تصاعدت حرب الهيمنة على سوق الكمبيوتر اللوحي المصغر، بعد اعلان شركة أبل اطلاق جهازها "ايباد ميني"، فيما تنافسها شركة "غوغل" بجهازها "نيكسوس"، وامازون بـ"كيندل فاير"، في وقت تزمع أن تطرح المجموعة المعلوماتية الأميركية "مايكروسوفت" جهازها اللوحي الجديد "سورفس".
وتثير هذه الحرب المتزامنة مع عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة وتقديم الهدايا، شغف المستخدم لاكتشاف مواصفات الاجهزة الجديدة.
واعتبر المحللون أن إطلاق "آبل" نسخة مصغرة من جهاز "آي باد" هو خطوة دفاعية قامت بها المجموعة، في ظل معركة الاسعار التي يشنها مصنعون آخرون في هذا المجال.
فيما تتصاعد اسئلة المتابعين الاعلاميين عما اذا كانت هذه الاجهزة قد غادرت مواصفات التسلية والمراسلة وتصفح الانترنت الى ان تصبح مكتباً متنقلا يوضع في الجيب.
ويرى المتابعون الاعلاميون ان تصفح الانترنت وتحميل الافلام والمراسلة لم تعد كافية، ويطالبون بان تتحول الاجهزة اللوحية إلى كمبيوتر محمول مصغر يقوم بمواصفات المكتب كاملة.
ولا تكشف الشركات المصنعة عن خططها المستقبلية لتطوير الاجهزة المحمولة لتحمل مواصفات الكمبيوتر وليس الهاتف الذكي.
وترى ان "الجدوى الاقتصادية" بالنسبة لها التطوير البطيء لاجهزتها ولا تقدم كل شيء مرة واحدة.
في جانب آخر يدفع التنافس بين المنتجين "ابل" و"غوغل" و"امازون" و"مايكروسوفت" إلى تقنيات أفضل وأسعار أقل، الامر الذي يسهل اقتناء الاجهزة من المستخدم مع تنوعها.
وسيعيد هذا النمط من الكمبيوترات اللوحية عادات القراءة المتجولة، كما يحدث عند ركوب القطار او الجلوس في حديقة، وهو الأمر الذي كان صعبا مع "آي باد" العادي "أكبر من اللازم"، و"آي فون" أصغر من اللازم"، فيما يقتصر عمل أجهزة "اي بوك" الاخرى على تحميل الكتب فقط وليس الاتصال بالانترنت والتصفح.
ويعيد الحجم الجديد للاجزة اللوحية فكرة "كتاب الجيب" التي طالما ساهمت في نشر المعرفة وحب المطالعة.
ومع ان النسخة الجديدة من "آي باد ميني" لم تخضع للتجريب بعد، الا ان كل المؤشرات المعلنة تؤكد انه لا يختلف عن الجهاز الاكبر منه الا بالحجم.
وكان مؤسس شركة "آبل" الراحل ستيف جوبز غير مقتنع بتصنيع نسخة صغيرة من الجهاز، ويرى ان حجم "أي باد" كان مثالياً.
فيما قال فيليب شيلر المسؤول عن فرع التسويق العالمي في "أبل" "جهاز آي باد ميني... ليس نسخة مصغرة من الجهاز اللوحي فحسب، بل هو أيضا تصميم جديد بالكامل".
ويبلغ حجم شاشة هذا الجهاز التي تعمل باللمس 20 سنتمترا. وستباع النسخة المصغرة من الجهاز اللوحي في الولايات المتحدة ابتداء من 329 دولارا، في حين أن أسعار النماذج الحالية التي يبلغ حجم شاشاتها 9.7 انج تبدأ بـ 499 دولارا.
ويشار إلى أن جهازي "كيندل فاير" من "أمازون" و"نكسس 7" من "غوغل" هما أصغر حجما من جهاز "آي باد" بنسختيه العادية والصغيرة ويباعان ابتداء من 199 دولارا.
ومن المتوقع أن يباع جهاز "سورفس" من مايكروسوفت في الولايات المتحدة ابتداء من 499 دولارا للنموذج الذي يتمتع بذاكرة سعتها 32 غيغابايت.
ولا يزال جهاز "آي باد" يهيمن على سوق الأجهزة اللوحية العالمية مع مبيعات تشمل 17 مليون وحدة من أصل الوحدات الخمس والعشرين التي بيعت من هذه الأجهزة في الربع الثاني من العام 2012.
وأثرت مبيعات الاجهزة اللوحية المتصاعدة على مبيعات الكمبيوترات المحمولة حسب تقرير لشركة "إنتل" الأميركية لصناعات المعالجات.
وتواجه الشركة مصاعب متزايدة جراء ضعف إقبال المستهلكين على شراء أجهزة الكمبيوتر المحمول، وقد تعزز هذا الضعف جراء اشتداد المنافسة مع الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية.