بكت أمه وهي تبثّ لي شكواها من حال ابنها الذي يستبد به الحزن منذ شهور ويلتزم الصمت ويغيب عن المنزل ساعات النهار كلها ، وقد أعيتها الحيل لتفريج همه وانتشاله من قعر حزنه.
فعزمتُ على مراقبته لكي أعرف أي مكان ينتبذ ،وكان أن أرهقني اللحاق به إلى حدود الصحراء وهناك وجدته قد احتفر حفرة عميقة وجثا على ركبتيه وغيّب رأسه داخلها وظل يصرخ إلى المساء .