بينت وثائق مسربة جديدة إمكانية تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكي NSA على المحادثات الهاتفية التي تجري ضمن الرحلات الجوية المجهزة بخدمة النظام العالمي للاتصالات المتنقلة GSM، وذلك بحسب تقرير جديد نشرته صحيفة لوموند Le Monde الفرنسية.
ويعود تاريخ تسريب تلك الوثائق إلى عام 2010، وهي تابعة لنشرة إخبارية داخلية لوكالة الأمن القومي الأمريكي، والتي أوضحت إمكانية تنصت الوكالة على مكالمات الركاب الموجودين على متن بعض الرحلات الجوية الخارجية أثناء استخدامهم لهواتفهم المحمولة لإجراء مكالمات.
وتوضح النشرة الإخبارية الداخلية المسربة قدرة الوكالة على رصد أي مكالمة أو رسالة قصيرة أو بيانات انترنت مستخدمة من قبل الركاب على الرحلات الجوية التي توفر الوصول إلى الشبكات الخلوية GSM.
وتسأل النشرة الإخبارية الداخلية “ما هو القاسم المشترك بين رئيس باكستان ومهربي السيجار أو الأسلحة أو الأهداف الحالية لمكافحة الإرهاب أو العضو المنضم إلى شبكات النتشار النووي ؟”.
وبحسب التقرير فإن القاسم المشترك بينهم جميعاً أنهم قاموا باستخدم هواتفهم المحمولة أثناء وجودهم على متن الطائرة، وتم تعقبهم بواسطة نظام SIGINT نظراً لكون أرقامهم موجودة ضمن OCTAVE.
ويعتبر مصطلح SIGINT مصطلحاً خاصاً بوكالة الأمن القومي مستمداً من الإشارات والأنظمة الإلكترونية، بينما يشير OCTAVE إلى نظام تحديد أهداف التنصت على الهواتف.
ووفقاً للتقرير فقد كانت وكالة الامن القومي قادرة على الاستعلام عن أنظمة GSM الموجودة على متن الطائرات التجارية فوق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا كل دقيقتين، ويمكنها رصد الصوت والبيانات من أي هاتف كان متصلاً.
وقد شملت شركات الطيران المدنية المعنية والمشاركة عدداً من الشركات منها الخطوط الجوية السعودية والإماراتية والفرنسية وشركة لوفتهانزا الألمانية، ولم يتم ذكر أي شركة طيران أمريكية ضمن النشرة الإخبارية الداخلية.
وتشاركت النشرة الإعلامية الموجودة على شبكة الإنترنت The Intercept مع صحيفة لوموند على تحليل كنز من الوثائق التي قدمها إدوارد سنودن المتعلقة برصد مكالمات GSM، وأن مقر الاتصالات الحكومية البريطانية قد شارك في البرنامج أيضاً.
وعملت وكالة الأمن القومي الأمريكي ووكالة المخابرات البريطانية على تحديد رحلات الخطوط الجوية الفرنسية بانها تستحق الرصد والمتابعة بشكل خاص، بناءً على المعلومات الاستخباراتية التي وصفتهم على أنهم أهداف محتملة للإرهاب.
وأوضحت تقارير وكالة الامن القومي أن 50 ألف شخص استخدموا هواتفهم المحمولة في الرحلات الجوية اعتباراً من شهر ديسمبر/كانون الأول 2008، وقد ارتفع الرقم إلى 100 ألف بحلول شهر فبراير/شباط 2009.
وابتعدت شركات الطيران إلى حد كبير حالياً عن تقديم خدمة الهاتف الخليوي في رحلاتها، حيث انتقلت إلى تركيز اهتمامها على تقديم خدمات الانترنت اللاسلكي الأسرع واي فاي.
وأشار متحدث باسم الخطوط الجوية الفرنسية أن رحلاتها الجوية الحالية غير مجهزة لتقديم خدمات الهاتف الخليوي، بينما تشير الخطوط الجوية الإماراتية إلى إمكانية استخدام ركابها لهواتفهم المحمولة لإجراء المكالمات على أكثر من 300 رحلة يومياً.