كان شادي الحلو واقفاً في الشارع المظلم الخاوي متردداً بين الذهاب إلى بيت عشيقته أو بيت أمه أو بيته، فطعنه فجأة خنجر طعنة واحدة عنيفة في الجانب الأيسر من صدره، فصرخ متوجعاً، وتمكن من رؤية وجه من طعنه، وكان وجهاً لم يره من قبل، وارتطم شادي بالأرض مرتمياً على ظهره، وتبللت أصابع يديه بدمائه المتدفقة بغزارة من صدره، فحاول الاستغاثة، ولكن استغاثته لم تكن غير أنين متوجع خافت، واقترب منه قط صغير، أبيض اللون، وشرع في لعق الدماء النازفة على الرصيف، فلم يحاول شادي إبعاده، وأغمض عينيه، ودخل بيت عشيقته التي استقبلته بوجه مكفهر متسائلة : لماذا تأخرت؟ أين كنت؟ هل كنت تقامر كعادتك أم كنت عند عشيقة جديدة؟
فقال لها إنه تعبان، ومحتاج إلى الراحة والنوم، وأدهشه أنها لم تنتبه إلى الدماء التي تلطخ صدره، واستلقى على السرير وهو يشعر أن تعبه يزداد، فأغمض عينيه، ولم يفتحهما إلا عندما سمع ضوضاء أطفال، ورأى أربعة أطفال غرباء يتضاحكون بمرح، فسأل عشيقته عنهم، فأجابت أنهم أولاده لو بقي حياً ولم يمت، فصاح بها رجل عجوز ملتح قائلاً لها بصوت مبحوح متهدج : اخجلي من أبناء الزنا يا فاسقة، ولا تنسي أن رجال عائلتك يقطعون رأس الحية ويقتلون القتيل ويمشون في جنازته.
وقال العجوز لشادي بصوت غاضب مؤنب : من سمح لك بالدخول إلى هذا البيت؟ كل بيت له حرمته، ولا يدخله إلا الرجل المتزوج على سنة الله ورسوله.
وانتزعه العجوز من السرير بقوة غير متوقعة، وأرغمه على مغادرة البيت، فقصد شادي بيت أمه، وفتحت له أمه باب البيت قبل أن يقرعه، وهمت بمعانقته وتقبيله، فدفعها عنه قائلاً لها :ستتوسخ ثيابك بالدم، وتتلف يداك في غسلها وتنظيفها.
فسألته ما إذا كان جائعاً، فلديها مصادفة كل الأطعمة المفضلة لديه، فقال لها إنه تعبان ويريد أن يستريح وينام، فقالت له : غرفتك لا تزال على حالها منذ أن تركتنا وعشت وحدك.
فهرع شادي إلى غرفته، وتمدد على سريره، ونام فوراً، وصحا بغتة على شرطي جلف يهزه قائلاً له : إنهض.. بلا كسل.
وجره الشرطي إلى أرض واسعة جرداء، وأعطاه معولاً ورفشاً، وقال له بصوت صارم آمر : هيا احفر.
فقال شادي للشرطي إنه تعبان ويريد أن ينام، فقال له الشرطي مهدداً : إذا لم تحفر بنشاط وهمة، فعصاي ستأكل من لحمك وتكسّر عظمك.
فأطاع شادي، واستمر في الحفر مدة طويلة حتى نجح في حفر حفرة تتسع لشخص ضخم، وقد أغرته بالاستلقاء فيها، ورأى الرجل الملتحي والشرطي يتعاونان بحماسة على ردم الحفرة التي يرقد في قاعها، ورأى قابلته تتفرج على ما يجري مبتسمة وقاتله يحوص مرتدياً ملابس سوداً، فأغمض عينيه، واستسلم لسبات عميق طويل.
وعندئذ توقف القط الصغير عن لعق الدم، وماء خائفاً، وابتعد عن الجثة عندما اقتربت منها جرذان ضخمة جائعة.
فسألته ما إذا كان جائعاً، فلديها مصادفة كل الأطعمة المفضلة لديه، فقال لها إنه تعبان ويريد أن يستريح وينام، فقالت له : غرفتك لا تزال على حالها منذ أن تركتنا وعشت وحدك.
فهرع شادي إلى غرفته، وتمدد على سريره، ونام فوراً، وصحا بغتة على شرطي جلف يهزه قائلاً له : إنهض.. بلا كسل.
وجره الشرطي إلى أرض واسعة جرداء، وأعطاه معولاً ورفشاً، وقال له بصوت صارم آمر : هيا احفر.
فقال شادي للشرطي إنه تعبان ويريد أن ينام، فقال له الشرطي مهدداً : إذا لم تحفر بنشاط وهمة، فعصاي ستأكل من لحمك وتكسّر عظمك.
فأطاع شادي، واستمر في الحفر مدة طويلة حتى نجح في حفر حفرة تتسع لشخص ضخم، وقد أغرته بالاستلقاء فيها، ورأى الرجل الملتحي والشرطي يتعاونان بحماسة على ردم الحفرة التي يرقد في قاعها، ورأى قابلته تتفرج على ما يجري مبتسمة وقاتله يحوص مرتدياً ملابس سوداً، فأغمض عينيه، واستسلم لسبات عميق طويل.
وعندئذ توقف القط الصغير عن لعق الدم، وماء خائفاً، وابتعد عن الجثة عندما اقتربت منها جرذان ضخمة جائعة.