
ملّ الوزير النظارة، وأحس أنها لا تصلح لعالم متطور، وصغير بحجم مطفأة السجائر، بل هو اصغر بقليل، عالم كله تكنولوجيا وانترنت، واتصالات، وبلايا سوداء.. ولم تعد النظارة صالحة للعمل في ظل العالم المفتوح على بعضه.. وقد سببت له النظارة الكثير من الإخفاقات، لكل أنواع الخطط بمقاساتها المختلفة، من خمسيه وعشرية وغيره.. الخطط التي بالعادة تولد، وبالتعود تترك، وبالتعود تموت، ومرات من الموت تبعث ميتة مرة أخرى، لتموت بالتعود من جديد. لابد أن النظارة أصبحت متخلفة جدا.. ويجب تبديلها بأخرى، حديثة، وتليق بوزير، أجهبذ وزير.
دعا الوزير الطبيب.. وفحص نظره، فوجده لا يزال ستة على ستة
- نظر سيادتكم ستة على ستة.. ما شاء الله.
- أريد نظارة أكثر تطورا.. تناسب العصر.. وعلى الموضة.
أعطى الطبيب الوزير نظارة أخرى، طبية، آخر طراز.. بلا إطار، وفقا لآخر التقاليع.
وضعها الوزير على عينيه.. فلم ير شيئا.. إنما رأى ضبابا أمامه كان كثيفا، وغامقا جدا. حتى شعر أنه في وسط بحر من حليب.. ففرح بها الوزير أيما فرح، ثم أدار رأسه، فدارت مع وجهه النظارة صوب رزمة الأوراق على مكتبه، فلم يرها أبدا.. لكنه تحسسها بيده، وراح بنظارته الجديدة إليها ينظر، يراجعها ويدققها بهدوء، ووضع على الأوراق توقيعه، وقد امتلأ قلبه بالنشوة، وتجرع نصيبه من الفرح الكثير، وابتهج الوزير لدقة وفاعلية النظارة وسرعة أدائها.. إلى درجة انه لم يقع في أي خطأ، ولو بحجم حبة الرمل.. وأدرك أن النظارة أصلية، وغير مغشوشة أبدا.. لأنها لا ترى أبدا.
مر ثلاثة عشر عاما.زهق الوزير من النظارة، صارت موضة قديمة، ولونها بصراحة صار كالحا.. ولم تعد تناسب الخطط الجديدة والمواثيق.. فأرسل إلى طبيب العيون.. ونظارة أخرى صنع.. نظارة لها عدسة من عدساتها تقرب الأشياء، وتكبرها.. والعدسة الأخرى تبعدها، وتصغرها.
أعجبت النظارة الوزير.. ولكن يا فرحة ما تمت، مسكين!.. بالكاد وضعها على عينية مدة سنتين وثلاثة شهور، حتى أحيل على المعاش.. وهو الذي كان قد حلف اليمين ألا يحط رجله في الجنة إلا وزيرا.
رشف الوزير آخر شفطة باردة في قاع الفنجان، كان قد نسيها.. ثم قام.. وضع آخر نظارة على المكتب، تركها للوزير الجديد القادم.
فمه عن الغمغمة والمناجاة لم يكف..
- ماذا لو حصلت المعجزة وبقيت طول حياتي وزيرا؟ ماذا لو مت وبعثت ودخلت الجنة وزيرا؟ ماذا سيحدث لو حصل هذا؟
هل ستقوم القيامة فجأة؟ هل ستتهور أمريكا وتفك الحصار عن غزة؟ هل ستقول زوجة لزوجها بعد عشرين عاما من الزواج بحبك؟ هل سيتحد العرب؟ هل سيمتلك العرب قنبلة ذرية؟ هل ستنخفض أسعار السلع، خاصة في رمضان؟ هل ستقر إسرائيل بحقوق الفلسطينيين؟ هل ستنخفض نسبة البطالة؟ هل سيقدم احد الحكام استقالته لله في لله؟ ماذا بالله سيحدث؟ ماذا سيحدث لو مت على ملة الوزراء؟ هل سيحدث أي شيء من كل هذا لو أكملت ما بقي لي من عمري وزيرا؟
جرجر الوزير قدميه نحو باب المكتب، إلى الخارج.. وظل يتلفت، وقد نسي فمه مفتوحا.. ذهل.. زائغ العينين.. كأنه غير مصدق.