إنّ السّواد المُطْبِقْ على ساعاتنا يُطمئننا بضرورة انعكاسٍ واضحٍ للقمرْ ....
من يملك تسمية الإتجاهات ، يملك حتماً توجيه البوصلة .. هكذا تبدو الحقيقة أكثر انسجاما مع ذاتها . فمن منّا يقول أنّ تدفق الدم من وإلى القلب يأخذ وصف الجريمة التي تزجّ بمرتكبها الى حيز المقصلة ؟ وهل أن دمنا الموزّع على كافة أنحاء جسدنا المنفيّ _ بالكيفيّة التي يوزّع فيها الطحين على اللاجئين _هو سلاحنا السّري والوحيد الواجب مصادرته احترازا من تدوين وصيتنا الاخيرة ...؟؟؟
إذاً ... فيا أيّها الدم المشبوه فينا ... أخرج منّا فإنك رجيم...
أخرج بكل الوسائل ، مع كل السوائل ،
مع اللعاب الفائض عن الحاجة ،
مع رشح المسامات ،
مع ذرف العيون ،
بنزيف جرحٍ لا يلتئم إلاّ وداعاً .
أخرج بكل السبل ، المباح منها والمستباح .....
أخرج لنقتلع العلاقة ما بين القلب والحواس ، ولنحقق شروط الحياة مع الغرباء ..... حواسٌ مخمورةٌ تنفعل إنصياعاً لتغيرات الطقس ، وقلب خاوٍ من الأحداث والذكرى .
أمّا السؤال ، فماضٍ في الثبات . ما انفكّ يغرينا بجماليته لنقدم له مزيداً من القرابين ......
"من يملك الحق في أن يشتهي زينة الحياة الدنيا" ؟
- أللذكر مثل حظ الأنثيين ؟
- أم المساواة بهيئة أسنان المشط ؟
- أم انه الإختيار العشوائي للوسواس الخنّاس ؟
- وهل يكون فلسفياً (الآخر) لمن حبَّ وكتم وعفَّ وصبر فدخل الجنة ...؟
سؤالٌ رابضٌ على أعناقنا ، وإجاباتٌ تتهاوى مع قتلاها وجرحاها.
وبعد ......
فقد يستيقظ سياجٌ على وردةٍ ..... تحلّيه .
وقد تستيقظ وردةٌ على سياجٍ .... يحميها .
وقد تقفر الدنيا .... فلا سياجٌ قوي ... ولا وردٌ حقيقي ..
فنعلم أن إنساناً من زمن الحداثة قد مرَّ من هنا ، لتكون مهمتنا الصباحية التالية " صورتنا في مرآتنا " لا لنندب حظنا ، ولكن لنتأكد أننا ما زلنا نرفض سطو الزيف على أسمائنا .. أشكالنا .. مصطلحاتنا وحواسنا .
فإلى أن نعيد للكلمات معانيها .... وحتى آخر خليةٍ أصيلةٍ , أقول لك :-
(أمثالنا لا يموتون حباً
ولو مرة ، في الغناء الحديث الخفيف
ولا يقفون ، وحيدين ، فوق الرصيف
لأنّ القطارات أكثر من عدد المفردات
وفي وسعنا دائماً أن نعيد النظر ......)1
أمّا أنا ، ولأنّي منذ زمن لم أعد أنا ، وبوأدي جميع مشاعري أكون قد جئت شيئاً فرياً ، أعترف بذنبي العظيم تجاهك ولأجلك ، وأعلن بأني ( نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) 2
------------------------------------
1- من قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش (ديوان سرير الغريبة)
2-من آية 26 سورة مريم
رافع أبو رحمة
كاتب وباحث فلسطيني
مقيم في الصين
أخرج بكل السبل ، المباح منها والمستباح .....
أخرج لنقتلع العلاقة ما بين القلب والحواس ، ولنحقق شروط الحياة مع الغرباء ..... حواسٌ مخمورةٌ تنفعل إنصياعاً لتغيرات الطقس ، وقلب خاوٍ من الأحداث والذكرى .
أمّا السؤال ، فماضٍ في الثبات . ما انفكّ يغرينا بجماليته لنقدم له مزيداً من القرابين ......
"من يملك الحق في أن يشتهي زينة الحياة الدنيا" ؟
- أللذكر مثل حظ الأنثيين ؟
- أم المساواة بهيئة أسنان المشط ؟
- أم انه الإختيار العشوائي للوسواس الخنّاس ؟
- وهل يكون فلسفياً (الآخر) لمن حبَّ وكتم وعفَّ وصبر فدخل الجنة ...؟
سؤالٌ رابضٌ على أعناقنا ، وإجاباتٌ تتهاوى مع قتلاها وجرحاها.
وبعد ......
فقد يستيقظ سياجٌ على وردةٍ ..... تحلّيه .
وقد تستيقظ وردةٌ على سياجٍ .... يحميها .
وقد تقفر الدنيا .... فلا سياجٌ قوي ... ولا وردٌ حقيقي ..
فنعلم أن إنساناً من زمن الحداثة قد مرَّ من هنا ، لتكون مهمتنا الصباحية التالية " صورتنا في مرآتنا " لا لنندب حظنا ، ولكن لنتأكد أننا ما زلنا نرفض سطو الزيف على أسمائنا .. أشكالنا .. مصطلحاتنا وحواسنا .
فإلى أن نعيد للكلمات معانيها .... وحتى آخر خليةٍ أصيلةٍ , أقول لك :-
(أمثالنا لا يموتون حباً
ولو مرة ، في الغناء الحديث الخفيف
ولا يقفون ، وحيدين ، فوق الرصيف
لأنّ القطارات أكثر من عدد المفردات
وفي وسعنا دائماً أن نعيد النظر ......)1
أمّا أنا ، ولأنّي منذ زمن لم أعد أنا ، وبوأدي جميع مشاعري أكون قد جئت شيئاً فرياً ، أعترف بذنبي العظيم تجاهك ولأجلك ، وأعلن بأني ( نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) 2
------------------------------------
1- من قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش (ديوان سرير الغريبة)
2-من آية 26 سورة مريم
رافع أبو رحمة
كاتب وباحث فلسطيني
مقيم في الصين